بروفايل| عبدالله كمال كاتب لم يتلون

بروفايل| عبدالله كمال كاتب لم يتلون
على مقهى صغير بشارع قصر العينى، يقع فى مواجهة مسرح السلام، بالقرب من بيته القديم جريدة «روزاليوسف»، جلس عبدالله كمال صاحب الوجه المربع، والشعر الأبيض، والنظارة الطبية البيضاء، يحتسى فنجان القهوة الصباحى، ويكتب مقاله الجديد، الذى يهاجم فيه ثورة يناير وشبابها، بينما يستفيض فى ذكر محاسن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ورغم أنه لم يجد حينها إلا صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لتكون منبراً لتلك الكلمات، إلا أنه لم يتوانَ يوماً منذ رحيله عن كرسى رئاسة تحرير الجريدة القومية الكبرى «روزاليوسف» عن الهجوم على من أبعدوه عن ذلك المقعد، مثلما أزاحوا رأس السلطة فى مصر خلال 18 يوماً.
عقب ثورة 25 يناير 2011، لم يستطع أحد وقتها الوقوف أمام فورانها الغاضب، وانقلب جميع الكتاب على حسنى مبارك، ووصفوه بالفاسد والديكتاتور، فيما أسرفوا فى ذكر محاسن الثورة والثوار، ظلت تلك الأقلام تبحث عن مجموعة أو ائتلاف قوى لتعيش فى كنفه، مثلما عاشت فى كنف نظام «مبارك» لمدة 30 عاماً، إلا عبدالله كمال، لم يهاجم «مبارك» يوماً، وظل على قناعته السياسية حتى وافته المنية فى مثل هذا اليوم من العام الماضى.
ظل عبدالله كمال ثابتاً على موقفه من الثورة ونظام «مبارك»، عملاً بمقولة «الثبات على الموقف فضيلة»، لم يتغير له رأى، ووقف بجانب كل من هاجم الثورة، بقى على ولائه للرئيس مبارك، الذى عيّنه قبل رحيله عن الحكم بمجلس الشورى، ظل يدافع عن السيدة سوزان مبارك تارة، ويقف بجوار أحمد شفيق فى حملته الانتخابية الرئاسية تارة أخرى، حتى جاءت ثورة 30 يونيو ورحل الإخوان المسلمون عن السلطة، وحينها وجد الرجل الذى وُلد عام 1965، لنفسه الفرصة لتأسيس منبر إعلامى جديد، وضع فيه كل جهده الصحفى «دوت. مصر»، ظل يعيش حلم أن يكون ذلك الموقع حاضناً للشباب، فشكل هيكله الإدارى من صغار الصحفيين وشباب المهنة الواعدين.
ظل يزرع «كمال» الذى تخرج فى كلية الإعلام عام 1987 حلمه داخل مجموعة من الشباب، ويدفع بداخلهم الطموح من أجل صناعة شكل جديد من الإعلام الإلكترونى، حتى حين وافته المنية فى 13 يونيو عام 2014، فكانت نهاية الحلم، توقف الطموح والسعى، لكن ظل البعض على دربه يحاول أن يحقق طموحه وحلمه.
وبعد إعلان خبر وفاته، كتب الكثير من تلامذته عن مواقف الرجل الإنسانية معهم، وكيف ساعدهم فى الوصول إلى حلمهم الأثير، وأظهروا ما لم يكن يعلمه أحد عن جوانبه الخفية فى علاقاته مع الصحفيين.