خطاب المفتى لإعدام 11 فى مذبحة بورسعيد: فساد المجرم لا يزول إلا بقتله

خطاب المفتى لإعدام 11 فى مذبحة بورسعيد: فساد المجرم لا يزول إلا بقتله
تنشر «الوطن» نص الخطاب، الذى أرسله مفتى الجمهورية لهيئة المحكمة فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«مذبحة بورسعيد»، والذى قضى بإعدام 11 متهماً على خلفية إدانتهم بقتل 72 من مشجعى النادى الأهلى فى مباراة فريقهم أمام النادى المصرى عام 2012.
وجاء الخطاب الذى حمل رأى المفتى على النحو التالى:
لما كانت غاية العقوبات فى الإسلام إصلاح المجتمع وردع المفسدين عن إفسادهم، فإنه لا بد من إعلان الحكم عليهم أمام ملأ، ليكون فى ذلك ردع للآخرين وتأديب للفعالين، إلا أن قمة الفساد فى الأرض تتمثل فى إعلان الحرب على المجتمع من خلال تهديد أمن الناس والاعتداء على أرزاقهم وممتلكاتهم ونفوسهم، وهو ما يطلق عليه فى الفقه لفظ «المحارب»، ولما كانت الشريعة الإسلامية قد عُنيت بالأخلاق الفاضلة، وأن الدين يأمر بمحاسن الأخلاق ويهدف إلى تكوين الجماعة الخيرية، ولما كان الدين لا يقبل التغيير ولا التبديل ولا الزيادة ولا النقص، فمعنى ذلك أن الشريعة ستظل حريصة على حماية الأخلاق والأخذ بالشدة على كل من يحاول العبث بها ومن أجل ذلك عرفت الشريعة الجرائم وشرعت فيها العقوبات. وقد شُرع العقاب على الجريمة لمنع الناس من اقترافها، لأن النهى عن الفعل أو الأمر بإتيانه لا يكفى وحده لحمل الناس على إتيان الفعل أو الانتهاء عنه، ولولا العقاب لكانت الأوامر والنواهى ضرباً من ضروب العبث، فالعقاب هو الذى يجعل الأمر والنهى مفهوماً ونتيجة مرجوة وهو الذى يزجر عن الجرائم ويمنع الفساد فى الأرض ويحمل الناس على الابتعاد عما يضرهم.
خلاصة القول إن الشريعة الإسلامية اعتبرت بعض الأفعال جرائم يعاقب عليها لحفظ مصالح الناس ولصيانة النظام، ومن المقرر شرعاً أن لكل جرم عقوبة أو قِصاصاً، وما لم يرد بشأنه حد، فعقوبته التعزير وهى عقوبة غير مقدرة شرعاً، متروك أمرها للحاكم أو من ينوبه وفقاً لطبيعة الجرم المرتكب، وهى تبدأ باللوم أو التوبيخ، وتنتهى بالقتل ويسمى القتل «سياسة»، ويأتى الجرم الذى ارتكبه المتهمون ضمن الجرائم المعاقب عليها بالتعزير.
وبعد ما تقدم، فإن دار الإفتاء المصرية رأت أنه لم تظهر فى الأوراق شبهة تدرأ الحدَّ عنهم، كان جزاؤهم الإعدام شنقاً تقديراً لما اقترفوه جزاءً وفاقاً، وقضت بإعدام المتهمين، وهم: السيد محمد رفعت مسعد الدنف، وشهرته السيد الدنف (44 عاماً ويعمل فران) ومحمد محمد رشاد محمد على قوطة، وشهرته قوطة الشيطان (21 عاماً)، ومحمد السيد السيد مصطفى، وشهرته مناديلو (21 عاماً ويعمل سمّاك)، والسيد محمود خلف أبوزيد، وشهرته السيد حسيبة (26 عاماً ويعمل عامل بالاستثمار)، ومحمد عادل محمد شحاتة، وشهرته محمد حمص (21 عاماً)، وأحمد فتحى أحمد على مزروع، وشهرته الموزة (23 عاماً، ويعمل مستخلصاً جمركياً) ومحمد محمود أحمد البغدادى، وشهرته الماندو (25 عاماً ويعمل أرزقى)، وفؤاد أحمد التابعى محمد، وشهرته فؤاد فوكس (21 عاماً ويعمل بائع كراسى)، وحسن محمد حسن المجدى (18 عاماً و3 أشهر و25 يوماً ويعمل عاملاً) وعبدالعظيم غريب عبده، وشهرته «عظيمة»، ومحمود على عبدالرحمن صالح.