نادرا ما تلتفت فعاليات الترفيه المقامة ضمن مهرجانات مختلف الدول إلى أهمية ضم فعالية للطفل. المقصود هنا ليس مجرد تخصيص مساحة للتسلية أو توفير الألعاب المتنوعة، وهي قطعاً أحد العوامل التي تسعد وتجذب الأطفال.

الأهم هو حرص الفعالية على طرح مضمون يسهم في إثراء مدارك ووعي الطفل تحديدا، وأن مرحلة الطفولة هي التي تتشكل فيها مداركه حين يكون وعيه في حالة اشتياق ونهم إلى تلقي واستيعاب المعلومة. جيل الطفولة مع كل التطور المتلاحق في وسائل التواصل والتعليم أصبح في حاجة إلى نمط مختلف في الخطاب بعيدا عن كل الأنماط التقليدية السابقة التي غالبا ما تقتصر على عنصر الإلهاء بأي وسيلة دون الانتباه إلى إشكالية التطور الذي يفرض بُعداً أعمق في عملية بناء وتشكيل الوعي لدى الطفل.

مهرجان «نبتة»، الذي أقيم ضمن إطار فعاليات وأنشطة مهرجان العلمين هذا العام، خلق حالة استثنائية من التميز والنجاح حين وضع أمامه الجمع بين كلا الهدفين حرصا على تقديم مشروع ترفيهي تربوي ثقافي متكامل يجذب الطفل بكل وسائل الترفيه التي تستهويه، بالإضافة إلى هدف خلق وتحفيز كل شحنات التلقي الإيجابية التي يختزنها الطفل بفطرته.

أهمية مهرجان «نبتة» تكمن في انطلاقه من مجرد حدث يعنى بتوفير عناصر الترفيه التي تجذب الطفل إلى آفاق ومساحات مؤثرة في مرحلة بناء شخصيته.

فكرة المسابقات بين الأنشطة المتنوعة بالتأكيد تجمع بين عدة عوامل مؤثرة إيجابيا على الطفل. خلق روح المنافسة من شأنه إطلاق كل المهارات التي يختزنها الطفل بفطرته.

تعريف الطفل ومخاطبته بلغة تقنيات العصر ستخلق داخله منهج الاستفادة الفعلية منها في مجالات الابتكار والإبداع، بما يضمن عمق الوعي والبحث عن عنصر الاستفادة عند التعامل مع عوالم الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل المختلفة.

فكرة إقامة ورش مختلفة مثل سرد القصص، صناعة أفلام كرتونية، مع ورشة لرواد الأعمال الصغار، جاءت لتلبي ركنا أساسيا في تكوين محتوى ترفيهي وتعليمي للأطفال بما يدعم صناعة محتوى ثقافي إبداعي للطفل يشجعه على التفاعل مع هذه الأنشطة، كما يساعد الطفل على بناء قاعدة معرفة على أسس قوية وبأسلوب يتفق مع استدعاء مداركه لتلقي المعلومات والتعرف على الجديد منها، وتحفيزه على طرح الأسئلة والبحث عن إجاباتها.

مهرجان «نبتة» أطلق على أسس المشاركة الإيجابية للطفل ليس فقط عبر مجرد الوجود والمشاهدة، لكن تحويل الطفل إلى شريك فعال في النشاط. أنشطة مهرجان «نبتة» اختارت بإتقان الاقتراب الحقيقي من كل ما يحيط براءة الطفولة من تردد أو توتر عند مواجهة عالم الكبار خلال دعوة الطفل إلى كسر هذه الحواجز ومساعدته في بناء الثقة بالنفس، إثراء قدراته العقلية، مهاراته الاجتماعية واليدوية عبر مشاركته في ممارسة أنشطة مثل ورشة «ستوب موشن» بالصلصال لصناعة منتج «أنيميشن»، بالإضافة إلى أن الأطفال سيكونون ضمن لجنة التحكيم في المسابقات مع مجموعة من الخبراء في صناعة محتوى الطفل.

الإعلان عن الخطة المستقبلية لمهرجان «نبتة»، الذي ورد ضمن كلمة رئيس المهرجان، الفنان أحمد أمين، عن انتشار أنشطته لتصل إلى جميع محافظات مصر ليضمن المهرجان مشاركة الأطفال في جميع القرى، خطوة تنقل المهرجان من مجرد نشاط يقام في فترة زمنية محددة ضمن فعاليات مهرجان العلمين إلى بعد أشمل.

هي صحوة تطلقها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تهدف إلى تنمية مدارك ووعي الطفل المصري في كل بقعة من أرض مصر عبر إثراء صناعة المحتوى التثقيفي والإبداعي للطفل.