الوحيشي.. سقوط "الرجل الثاني" في تنظيم القاعدة

عشرة ملايين دولار هي قيمة المبلغ الذي خصصته الاستخبارات الأمريكية لمن يساعد في اعتقال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد ملاحقات طويلة، فهو الذي قاتل في أفغانستان وسُجن في اليمن ليهرب بعد ذلك بعدما هرب من السجن ليصبح زعيمًا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. إنه ناصر عبدالكريم عبدالله الوحيشي وُلد عام 1978 في قرية مرتعة بمدينة البيضاء في اليمن، وانضم المكني بـ"أبو نصير" إلى معسكرات القاعدة في أفغانستان عام 1990، وترقى في سلم التنظيم حتى أصبح مقربًا من الرجل الأول في القاعدة أسامة بن لادن، حيث يعتقد أنه كان السكرتير الخاص به. في العام 2002 وبعد دخول الولايات المتحدة في حربها على حركة طالبان وتنظيم القاعدة، فر الوحيشي نحو إيران ، وتم إلقاء القبض عليه هناك ومن ثم تسليمه إلى السلطات اليمنية. اعتقل بسجن الأمن المركزي بصنعاء لأربع سنوات، إلا أنه تمكن من الفرار برفقة 26 عنصراً من التنظيم في فبراير عام 2006، بعد حفرهم لنفق طويل أثناء قضاء فترة حبسهم في السجن. اختير الوحيشي زعيماً للتنظيم عام 2007، خلفاً لـ"أبو علي الحارثي" الذي تم قتله في غارة جوية أمريكية عام 2002، وبعد سنوات قليلة تم الإعلان عن اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية ليتشكَّل ما أسموه بـ"قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ليصبح زعيماً للتنظيم الجديد في عام 2009. عمل التنظيم أثناء قيادة "الوحيشي" على تنفيذ عدة عمليات لعل من أبرزها محاولة تفجير طائرة أمريكية في 25 ديسمبر عام 2009، أثناء قيامها برحلة من أمستردام في هولندا إلى مدينة ديترويت بالولايات المتحدة، قام بها النيجيري عمر الفاروق، وتم إحباطها. في عام 2011 نقطة التحول في حياة التنظيم بعد إعلان الوحيشي ولاءه لـ"أيمن الظواهري" في رسالة مطوَّلة تم نشرها على شبكة الإنترنت، وبعد أنباء عن مقتل بن لادن. 24 ديسمبر 2009 تعرَّض الوحيشي لغارة أمريكية في محافظة شبوة، وذكرت السلطات اليمنية حينها مقتله، إلا أن تنظيم القاعدة بادر بالنفي. أعلن أيمن الظواهري بعد ذلك أنه تم تعيين الوحيشي نائبًا له، وبذلك أصبح "أبو نصير" الرجل الثاني في التنظيم، ما استدعى الاستخبارات الأمريكية عرض جائزة مالية قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومة قد تساعد في إلقاء القبض عليه. في 16 يونيو أكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل ناصر الوحيشي في غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في مدينة "المكلا" عاصمة حضر موت، بحسب تسجيل مصور منسوب للتنظيم وتنصيب قاسم الريمي قائداً جديداً للتنظيم خلفاً له.