هل نجح السيسي في إبعاد أسرته عن الأضواء خلال السنة الأولى من حكمه؟

استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يُبعد أفراد عائلته عن الحياة العامة خلال العام الأول من فترة حكمه الرئاسة، حيث لا يوجد حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر" لأبنائه يقومون بكتابة آرائهم السياسية عليها مثل أبناء الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم تظهر زوجته في المناسبات العامة كثيرا على النقيض من السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتي كانت أول من أطلق عليها لقب "سيدة مصر الأولى"، أو سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، التي كانت تظهر في مناسبات عدة، وتدخلت في الحياة السياسية، حتى وصل الأمر إلى تسمية مهرجان القراءة للجميع باسمها. بدأ بروز شخصية زوجة الرئيس منذ عهد الرئيس السادات، حيث اضطلعت السيدة جيهان بأدوار مهمة في مصر، وبدأت مشروعات على رأسها "تنظيم الأسرة" ودعم الدور السياسي للمرأة، وعدلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية، وأسست جمعية "الوفاء والأمل"، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري. أما سوزان مبارك فقد تفرغت للعمل المجتمعي في مجال حقوق المرأة والطفل، ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة، وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة. يقول مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، إن الرئيس السيسي نجح في إبعاد أفراد عائلته عن المشهد العام في مصر، مشيرا إلى أنه يتضح ذلك من خلال عدم رؤية زوجته في مناسبات عامة كثيرا، إلا في الحفلات التقليدية، مثل حفلة التنصيب منذ عام، وسبقها حلف اليمين في المحكمة الدستورية. وأضاف مكرم، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "لا نستطيع أن نقارن تجارب لرؤساء من الجانب العائلي، فكل تجربة لها وضعها الخاص وحسب الرؤية فإن الرئيس السيسي فضل ألا يكون لزوجته دور اجتماعي واسع على العكس من زوجات بعض الرؤساء السابقين كزوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أو زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك". وبالنسبة لأبناء الرئيس السيسي قال نقيب الصحيفين الأسبق: "أبناء الرئيس المعزول محمد مرسي سببوا مشاكل كثيرة لوالدهم، لكن أبناء الرئيس عبد الفتاح السيسي لم نر منهم أي تصرف أساء لهم أو لوالدهم، ومن الواضح أنه رتب بيته من الداخل بشكل جيد". وقالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي إن زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تظهر سوى في حفلة التنصيب ولم تُرى في أى مناسبة. وأضافت الشوباشي في تصريحات خاصة لـ"الوطن" :"ما فعلته السيدة جيهان السادات كان بدعة أمريكية بما يسمى "السيدة الأولى"، ومن بعدها زوجة مبارك ولا تتسق مع تقاليدنا كمصريين وعرب، ونحن ننتخب رئيس جمهورية وليس زوجة رئيس". ومن جانبها، قالت منى عبد الراضي أمين المرأة في حزب التجمع والمتحدث باسم جبهة نساء مصر، إن "إبعاد الرئيس السيسي عائلته عن المشهد، بخاصة زوجته، واضح جدا حتى أنه لم يسمح لأحد أن يطلق عليها لقب "سيدة مصر الأولى" ولم تمارس العمل العام". وأضافت عبد الراضي، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "زوجة الرئيس السيسي لم تظهر سوى مرتين، ولم تقحم نفسها في أي عمل مجتمعي يسلط عليه الأضواء، وهذا يعتبر مؤشرا إيجابيا للغاية، فهناك أوضاع كثيرة تغيرت".