جريدة «القدس العربي» اللندنية تعيد نشر مقاطع من مقال «نحن عالقون» المنشور في «الوطن» للزميل محمد أبو شامة

جريدة «القدس العربي» اللندنية تعيد نشر مقاطع من مقال «نحن عالقون» المنشور في «الوطن» للزميل محمد أبو شامة
نشر الدكتور محمد مصطفى أبو شامة، على صفحته عبر موقع فيس بوك منشور بعنوان: «جريدة «القدس العربي» اللندنية، تعيد نشر مقاطع من مقالي «نحن عالقون» المنشور أمس في جريدة «الوطن»، وكان نص المنشور كالآتي:
ينمق جرائمه
يمثل حديث نتنياهو إلى مجلة “TIME” الأمريكية، منطلقا جديدا لـ«بيبي» يحاول فيه تغيير صورته السلبية، ليصبح بطلا عالميا وصاحب مشروع إنساني كمناضل وطني يهودي، وهي عملية تجميل سياسي جرى تنفيذها بدهاء.
كان جزء منها، حسب محمد مصطفى أبو شامة في “الوطن” خطاب الكونغرس ولقاءاته في الولايات المتحدة الأمريكية، التي مكنته من القفز فوق جريمته في غزة التي جعلته «مجرما دوليا» ومطلوب للعدالة، ليقوم بتدشين معركته الكبرى مع طهران بتنفيذ اغتيال هنية، ليدخل إيران القفص مرغمة، ويضعها في مواجهة مع العالم أجمع.
وفي حواره السياسي الجريء، أعلن نتنياهو «مانفيستو» لمشروعه السياسي، وقد منحته المجلة صفحة الغلاف ومساحة معتبرة لحوار صحافي مطول، اعتذر فيه لشعبه عما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول وانتقل إلى طرح رؤيته للحفاظ على أمن بلاده وتصوراته لليوم التالي في غزة، ولمنطقة الشرق الأوسط كلها.
لا جديد في ما قاله نتنياهو، لقد وضع برنامجا منمقا لجرائمه، وتصورا تجميليا لأجندة حروبه وعملياته العسكرية في المنطقة، وفي مقدمتها «الاغتيالات السياسية» التي أنقذت شعبيته في إسرائيل وأعادته إلى المركز الأول بين منافسيه من رموز دولته، لينجو مؤقتا من طوق مشاكله السياسية الداخلية، ويخرج بلاده وجيشه من وحل الإدانة الدولية لمذابحه في غزة بعد أن منحها شرعية سياسية ودينية.
لم يفوت نتنياهو الفرصة، وتعرض لمصر في إشارة خبيثة، حول «محور فيلادلفيا» الذي برر احتلاله برغبته في منع تهريب السلاح إلى “حماس”، وهي الفرية التي يرددها هو وصحبه من زمرة المتطرفين الذين حشدهم في حكومته الائتلافية.
أباطيل إسرائيلية
سبق أن تكرر الاتهام الباطل الذي يكيله نتنياهو وأفراد حكومته، حسب محمد مصطفى أبو شامة وفي كل مرة ترد مصر بحزم وقوة.
وجاء ذلك على لسان مصدر مصري رفيع، قال إن «ترويج إسرائيل لمزاعم حول وجود فتحات أنفاق داخل الأراضي المصرية لا صحة له شكلا وموضوعا»، مؤكدا أن «مصر التزمت بأقصى درجات ضبط النفس منذ بداية الحرب في غزه أملا في الوصول للتهدئة، ولتجنب دخول المنطقة في دائرة مفرغة من الصراع».
رغم أن حماسا دوليا صاحب إطلاق هذا البيان الثلاثي، وكالعادة بالغ نتنياهو في سرعة التجاوب معه وقبول إرسال وفد إسرائيلي لحضور جولة جديدة من المفاوضات، لكن لم يمنعه هذا التفاعل الإيجابي من توجيه جنوده في صباح اليوم التالي لتنفيذ مجزرة جديدة، وضربة وحشية على «مدرسة التابعين» في غزة، سقط فيها 100 شهيد وعشرات المصابين من النازحين، الذين احتموا بالمدرسة قادمين من «بيت حانون» شمال القطاع، خلال أدائهم لصلاة الفجر، في جريمة جديدة يندى لها الجبين.
ليستمر الوضع في غزة وفي منطقة الشرق الأوسط جديرا بالوصف الذي نطقته بعفوية وأسى في برنامج تلفزيوني.. وما زلنا عالقين. نحن عالقون؛ بين ضعف الإدارة الأمريكية ودهاء نتنياهو وجبروته السياسي، عالقون؛ ما بين إسرائيل وإيران وصراعهما للفوز بمنطقتنا العربية والهيمنة عليها، عالقون؛ لأننا فقدنا إرادتنا كأمة عربية واحدة، تشرذمت دولها وباتت شعوبها تتقاتل من أجل أوهام صنعها لها الاستعمار، عالقون؛ لأن مصيرنا لم يعد بأيدينا، ومستقبلنا يخطط له غيرنا، ولا نملك إلا الرضوخ الاستراتيجي.