«نبتة» الخير بـ«العلمين».. أطفال مصر في عيون الوطن!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

جيل التسعينات ربما كان آخر جيل عاش اهتمام الدولة المصرية بالأطفال فى كافة المجالات.. ورغم تقليص المخصصات وقتها إلى حدودها الدنيا لكن ظل مسرح الطفل والعرائس، وظل إنتاج أفلام الكرتون وكلنا يتذكر بكار وغيره.

وظلت برامج التليفزيون بنجومها الكبار من نجوى إبراهيم إلى عفاف الهلاوى ومن ماجد عبدالرازق إلى طلعت عطية، وغنت عفاف راضى وصفاء أبوالسعود وإيمان الطوخى للأطفال وكتب شوقى حجاب وغيرهم وغيرهم.

وفجأة اختفى كل ذلك رغم أنه كما قلنا كان آخر ما تبقى من دور للدولة تجاه أطفالها حتى تراجع كثيراً جداً إلى حد عدم تحصين أطفال مصر من موجات التغريب التى تضرب كل مجتمعات العالم ومجتمعاتنا العربية بل ومجتمعنا المصرى بالتحديد..وبين مؤامرات من كل نوع.

ومؤامرات من كل اتجاه ظل الجميع يتساءل عن كيفية حماية أجيال مصر من هذا الذى يجرى.. فضائيات مفتوحة وتسلل من شبكة الإنترنت وأفكار شاذة تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية بل ومع القيم الإنسانية ومع الفطرة السوية أصلاً.. وبينما مطالب المثقفين المصريين تتراوح بين اتجاهين.

الأول يصرخ لإنقاذ الجيل الجديد والثانى يطالب بالاستسلام للواقع والتعامل مع العالم المفتوح.. وبين كل ذلك تقدم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عقب ظهورها للساحة الإعلامية فى ٢٠١٦ رؤيتها للتعامل وتقديم ما يفيد المجتمع كله وفى مقدمتهم الطفل المصرى من كافة أنواع الأعمال.

حتى وصلنا إلى رمضان الماضى بأعمال برامجية ودرامية (أبرزها البرنامج الدينى مع العالم الجليل الدكتور على جمعة والمسلسل الناجح «بابا جه») ومساحة أوسع للأطفال فى أعمال أخرى عديدة حتى ظهر «مشروع أو برنامج نبتة» لاكتشاف المواهب من الأطفال فى أكثر من مجال.. الكتابة.. الأغنية.. التمثيل.. وغيرها.. على أن يسير المشروع فى مسارين.

مسار يفتش وينقب ويبحث ويدعم ويكتشف ومسار للمهرجان الذى يقام بالعلمين.. للتعامل المباشر مع الأطفال ومواهبهم حتى لا يغيبوا عن مهرجان مهم وعالمى مثل العلمين.. فالمهرجان يقام تحت مظلة مهرجان العلمين الجديدة واتخذ من طائر أبوقردان تميمة له لارتباط طائر أبوقردان بالفلاح المصرى والحضارة الفرعونية القديمة حيث كان يحرس «النبتة» ويقوم بتنقية التربة وهو ما يمنح النبتة الصغيرة الفرصة للنمو وأهدى المهرجان الدورة الأولى للشاعر شوقى حجاب.. الذى قدم تقريباً نصف عمره مع الأطفال ولهم، وله مئات الأعمال لهم وهذا فى ذاته لفتة مهمة للمهرجان وللقائمين عليه إحياء لذكرى شاعر كبير أحد رموز القوى الناعمة المصرية!

باختصار.. أطفال مصر فى عيون الدولة المصرية ومؤسساتها.. أطفال مصر فى عيون المتحدة للخدمات الإعلامية.. أطفال مصر لم يُتركوا تتلاطمهم أمواج قاسية وصعبة من كل اتجاه.. تحمل معها لهم الشر من كل جانب.. أطفال مصر فى حضن الوطن.. يتم تطعيمهم بالوعى الكافى لتحصينهم ضد ما يحاك وسيحاك لهم.. ليكونوا قادرين بالوعى أيضاً على حماية وطنهم وبنائه وعلى أفضل ما يكون.