بروفايل| يوسف السباعي.. 100 عام على ميلاد "فارس الرومانسية"
![بروفايل| يوسف السباعي.. 100 عام على ميلاد](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/361874_Large_20150616101044_50.jpg)
كان مؤمناً بأن للأدب دورًا كبيرًا للتمهيد للسلام في مختلف العصور، ولم يكتب من خلال نظرية فنية أو سياسية ولو خُيِّر من بين مناصبه التي تولاها وبين الإبداع الأدبي لاختار الكتابة كما فعل طوال حياته.
استطاع يوسف السباعي أن يجمع بين النشاط العسكري والنشاط الأدبي، لم يقبع في برج عاجي وإنما نزل إلى السوق، فهو فارس الرومانسية الذي شكَّل وجدان جيل كامل تربى على قصائده وقصصه الرومانسية الجميلة.
والسباعي من مواليد 10 يونيو 1917 لوالده الأديب المعروف محمد السباعي الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر، حيث وُلد في حارة الروم بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، ذلك الحي الشعبي الذي أثَّر على كتابات وتكوين يوسف السباعي الفكري والأدبي، حيث إنه كان من الطبقة المتوسطة البسيطة.
ومن الصعب أن نقول إن السباعي كانت له معارك.
قال يوسف إدريس، منافس "السباعي" في انتخابات نقابة الصحفيين، إن "يوسف" كان يلقاه مرحبًا فاتحًا ذراعيه، والمعارك فرضت عليه من مخالفيه السياسيين والمذهبيين، حيث قال عبدالرحمن الشرقاوي إنه ذات مرة بعد هزيمة 5 يونيو عام 1967 في أحد اجتماعات اتحاد الكتاب العرب وقف مندوب أحد الوفود يطلب عزل يوسف السباعي، وعلى الفور أعلن يوسف استقالته وانسحب إلى حجرته وجاء مندوبو الوفود جميعًا في مقدمتهم ممثل الحزب الشيوعي وقال: "هذا العضو الذي طالب بعزل يوسف السباعي مفصول من الحزب، وسلَّم وثائق الحزب للمخابرات المركزية الأمريكية، وعاد يوسف وعادت الوفود إلى الاجتماع لتطرد هذا العضو الذي أثار الزوبعة، لم يكن يفرض المعارك على الآخرين، كان يسبح في الحياة كما يسبح (سبع البحر) في عالم البحر الواسع المليء بالقصص والأساطير وعجائب الحيوان وصراع الطبيعة للإنسان".
ارتبط دوره بفترة النهضة الثقافية في مصر في الستينيات من القرن العشرين، وكانت أعماله الأعلى توزيعًا، فضلًا عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها، ولكنه تعرض للكثير من النقد بسبب أن أعماله وُصفت باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الأدب وأنها تداعب فقط احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء صغار السن.
وصلت حصيلة إنتاج "السباعي" الأدبي إلى 22 مجموعة قصصية، و16 رواية، وأربع مسرحيات، وثماني مجموعات من المقالات في النقد والاجتماع، وكتاب في "أدب الرحلات" بخلاف مقالاته التي كتبها في الصحف والمجلات.
لـ"السباعي" رصيد كبير من الجوائز، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب ورفض استلام الجائزة لأنه كان وزيرًا للثقافة في ذلك الحين، ووسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، كما حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية 1976، فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم "رد قلبي"، وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة".
عرضت له السينما المصرية أكثر من قصة أشهرها فيلم "رد قلبي" و"الليلة الأخيرة" و"أرض النفاق" و"بين الأطلال " و"إني راحلة"، وله مسرحية نشرت باسم "أم رتيبة".
اغتيل "فارس الرومانسية" بقبرص في 18 فبراير 1978 حين كان يحضر مؤتمراً آسيوياً إفريقياً هناك، وقد قام بقتله رجلان فلسطنيان في عملية أثرت على العلاقات المصرية - القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا القبرصي للقبض على القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين.
واتهمت لاحقًا منظمة أبو نضال بالجريمة، كما ترددت وقتها أنباء تفيد بأن أفرادًا من منظمة التحرير الفلسطينية قاتلوا إلى جوار القوات القبرصية.
ومن أشهر عبارات "السباعي" التي ما زالت تردد حتى الآن: "لا تضق همًا بأمس وغد.. أمس ولى، وغد: لم يولد.. ويلتا إن ضاع يومي من يدي".