بروفايل| أشرف زكى "النقيب يعود"

حالة من الترقُّب والسكون تعم أرجاء المكان، أحاديث جانبية تخترق الصمت، عقارب الساعة تتحرك ببطء، حتى أتت لحظة إعلان نتيجة انتخابات منصب نقيب المهن التمثيلية بفوز الفنان أشرف زكى بـ944 صوتاً تمثل الأغلبية، مقابل 200 صوت حصل عليها أقرب منافسيه، فتبدّل الصمت إلى حالة من البهجة والمرح، حيث رفعه الناخبون فوق الأعناق، ترحيباً به، لتكون هذه الدورة الثالثة التى يترشّح فيها أشرف زكى، والثانية التى يتم اختياره فيها لمقعد النقيب. 4 سنوات كاملة فصلت النقيب أشرف زكى عن مقعده فى نقابة المهن التمثيلية، بعد انسحابه طواعية من الانتخابات الماضية عام 2011 فى اللحظات الأخيرة، بسبب الظروف السياسية التى تلت ثورة 25 يناير، رافضاً حدوث أى انشقاق فى صفوف الفنانين داخل جدران النقابة. كان قبلها يوجد عدد كبير من التعقيدات، بسبب الاختلافات السياسية، ففى شهر فبراير من عام 2011، قام عدد من الفنانين بتوقيع وثيقة تطالب برحيل «زكى» عن النقابة، بسبب موقفه السياسى المؤيد للرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهو ما قابله النقيب الحالى بتقديم استقالته طواعية، وأرسل عدداً من الرسائل إلى الفنانين يقول فيها «أشكركم على الفترة التى عملنا فيها معاً لخدمة النقابة»، ليعين بعدها رئيساً لجهاز السينما، وهو ما لم يستمر سوى بضعة أيام ليواجه المصير نفسه، ويقدم استقالته للمرة الثانية، حتى قرر هذا العام أن يعود إلى النقابة مجدداً: «قرار الترشح لم يكن فردياً، لكنه جاء بناءً على ثقة زملائى من أعضاء النقابة». خلال فترة ابتعاده عن النقابة، كان على اتصال مستمر بها، لأنه لم يستطع أن ينفصل عنها منذ التحاقه بها فى عام 1990 ولمدة 20 عاماً تدرّج خلالها فى العمل النقابى بعد تخرجه فى المعهد العالى للفنون المسرحية، قسم تمثيل وإخراج. اسم أشرف زكى اقترن أيضاً بنقابة المهن التمثيلية، حيث اتخذ عدداً من الإجراءات المناصرة لحقوق الفنانين، وارتبط أيضاً بمجموعة من القرارات المثيرة للجدل، لعل أبرزها عندما أصدر قراراً بمنع الفنانين غير المصريين من القيام بأكثر من عمل فى العام، وتعرّض بعدها لحملة هجوم شرسة، ليوضح أن قراره كان لحماية الفن من الدخلاء ورغبته فى وضع ضوابط للفنانين، سواء العرب أو المصريون. بعد فوزه بمقعد النقيب، يسعى أشرف زكى لتقديم مبادرة بعنوان «تعظيم مصر خلال عام»، بمشاركة عدد كبير من القائمين على العمل السينمائى والدرامى فى مصر، يقدم من خلاله عدداً من الأعمال التى تظهر الجوانب الإيجابية فى الواقع المصرى، بعيداً عن التشويه الذى تعرّضت له فى عدد من الأعمال السابقة.