حسن يوسف: التليفزيون المصرى "اتكسّح"

كتب: إيمان بسطاوى

حسن يوسف: التليفزيون المصرى "اتكسّح"

حسن يوسف: التليفزيون المصرى "اتكسّح"

«علامة استفهام كبيرة»، بهذه العبارة علق الفنان حسن يوسف، على ما تحمله الأعمال الدرامية التى تعرضها الشاشات فى الشهر الكريم، من كم لا يرتقى للذوق العام ويحمل اختلافاً جوهرياً عن طبيعة شهر العبادة. وقال «يوسف»: «استوقفتنى خلال الفترة الماضية ملاحظة كم كبير من المسلسلات التى تعرض فى رمضان، وهو ما يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة، خاصة أن هذا الوقت من العام مخصص للعبادة فحسب، وعلى افتراض عدم التزام الشخص بالصلاة والعبادات، فليس لديه الوقت لمتابعة الكم المبالغ فيه من الأعمال الدرامية، التى تعرض على مدار الـ24 ساعة، وما يضع علامة تعجب أخرى، هو غياب المسلسلات الدينية عن الخريطة البرامجية هذا العام، وكان من المقرر أن ينتج التليفزيون المصرى مسلسل «الشيماء»، ولكن قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون أوقف تنفيذه». وأضاف «يوسف»: «بعض الأعمال الرمضانية التى عرضت خلال الأعوام السابقة لا ترتقى للذوق العام، وتحمل بعض الألفاظ الخارجة، وأتمنى ألا يتكرر نفس المشهد هذا العام، خاصة بعد الرسالة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى للفنانين، واختص بها أحمد السقا، و«يسرا»، وقال لهم «اتقوا الله فى أعمالكم، والله العظيم هتتحاسبوا»، والناس فهمت أن الرسالة موجهة إلى «السقا»، و«يسرا»، فقط، رغم أنها موجهة إلى كل الفنانين، ليخرجوا للمشاهد أعمالاً جيدة، تنفع المجتمع، وتعود بالنفع على الفرد والأسرة، وأنا من بداية مشوارى فى الدراما التليفزيونية اتخذت هذا الطريق وقدمت العديد من الأعمال، آخرها مسلسل «دنيا جديدة»، الذى يعرض فى رمضان المقبل، ويقدم رسالة سامية للمجتمع، توضح طبيعة الدين، والإسلام الوسطى، وتسعى لتجديد الخطاب الدينى، من خلال الدراما الهادفة، وأنا أتبع هذا الأسلوب من قبل سماعى رسالة الرئيس التى وجهها للفنانين، وعلى الجمهور التفرغ للعبادات فى هذا الشهر الكريم، وملء «حصالته» الدينية الفارغة طوال العام، والتقرب إلى الله أكثر». وعن دور الرقابة على المصنفات الفنية، قال حسن يوسف: «نحتاج إلى تفعيل أكبر لدور الرقابة، لتقوم بمشاهدة الأعمال الدرامية، وفحصها جيداً قبل السماح بعرضها على الشاشة فى رمضان، فهى الجهة الرقابية الوحيدة التى نعلق عليها أملنا، فى التصدى لنوعية الأعمال الدرامية المشينة». وتابع حسن يوسف: «السؤال الذى يحيرنى، هو أن وراء هذا الكم الهائل من المسلسلات، مبالغ خيالية تقدر بمليار و400 مليون جنيه هذا العام، كما علمت من أحد البرامج المشهود لها بالثقة، فهل وراء هذا الكم غسيل أموال؟ أم أموال دخلت البلد بطريقة غير مشروعة؟ وبالتالى تحمل هذه الأعمال رسالة معينة، تريد إيصالها للجمهور، وأخشى كل ما أخشاه أن يكون الهدف منها هدم الدولة والمجتمع، من خلال مضمون معين تبثه فى هذا الشهر الكريم، فكل هذا يطرح علامة استفهام تحتاج من الصحفيين وأصحاب الأقلام البحث عن إجابة لها». وعن غياب دور الدولة وتأثيره على الإنتاج الدرامى، قال «يوسف»: «العشوائية فى الإنتاج الدرامى، ترجع لغياب تحكم القطاع العام فى العملية الإنتاجية، لأن التليفزيون كانت له اليد العليا فى الإنتاج والتوزيع إلى بقية القنوات، وأنتج أعمالاً درامية مميزة، مثل «ليالى الحلمية»، و«ذئاب الجبل»، وغيرهما، فكان الفرد يطمئن إلى أنه سيجد رسالة سامية فى الأعمال المقدمة، لكن بعد أن «اتكسح» القطاع العام، ونفض يديه من الإنتاج الدرامى، ترك الفرصة سانحة للشركات الخاصة، لتلعب فى السوق وتقدم المنتج والمضمون الذى يحلو لها، وشركات الإنتاج تتخذ موقفاً منى، ولا تتعامل معى لأنهم مدركون أننى لن أقدم أى أعمال منافية لتوجهى وقناعاتى الداخلية ووازعى الدينى، أما عن تعاونى مع شركة خاصة فى مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، فكانت الشركة «عرب سكرين»، وهى تتبع شخصاً أثق فيه جيداً، وقدمت من خلاله شخصية «فرج»، التى تحمل انتقاداً لرجال الأعمال الذين يلهثون وراء الجميلات، بدلاً من تقديم مشاريع مفيدة للبلد، وأزمة غياب الإنتاج الحكومى ما زالت مستمرة، حتى مع عودتهم بمسلسل «دنيا جديدة»، نواجه تعنتاً حتى إن رئاسة قطاع الإنتاج حاولت ترشيد الميزانية، فقامت بمنع الوجبات للعاملين فى المسلسل لتخفيف النفقات، رغم أن نجوم العمل تنازلوا عن نصف أجرهم، لتشجيع عودة التليفزيون للإنتاج، ومنهم سامح الصريطى، وأحمد خليل، ومحمد نجاتى، وعمر حسن يوسف، ونورهان، ولكن هذا لم يمنع المضايقات التى وصلت لـ«البريك».