نساء إيران في "الملاعب الرياضية".. "يا فرحة ما تمت خدها الإرهاب وطار"

جولة طويلة من الصراع شهدت العديد من حالات الاعتقال، ما بين الحظر والرغبة، سيدات تحاول حضور مباريات الألعاب الجماعية الرجالية، وحكومة تحظر مثل تلك الأنشطة داخل البلاد، لم تستلم المرأة الإيرانية لقرار الحكومة، فشهد العالم أجمع حضورهن لمباريات المنتخب الإيراني الأول لكرة القدم في مونديال ألمانيا والبرازيل 2006 و2014، بالتزامن مع حالات الاعتقال. آخر الحالات كان اعتقال السلطات الإيرانية لامرأة بريطانية من أصل إيراني بعد محاولتها حضور مباراة للكرة الطائرة للرجال بين إيران وإيطاليا العام الماضي، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة عام بتهمة "الدعاية ضد النظام الحاكم"، ولكن أفرج عنها بكفالة في نوفمبر الماضي بعد البت في الاستئناف المقدم للمحكمة. أنصف النظام الإيراني المرأة من خلال السماح بحضورها مباريات بطولة العالم للكرة الطائرة المقرر أن تستضيفها "طهران" في وقت لاحق من هذا الشهر، وتقرر السماح لعدد محدود من النساء الإيرانيات بالتواجد في الملاعب التي ستقام عليها المباريات، وذلك لأول مرة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، ومن المقرر السماح للنساء بدخول الملاعب لمشاهدة مباريات الرجال في رياضات محددة مثل الكرة الطائرة والسلة واليد والتنس، إلا أنه لا يزال غير مسموح للنساء بالتواجد في مباريات كرة القدم والسباحة والمصارعة. وكانت إيران حظرت حضور النساء المباريات الرياضية منذ الثورة الإسلامية، إلا أنها كانت تسمح للنساء الأجنبيات بحضور مباريات فرقهم الوطنية، ويرجع هذا لمعارضة كبار رجال الدين، حضور النساء المناسبات الرياضية لأن الرياضيين الذكور غالبًا ما يرتدون ملابس كاشفة، فضلًا عن هتاف الجماهير أحيانُا بهتافات بذيئة. وفي خطوة تهدف إلى جس النبض، سُمح لبعض النساء بالتواجد في الملعب الأسبوع الماضي، لمشاهدة مباراة كرة سلة للرجال في طهران، ولم يكن هناك رد فعل فوري على ذلك، ومع ذلك هدد بعض المتشددين بإثارة ضجة عامة من أجل منع النساء من حضور أول مباراة بالبطولة العالمية المقرر لها في 19 يونيو في طهران بين فريق الكرة الطائرة الوطني الإيراني وفريق الولايات المتحدة. ولكن "يا فرحة ما تمت"، فبعد إعلان وزير الشباب والرياضة الإيراني، عبدالحميد أحمدي، السماح بحضور النساء في الملاعب الرياضية، هددت ميليشيات "أنصار حزب الله" الإيرانية المدعومة من قبل قياديين في النظام الإيراني، في بيان مشترك مع مدرسي وطلبة حوزة "أيرواني" الدينية بقمع "دموي" للنساء إذا حضرن مباريات كرة القدم بملعب "آزادي". وجاء التهديد الإرهابي بالتزامن مع إعلان وزارة الرياضة والشباب إصدار ترخيص يسمح للنساء بالحضور في الملاعب لتشجيع المباريات، وذكر البيان الذي انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "إننا أبناء روح الله الخميني سننهض قبل أن يتم السماح وانتشار فحشاء النساء العاهرات في الملاعب".