المساعدات الأمريكية بعد الثورة.. من القطع إلى الاستئناف "رايح جاي"

المساعدات الأمريكية بعد الثورة.. من القطع إلى الاستئناف "رايح جاي"
في اليوم الأول من عام 2012 قام العشرات من رجال الأمن المصري بمداهمة منظمات حقوق الإنسان، وقامت بإغلاق عدد كبير منها بتهمة الحصول على تمويل من الخارج، وقتها جاء الرد الأمريكي سريعًا وغاضبًا، لتخرج المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند وقتها، لتقول "لدينا مجموعة من المتطلبات الجديدة بشأن رفع التقارير والشفافية، فيما يتعلق بالتمويل الموجه لمصر، يتعين علينا تقديمها للكونجرس"، وهو ما اعتبره المراقبون تهديدًا صريحًا بقطع المعونة الأمريكية.
منذ ذلك اليوم تخبطت وتأرجحت الأموال التي تقدمها الإدارة الامريكية لمصر كمساعدات، والتي تبلغ قيمتها 1 ونص مليار دولار سنويًا، بين التجميد والاستئناف، لتوافق أمس لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، على قانون المخصصات للعمليات الخارجية للعام المالي 2016، حيث وافقت على مشروع القانون الخاص بالسنة المالية عن عام 2016 والمتعلقة بالعمليات الخارجية للولايات المتحدة (SFOPS)، ولم تطرأ أي تعديلات تتعلق بالجزء الخاص بمصر بإجمالي 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية.
بعد تجميد المساعدات الامريكية عقب مداهمة مقار المنظمات الحقوقية في القاهرة، وافقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مساء يوم الجمعة 23 مارس عام 2012، على استئناف المساعدة العسكرية الأمريكية إلى مصر، مؤكدة أن القاهرة تستجيب لمطالب الكونجرس الأمريكي، وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن كلينتون "أكدت في الكونجرس أن مصر تتقيد بالتزاماتها بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل".
بعد 30 يونيو وعزل محمد مرسي من سدة الحكم، وبعد مرور عدة شهور وتحديدًا في شهر أكتوبر عام 2013، قررت الولايات المتحدة الأمريكية وقف بعض المساعدات العسكرية لمصر والتي تتمثل في دبابات وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ، بالإضافة إلى مساعدة نقدية قدرها 260 مليون دولار في محاولة لضمان اتباع القاهرة "خارطة طريق" أعلنت بعد الإطاحة بمرسي، فيما خرج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يتحدث عن أن قطع جزء من المساعدات لا يعني قطع العلاقات مع مصر.
في منتصف أبريل من العام الماضي، قررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استئناف مساعداتها العسكرية لمصر بشكل جزئي، بعد أن تم وقفها منذ أكتوبر الماضي، عندما قررت تسليم 10 مروحيات أباتشي، لمساعدة القاهرة في مجال "مكافحة الإرهاب"، حيث قام وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجيل، بإبلاغ نظيره المصري الفريق صدقي صبحي رسميا بقرار إدارة الرئيس أوباما، استئناف المساعدات العسكرية لمصر جزئيا.
استئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشكل كامل أعلن عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في أبريل الماضي، عندما أعلنت إدارته أنها ستواصل الطلب من الكونجرس تقديم المساعدات العسكرية لمصر التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا، وذلك بعد إجراء مراجعة داخلية مستفيضة، حيث أن مصر ثاني أكبر الدول التي تحصل على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.
ويأتي موافقة لجنة المخصصات فى مجلس النواب الأمريكي على قانون المخصصات للعمليات الخارجية للعام المالي 2016، حيث وافقت على مشروع القانون الخاص بالسنة المالية عن عام 2016 والمتعلقة بالعمليات الخارجية للولايات المتحدة (SFOPS)، ولم تطرأ أي تعديلات تتعلق بالجزء الخاص بمصر بإجمالي 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية، استجابة لرغبة الإدارة الأمريكية في استئناف المساعدات العسكرية لمصر، التي دعا إليها أوباما في أبريل الماضي.