أرملة "الأبنودي": كان يدخل فى عزلة ذهنية حينما يكتب الشعر

كتب: رضوى هاشم

أرملة "الأبنودي": كان يدخل فى عزلة ذهنية حينما يكتب الشعر

أرملة "الأبنودي": كان يدخل فى عزلة ذهنية حينما يكتب الشعر

قالت الإعلامية نهال كمال، زوجة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، إنه بعد أن أنجبت آية ونور، علم والدها أنه شخص يُعتمد عليه، مضيفة: "طوال حياتنا معاً لم ألجأ إلى بيت أهلى يوماً أو أشتكى من معاملته، وكما كان للأبنودى فى قلوب الأمهات محبة خاصة، كانت أمى تحبه جداً وهو كذلك، حتى إنه بكاها بطريقة تعجب لها كثيرون عقب وفاتها". وأشارت "كمال"، في حوار لـ"الوطن"، إلى أنها تعرضت لمشكلات مهنية كثيرة لارتباطها به نظراً لاتجاهه المعارض للنظام، قائلة: "أنا أعمل فى أحد أجهزة الدولة.. كانت برامجى فى مواعيد لا يراها أحد، كان يتم السطو على أفكارى وإعطاؤها لغيرى، وكان يقول لى: (إخلصى فى عملك وسيعوضك الله)، وكنت أتعجب من إصراره على إقحام اسمى فى كل لقاءاته المسجلة، وكان مبرره أنه يحاول تعويضى عما لقيته من ظلم لارتباطى به، وحتى نجاحى الكبير كان معه فى برنامج (أيامى الحلوة) الذى حقق نجاحاً غير مسبوق، وغير الصورة النمطية التى نُقلت عنى، كان يكن احتراماً كبيراً للمرأة، وكان يقول إنه يدين بما وصل إليه إلى تلك السيدة الأميّة التى ربته". وتابعت أنه "رأيت دموعه فى حزنه على أمه وأخته وعلى والدتى، أما القهر فلم يشعر به. كان قوياً، ويعلم عواقب اختياره. وحتى المحن التى مر بها من اعتقال لم تقهره، وتعامل معها فيما بعد بسخرية، وكان يرى أنه دفع ثمن قناعاته ومبادئه"، لافتة إلى أنه كان يدخل فى عزلة ذهنية حينما يكتب الشعر لدرجة أنه لم يكن يرانا أمامه، كان يقول دائماً إن الشعر هو الذى يكتبه، وليس العكس، وأقل شىء يشتت انتباهه ويجعله يتوقف عن الكتابة ويقول إن الفيض انقطع. وكشفت أن "قصيدته (أحزان عادية) كتبها منذ 30 سنة، وهى تصف ما حدث فى الميدان والثورة وما تلاها من أحداث، مع أن البعض ينشرها حالياً مصحوبة بعبارة "آخر قصائد الأبنودى"، وكان يقول إن شعره لم يُقرأ بعد، وسيتم اكتشافه مع الوقت، لذا قررت أن أعيش ما تبقى لى من عمر لأجمع أعماله وأخلّد اسمه، وهذا مشروعى المقبل بإذن الله.. فأنا الآن عبدالرحمن الأبنودى". وذكرت أنه بدأت جلسات عمل مطولة مع محمد منير حتى جاءته أنباء أن دار الأوبرا تعتزم تقديم عمل فى الافتتاح فتوقف، ثم اشتد عليه المرض ووافته المنية أثناء التحضير للأوبريت العالمي لقناة السويس، قائلة: "طلب منى الفريق مهاب مميش البحث عن أى أبيات يكون قد كتبها، للاستعانة بها فى حفل الافتتاح، وبالفعل وجدت بعض (المربعات)، وهناك مقترح بعرضها فى الاحتفالية". وأوضحت قائلة: "طوال تاريخنا معاً لم أطلب منه الامتناع عن كتابة شىء مقتنع به، وإلا لن يكون الأبنودى الذى حاربت الدنيا لأرتبط به، لم أخش أن يترصدنا أحد، فقد تربيت فى بيت كان والدى فيه ضابط احتياط فى حرب الاستنزاف، وعشت فى السويس وأنا طفلة، ورأيت الجرحى والموتى والقنابل، وكان لدينا أنا والأبنودى قناعة بأن العمر واحد والرب واحد، حتى إننا عشنا بلا حراس، وآية ونور فى القاهرة نفس الوضع". وأضافت: "كان لدى الأبنودى رادار يعرف به الأشخاص ويستشعر الخطر كما يستشعر النفوس الصادقة. شعر بأن السيسى سينقذ مصر وقال له ذلك، وأوصاه بالفقراء والشباب وهما الجناحان اللذان حلّق بهما عبدالناصر، هذا لا يعنى أنه كان يوافق على كل شىء، أو يقبل بالتطبيل، كان ينتقد ولا يخاف، وهو الوحيد الذى حذر من الإخوان ولقّبهم بالذئاب، وفى الوقت الذى كان الجميع يحتفلون فيه بالثورة.. رأى ما لم يره غيره، وكان تحذيره فى محله".