بالصور| منزل الشاعر أحمد رامي.. عبق التاريخ ينتقم منه المقاولون

كتب: محمد متولي

بالصور| منزل الشاعر أحمد رامي.. عبق التاريخ ينتقم منه المقاولون

بالصور| منزل الشاعر أحمد رامي.. عبق التاريخ ينتقم منه المقاولون

بيت احتضنت جدرانه عبق زمان ولى، حتى سرى في جدرانه الهدم، وعانت أسواره الشروخ، بعدما عاثت مياه المواسير وأعمال الحفر فسادا أسفل شرفات منزل الشاعر أحمد رامي بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة. لم ينته الحال ببيت الشاعر أحمد رامي عند هذا الحد، بل تدخل عدد من المقاولين لخلع الحديد الخاص بالشرفات بجانب سور المنزل الأمامي وبناء سور من الطوب لإخفاء أعمال الحفر التي يقومون بها، حتى اشتكى المحيطين بالعقار، وما لبث وأن هددهم المقاول بهدم بيوتهم بجانب بيت الشاعر أحمد رامي حتى تم غلق المياه وهدم جزءا منه. وثق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري المنزل باعتبارة مكانا أثريا هاما بعدما حمل رقم 01060000002 بالجهاز، وبحسب الموقع الإلكتروني تم تقديم التظلم الخاص برفع الحصر يحث كتب الموقع الخاص بالجهاز "تأييدا لقرار لجنة الحصر وبقاء العقار في سجلات الحصر مع رفض التظلم المقدم عنه" لتأتي توصيته بأنه يجب على محافظة القاهرة سرعة ترميم المبنى إنشائياً لحمايته من السقوط. من جابنها، تقول مريم بقطر، إحدى الجيران، أن قصة هدم المبنى بدأت منذ عام 2007 والذي لاقى اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام دون استثناء، إلا أن محافظة القاهرة ووزارة الآثار لم يهتموا بالأمر ما جعل من المبنى مكانا للكلاب الضالة والقمامة، حتى حان وقت هدمه من قبل المقاولين الذين يريدون بناء "عمارة" بدلا منه. وأضافت بقطر في تصريح لـ"الوطن" أنها تسكن في المنزل الملاصق له، ووجدت يوم 6 أبريل 2011 رائحة حريق من داخله، وتم إبلاغ المطافي، وبعد قدومهم اكتشفوا وجود "شيشة" وبنزين بالعقار من داخله بغرض هدمه، كما سمع أصوات لانهيارات داخلية به، مؤكدة أن الشاعر أحمد رامي لم يكن مالك المنزل ولكنه كان مستأجرا، ولكنه لا يمنع أن يكون المنزل شاهدا على تلك الحقبة التي عايشها رامي وأم كلثوم، التي كانت تقيم عددا من حفلاتها الغنائية بصحبه فرقتها فيه. محاولات رجال الأعمال لم تغير من الأمر كثيرا، فقد عرض رجل الأعمال نجيب ساويرس ترميم العقار على نفقته الشخصية -بحسب بقطر- ولكن هذا لم يحدث حتى الآن، حتى بات المنزل أشبه بالخراب بعد انهيار أجزاء عدة منه. كان انهيار جزء المبنى الخلفي في يوم 19 مايو 2015 آخر ما آل له منزل الشاعر رامي، عندما سمع الجيران أصوات انهيارات به، حتى حرروا محضرا في ذات اليوم بالقسم حمل رقم 4471 لسنة 2015 إداري حدائق القبة، حيث طالبوا فيه بإيقاف أعمال الهدم وسرعة تعيين لجنة هندسية، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، حتى أن أعمال الهدم مازالت قائمة حتى الوقت الحالي. ترجم رامي الكثير من مسرحيات الروائي العالمي ويليم شكسبير ثم أصدر ديوانه الثاني "أغاني رامي" والثالث في عام 1925، والذي فاز في عام 1967 بجائزة الدولة التقديرية وهي ميدالية ذهبية و2500 جنيه مصري، إلا أن البيت الذي حمل يوما ذكرياته وأياما من الطرب الجميل بات طي النسيان حتى آل المبنى إلى الهدم دون تحرك من قبل وزارة الآثار للحد من الانتقام من المباني الأثرية.