طفرة كبيرة في العلاقات المصرية التركية

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

لا تتحرك الأحداث عشوائيا ولا ينتقل التاريخ من مرحلة إلى أخرى بدون سبب . تجسد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تركيا ودفع العلاقات إلى الذرى , حركة التاريخ وضبط مؤشر العلاقات الدولية على مرحلة جديدة ترسخ العلاقات متينة بين مصر وتركيا . جاءت الزيارة ردا على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السابقة لمصر والتي شهدت تفاهمات عميقة بين الرئيسين وسياسات البلدين دفعت آفاق التعاون إلى مراحل مهمة ووضعت العلاقات في مسارها الطبيعي والمأمول لصالح الشعبين وشعوب المنطقة ومصيرها .

ينظر للزيارة إقليميا ودوليا باعتبارها خطوة واسعة لتعميق التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين الدولتين , ففي المجال الاقتصادي شهدت الزيارة توقيع 20 اتفاقية في جميع المجالات , كما تم الاتفاق على الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار بديلا عن 7 مليارات في العام المنصرم . تضمن الاتفاقيات فتح الباب واسعا لتبادل الاستثمار بين البلدين واعتبار مصر بوابة تركيا إلى أفريقيا واعتبار تركيا بوابة مصر إلى أوروبا . الاتفاقيات التي وقعت شملت مجالات الصحة والسياحة والدفاع .

اتفق الرئيسان خلال الزيارة على حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء وإنهاء المأساة الإنسانية هناك وكذلك على الملفات الاستراتيجية في الإقليم ومنها ملفات ليبيا والسودان والصومال مما سيكون له انعكاسات إيجابية على حالة الاستقرار في المنطقة بعدما تشعبت الأزمات الإقليمية . إن التعاون بين مصر وتركيا في هذا المجال سيعمل على وقف دائرة العنف من خلال التعاون العسكري المثمر بين البلدين مما يساهم في إخماد الحرائق المشتعلة بالإقليم . 

إن اتفاق الرئيسين وما تلاه من إعلان التعاون الاستراتيجي سيكون له آثار إيجابية وفعالة على جميع الملفات لما لمصر وتركيا من مكانة وقوة بالإقليم .

إن مصر وتركيا دولتان كبريان في الإقليم وتعميق التعاون بينهما سيعمق الاستقرار ويحافظ على السلام .