أرملة "الأبنودي": حلمه الذي كان يتمنى افتتاحه هو متحف السيرة الهلالية

أرملة "الأبنودي": حلمه الذي كان يتمنى افتتاحه هو متحف السيرة الهلالية
قالت الإعلامية نهال كمال، زوجة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، إن الحلم الذي كان يتمنى افتتاحه ولم يمهله القدر هو متحف السيرة الهلالية، مضيفة: "حزنى الشديد أنه لم يستطع اللحاق به مع أن العمل فى المتحف انتهى قبل الثورة وكان متوقفاً على الافتتاح".
وعن المقتنيات التى نُقلت للمتحف من متعلقات الأبنودى، أشارت "كمال"، في حوار لـ"الوطن"، إلى أن "قلمه وعصاه وجلبابه، وبعض الملابس، أشعار بخط يده المميز، والكثير من الصور لمراحل مختلفة من عمره، وصورة ضوئية لآخر قصائده أو بمعنى أصح وصيته الأخيرة التى أبى إلا أن تكون قصيدة، فبالرغم من أنه كان متفائلاً، إلا أن الموت بالنسبة له كان حدثاً عادياً"، متابعة: "كانت لديه قدرة غريبة على أن يحملك فى بحور أفكاره وتسترسلى معه فى الكلام، ثم تكتشفى أنه يتحدث عن موته.. هذا ما حدث معى. كان يتكلم عن القبر وكأنه بصدد بناء قصر بشكل هندسى وفتحات تهوية، وكلما سمع عن تخصيص مقابر سارع لاستطلاع الأمر. كان يفكر فى المستقبل حتى فى الموت".
وعن الجملة التى قالها الأبنودي مازحاً وشعرتي بها بعد موته، قالت: "فجأة، وبدون مقدمات، نظر لى فى الشهور الأخيرة، وقال: (هل ستتركيننى أدفن لوحدى)، فكان ردى: (وآية ونور.. هل سنتركهما فى الدنيا بمفردهما؟)، فقال: (خلاص.. إنتى خليكى مع البنات)، وضحكنا، وكلفتنى فى الكلام، وحين أفكر فى هذا الحوار الآن، اكتشف أننا كنا نتحدث عن موته".
وتابعت أن حديث الأبنودي عن الموت كان يحزن ابنتيه آية ونور جداً ويسبب لهما اكتئاباً، خاصة أنه كان يحاول تهيئتهما لفكرة وفاته منذ عام 1998 عقب أول أزمة صحية له، قائلة: "كان دائماً يقول لهما: (إنتم بنات نهال)، ومع اقتراب النهاية زاد حديثه عن الموت وزاد حزن آية ونور، فطالبته بالكف عن الحديث عن الموت، كانت آية ونور سبب تمسكه بالحياة، وحتى قبل لحظات من رحيله كان يتحدث عما يحبانه، وما سيعده لهما فى عطلتهما المقبلة من طعام، وبعد وفاته حرصت على تنفيذ وصاياه، لم ولن أغير شيئاً مما اعتدنا عليه فى وجوده كما يحب"، مشيرة إلى أنه كان يتمنى رؤيتهما فى فستان الزفاف لـ"أنه إنسان طيب طمأنه الله قبل رحيله عليهما، فهناك مشاريع زواج وافق عليها قبل رحيله وأوصانى باستكمالها".
وعن تلقي خبر وفاته، قالت: "كأنه مشهد سينمائى. تدهورت حالته، جاءت آية ونور وجلستا معه فى العناية المركزة لحظات، وفى الثانية التى وضعتا فيها أقدامهما فى الغرفة، ووصل مساعده محمود من الإسماعيلية، توقفت كل الأجهزة التى تقيس علامات الحياة. أسرع الأطباء إلى إعطائه صدمات كهربية جديدة، لكن أمر الله قد نفذ، وسبحان الله: لا أعرف كيف تحملت، أنزل الله علىّ سكينة وصبراً وقوة. أبلغت أقاربنا، واتصلت من هاتفه بمحبيه من الإعلاميين. نحيت حزنى جانباً وقلت: نهال ابنة الأبنودى المدللة رحلت، ويجب أن أكون على قدر المسئولية. عقب انتهاء المراسم حدثته فى خيالى. سألته عما إذا كان سعيداً بما فعلته، وكان الرئيس السيسى أول من هاتفنى وأخبرنى بأن القوات المسلحة ستقيم سرادقاً للأبنودى فى الإسماعيلية كما أوصى، ورفع عنى حملاً كبيراً".