نجيب محفوظ يفجر مفاجأة عن جائزة نوبل.. سر لم ينشر في حوار مع مجلة أمريكية

كتب: منة الصياد

نجيب محفوظ يفجر مفاجأة عن جائزة نوبل.. سر لم ينشر في حوار مع مجلة أمريكية

نجيب محفوظ يفجر مفاجأة عن جائزة نوبل.. سر لم ينشر في حوار مع مجلة أمريكية

مقابلة نجيب محفوظ وإجراء حوار معه كانت واحدة من اللحظات التي لا تُنسى بالنسبة للصحفي الأمريكي جوناثان كورييل خلال مسيرته في مجلة «ماكلينز» الأمريكية. فقد أتيحت له الفرصة لمحاورة الكاتب العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الآداب، وذلك في أعقاب ثمانينيات القرن الماضي خلال قيامه بأول رحلة له إلى مصر، وهو إنجاز اعتبره «كورييل» محطة بارزة في رحلته المهنية. لقد قطع مسافات طويلة ليجلس مع نجيب محفوظ، ويحاور كاتبًا أبدع في تصوير الحياة اليومية في مصر وأصبح رمزًا أدبيًا عالميًا.

ورغم الحماس الكبير الذي شعر به «كورييل» لإجراء هذا الحوار ونشره، إلا أن الأمور لم تسر كما خطط، فعند عودته إلى المجلة، تأخر في تسليم الحوار، وتلقى مكالمة هاتفية من أحد زملائه: «جوناثان، لقد تأخرنا كثيرًا، ولا نملك حتى مساحة لنشر مقابلة مع نجمة البوب مادونا، فكيف لنا أن ننشر حوارًا مع نجيب محفوظ؟».

مع تعذر نشر الحوار في الوقت المحدد، شغلت أحداث حرب الخليج وسائل الإعلام الدولية، مما جعل «كورييل» يؤجل نشر الحوار مرة أخرى. وبالرغم من التحديات، ظل الحوار محفوظًا في ذاكرته، وفي عام 2009، أي بعد مرور ثلاث سنوات على وفاة نجيب محفوظ، قرر نشره عبر مدونته الخاصة، بعدما عثر على الأوراق المخبأة في خزانته. وإلى نص الحوار:

- بدأت الكتابة في سن 17.. ماذا دفعك إلى أن تصبح كاتبا؟

شيء أتذكره جيدًا هو القراءة، رغم أنه في طفولتي لم تكن هناك كتب للأطفال باستثناء القصص البوليسية، لم يكن لدينا أدب للأطفال مثلما هو الحال الآن، وكانت القصص البوليسية هي كل ما لدينا لم يكن لدي أي خيار حقًا.

- غالبا تتناول رواياتك عائلات تعاني من مشكلات محددة.. هل هذا مبني على حياتك كطفل؟

ليس بالضرورة، قد أكتب عن بعض المشكلات في الأسرة، أو المدينة، أو أي مشكلات أعرف عنها من خلال الصحف، لكن أعتبر نفسي سعيدًا جدًا بالطبع عندما كنت طفلاً، لكن على جانب آخر لم أكن سعيدًا في المدرسة لأنها كانت بالنسبة لي بمثابة سجن، وما إلى ذلك، ولكن بالمقارنة مع العائلات الأخرى، يجب أن أعتبر طفولتي جيدة جدًا.

- كيف تشعر بتحقيق النجاح العالمي في هذه المرحلة من حياتك؟

مندهش للغاية، حقًا لم أفكر في الأمر.

- هل غيّر الفوز بجائزة نوبل حياتك؟

لا، أنا في قمة عمري لذا فإن التغيير صعب للغاية الآن، ربما غير الفوز حياة عائلتي، نعم، ولكن ليس حياتي، لقد أصبحوا أكثر أمانًا من الناحية المادية، ولكن حياتي هي نفسها، فما زلت أذهب إلى مقهى في وسط القاهرة اسمه «علي بابا» كل صباح لألقي نظرة على الصحافة بالصحف والمجلات، كما أنه يجب أن أمشي كل صباح لمدة ساعة تقريبًا.

- هل فكرت يوما في الترشح لمنصب سياسي؟

لا، أنا أفكر في السياسة، فقط أكتب عنها ولكن بصفتي كاتبًا.

- هل تعمل على أي روايات جديدة؟

بعد فوزي بجائزة نوبل، كتبت بعض القصص القصيرة، التي لم يتم جمعها أو نشرها بعد، لأن بصري وسمعي ضعيفان للغاية، فلا أستطيع العمل طوال اليوم أكثر من ساعتين - ساعة للقراءة وساعة للكتابة - قبل ذلك، كنت أكتب حوالي ثلاث ساعات وأقرأ حوالي أربع أو خمس ساعات.

- ما رأيك في الأدب الحديث؟

أنا من جيل همنجواي (روائي وكاتب قصص أمريكي)، وقرأت العديد من الكتب الجديدة التي تُرجمت إلى الفرنسية والإنجليزية، وهي ليست مقياسًا للكتب السابقة.

- ماذا تأمل أن يستفيده القراء الناطقون باللغة الإنجليزية من رواياتك؟

أتمنى أن يجدوا فيها أدبًا، فكما تقرأ ديكنز لكي تعرف لندن أو بلزاك لكي تعرف باريس، فهناك متعة حقيقية، لذا فهذا هو الهدف الأول وكل شيء آخر ثانوي، وقد يكون من المهم جدًا معرفة الحياة اليومية لثقافة أجنبية، لكن الهدف الأول يجب أن يكون فنيًا.

- هل تشعر أن مصر التي تكتب عنها في رواياتك قد تغيرت؟

إلى حد ما، لم تعد مصر هي نفسها، فالنساء يعملن الآن أكثر، ويزداد انخراطهن في المجتمع، كما أننا نفقد قراءنا كل يوم وربما يرجع ذلك إلى تأثير التلفاز وغيره من التغيرات.


مواضيع متعلقة