كيف تتخلص من هواجس الانتحار؟
تتراكم المشكلات وتتولد الضغوطات حتى نصل إلى مرحلة الإكتئاب، فالقوى هو من يواجه وينجو بنفسه ويرفض الاستسلام، أما الضعيف فيبقى عاجزا، وتظل الأمواج تقذفه هنا وهناك، فلا يجد سوى طريق واحد أمامه للتخلص من الحياة ومشكلاتها، بعد أن سئم ونفر منها، والتي قد تؤدي بدورها إلى التفكير في الانتحار.
"الشخص الذى تراوده فكرة الانتحار، يعانى من اكتئاب نفسى شديد".. هكذا أوضح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، موضحا أن الانتحار مرض ينتج عن كثرة الضغوطات التى يتعرض لها الإنسان، والتي لابد أن يتخلص منها حتى لا يصل إلى مرحلة الاكتئاب، الذى يولد الانفجار.
وأكد أن الإنسان لا يجب عليه أن يترك ولو ثغرة بسيطة في حياته تسبب له الحزن، فيجب أن يتخلص من الرواسب الداخلية التي تضايقه وذلك من خلال مرحلتين، أولهما "التفريغ" حيث يقوم بتفريغ ذهنه من كل ما يضايقه، فالنفس الإنسانية مثل "الكوب" الذى تتجمع فيه المشكلات، فإذا شعر الإنسان بالغضب تجاه شخصاً ما، فيجب أن يواجهه.
وتأتي المرحلة الثانية متمثلة في "الاسترخاء"، حيث يختلى فيها الإنسان بنفسه في مكان مظلم يخلو من أي مصدر للضوضاء، ثم يسترخى على "سرير" ثم يأخذ نفسا من فمه 7 مرات حتى يصل إلى مرحلة الخمول البسيط، مشيراً إلى أن تكرار هذا التطبيق يومياً لمدة 5 أيام سوف يساعد الإنسان على التخلص من فكرة الانتحار.
وأوضح ان هناك ما يسمى بــ "الاكتئاب السودوي"، وهو وسيلة يخفي بها الشخص اكتئابه عن المحيطين به، كما أوضح أستاذ الطب النفسي، حيث يلجأ فيه صاحبه إلى الكذب على الناس، بأنه يعيش راضياً عن نفسه وحياته، وذلك لأنه قد أتخذ قرار الانتحار عن اقتناع دون تراجع.
وأضاف أن جلسات الكهرباء هى أحد الطرق التى تستخدم لمعالجة الإنسان المقدم على الانتحار، وتبدأ من 2 إلى 3 جلسات، ثم إلى 6 جلسات، وقبل القيام بها يجب عمل فحوصات تشمل رسم القلب والباطنة، حتى نتأكد أن هذا الشخص لا يعانى أي أمراض.
وأكد أن فى الدول المتقدمة ما يسمى بــ "مركز التحدث للانتحار" والذى يقوم باستقبال كل من يعانى من مرض نفسى، وإذا وجدوا الشخص عازما على الانتحار يقوموا بإبلاغ السلطات أن هناك شخص يبغى الانتحار، ويخبروا بمكان وجوده حتى يسرعوا لإنقاذه.