المصابون يروون حكايات الرعب والدماء فى ساحة معبد الكرنك

المصابون يروون حكايات الرعب والدماء فى ساحة معبد الكرنك
داخل غرف العناية المركزة بمستشفى الأقصر العام يرقد 4 من المصابين فى حادث معبد الكرنك؛ اثنان من قوات الشرطة، وآخران من العاملين بمنطقة البازارات فى موقف الباصات السياحية داخل المنطقة الأمامية للمعبد، حراسة أمنية مشددة تفرضها قوة على بوابة المستشفى الخارجية بالتنسيق مع الأمن الإدارى داخل مبنى المستشفى، الذى رفع حالة الطوارئ داخل أروقته، ومنع دخول أى شخص إلى الغرف التى يرقد بها المصابون وفقاً لتعليمات أمنية صدرت لإدارة المستشفى على مدار اليومين الماضيين.
فى صباح اليوم الثالث، يقرر الأطباء خروج المصابين من غرف العناية المركزة، ثلاثة منهم يسُمح لهم بالخروج من المستشفى «شرطيان ومدنى»، فيما نُقل رابعهم إلى غرفة رعاية طبية ليظل يوماً آخر تحت الملاحظة الطبية. رمضان فهيم، عامل الحمامات الأربعينى، الذى تم نقله من العناية المركزة إلى غرفة الرعاية الطبية، أُصيب بطلق نارى فى الحوض أثناء الحادث، حيث كان يقبع أمام الحمام وقت وقوع الحادث، كما يروى موضحاً: «خرج أحد منفذى التفجير من الحمام، قبل الانفجار بـ10 دقائق، إلى أحد البازارات التى اشترى منها شيئاً، ثم مرت دقائق لتحدث مشادة بين أحد أمناء الشرطة والإرهابيين فى حضرة سائق التاكسى، الذى يدعى مصطفى عبدالنبى، ليتجمع بعض العاملين بالبازارات وأفراد الشرطة، وينتهى التجمع بصوت الانفجار».[FirstQuote]
أعلن أحد الإرهابيين بصوت مرتفع أنه يرتدى حزاماً ناسفاً وسيفجر نفسه، وهو ما حدث بالفعل، بينما أخرج الآخر سلاحاً آلياً من حقيبة سفارى، وضرب بطريقة عشوائية فى أرجاء المكان، يقول «رمضان»: «كنت أقرب واحد للإرهابيين بعد تفجير الإرهابى الأول لنفسه، لأن الجميع جرى من المكان»، وبمجرد أن وقع بصره علىّ أطلق النار. ويبرر «رمضان» استهدافه رغم أنه لم يحتك بالإرهابيين ولم يكن طرفاً فى الاشتباكات، بمحاولة الإرهابى الذى يطلق النار تأمين ظهره، وهى الرواية التى أكدها المصاب الثانى، محمد حمدى، عامل البازار، الذى تصادف وجوده داخل الحمام: «كنت أتوضأ وسمعت صوت الانفجار، بصيت فى المراية اللى أمام الحوض لمحت رمضان مرمى على الأرض وصوت ضرب النار عمال يزيد».
بحذر شديد يطل «محمد» برأسه من خلف باب الحمام، ليلمحه الإرهابى الذى يطلق النار، ويصوب سلاحه باتجاهه محاولاً قتله، لتنقذه رصاصة أطلقها ضابط شرطة استقرت فى رأس الإرهابى، وفقاً لرواية «محمد»، الذى أصيب بكدمات فى ذراعه وجرح غائر فى وجهه نتيجة تطاير الزجاج الذى تحطم من شدة الانفجار، يحاول عامل البازار العشرينى نقل «رمضان» الغارق فى دمائه إلى الإسعاف بعد انتهاء الاشتباكات: «أنا ماكنتش حاسس برهبة وأنا بحاول أنقل رمضان، الضابط قالى روح انت الإسعاف علشان الدم اللى نازل من وشك ده، ليتم إجراء الإسعافات الأولية لنا، ونقلنا إلى المستشفى»، بينما يؤكد «رمضان» أنه لم يشعر بأى شىء منذ إصابته حتى نقله إلى المستشفى. يؤكد عامل البازار الذى خرج من المستشفى، أمس، أنه طالب بالصف الثالث الثانوى التجارى، يعمل من أجل مساعدة والده.
كل ما يتمناه «محمد» تعويض صاحب البازار الذى يعمل به، لكى يعود إلى عمله مجدداً.