بروفايل| الغنوشي.. من الإعجاب بـ"الناصرية" لموالاة "الإخوان"

بروفايل| الغنوشي.. من الإعجاب بـ"الناصرية" لموالاة "الإخوان"
عاد إلى تونس بعد 20 عاما من المنفى ولم يكن يتوقع سقوط نظام زين العابدين بن علي أو حتى عودته إلى بلاده، عقب ثورة شعبية قام بها التونسيين في الرابع عشر من يناير 2011، لتكون سببا في حصول حركة النهضة على الترخيص لتصبح حزبا قانونيا.
راشد الغنوشي الذي ولد عام 1941 بقرية الحامة التابعة لولاية قابس بالجنوب التونسي، وتلقى تعليمه الابتدائي بالقرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس، ثم إلى تونس العاصمة حيث أتم تعليمه في جامع الزيتونة.
انتقل الغنوشي بعد ذلك إلى مصر لمواصلة دراسته، خصوصا وأنه كان من المعجبين بتجربة عبد الناصر القومية، لكنه لم يستقر بها طويلا، وانتقل إلى دمشق في سوريا حيث درس بالجامعة، وحصل على الإجازة في الفلسفة، وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي.
ذهب الغنوشي إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وبموازاة ذلك بدأ نشاطه وسط الطلبة العرب والمسلمين، كما تعرف على جماعة الدعوة والتبليغ، ونشط معها في أوساط العمال المغاربة، وفي نهاية الستينيات عاد إلى تونس وبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة بالنهضة.
وفور عودته إلى البلاد، عارض الغنوشي التوجه العلماني لنظام بورقيبة فأطلق خطبًا بداية السبعينيات دعا فيها إلى تطبيق النموذج الإسلامي، ثم أسس مع بعض رفاقه مطلع 1981 حركة الاتجاه الإسلامي التي تحولت لاحقا إلى حركة النهضة.
بدأ الغنوشي يثير قلق السلطة واتهم بتأجيج اضطرابات، فحكم عليه بالسجن أول مرة 11 عاما نهاية 1981، ثم بالأشغال الشاقة المؤبدة مطلع 1987.
ومن المفارقات أن تولي بن علي السلطة عام 1987 أنقذه، فقد عفا عنه عام 1988 في أجواء من الانفراج السياسي تلت التغيير الذي حصل في رأس النظام.
وأصبح للحركة صحيفة الفجر التي كان يديرها حمادي الجبالي، الأمين العام الحالي لحزب حركة النهضة، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بتونس مع قيادات أخرى بالسجن المؤبد بتهمة "التآمر" ضد رئيس الدولة، وحوكم الغنوشي بسبب نشاطه الدعوي والسياسي عدة مرات، وكان أهمها: عام 1981 وقد حكم عليه بالسجن 11 عاما، وعام 1987 وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة، ومحاكمته غيابيا عام 1991 مرة أخرى بالسجن مدى الحياة، ومحاكمته غيابيا عام 1998 بنفس الحكم السابق.
الغنوشي لديه الكثير من المواقف المناهضة لثورة 30 يونيو 2013 لعل أبرزها وصفه لفض إعتصام رابعة بأنه يمثل ذكرى أليمة ونقطة سوداء في تاريخ مصر، ووصفه للمعزول محمد مرسي بـ"الرئيس المنتخب الوحيد في العالم"، ويقوم الغنوشي بزيارة للمملكة العربية السعودية حاليًا، للتواصل مع المسؤولين السعودين، وطرح مبادرة للمصالحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وتنظيم الإخوان على الملك سلمان بن عبد العزيز.