«تل أبيب» تغتال «هنية» بعد ساعات من ضرب بيروت (ملف خاص)

«تل أبيب» تغتال «هنية» بعد ساعات من ضرب بيروت (ملف خاص)

«تل أبيب» تغتال «هنية» بعد ساعات من ضرب بيروت (ملف خاص)

صاروخ إسرائيلي استهدف رئيس «حماس» في إيران ومصر تُدين التصعيد وتحذّر من إشعال المنطقة

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلى على ارتكاب جريمة حرب جديدة، باغتيال القيادى الفلسطينى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعدما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً موجّهاً نحو جسده مباشرة، أثناء وجوده فى العاصمة الإيرانية طهران، للمشاركة فى مراسم تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد، مسعود بزشكيان، وأسفر القصف الإسرائيلى، الذى وقع فى نحو الثانية صباح الأربعاء، عن استشهاد وسيم أبوشعبان، الحارس الشخصى لـ«هنية»، وبعد ساعات من عملية اغتيال القيادى فى حزب الله اللبنانى فؤاد شكر، الذى استهدفته غارة إسرائيلية فى مكان إقامته بالضاحية الجنوبية لبيروت.

ونشر المكتب الإعلامى لحكومة الاحتلال الإسرائيلى صورة لإسماعيل هنية، وأقر بالمسئولية عن اغتياله، وعلق وزير التراث الإسرائيلى، عميحاى إلياهو، على استشهاد «هنية»، بقوله إن «موته يجعل العالم أفضل»، بينما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، طلب من الوزراء عدم التعليق على اغتيال رئيس المكتب السياسى لـ«حماس». وأدانت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين، معتبرة هذا التصعيد يُنذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذّرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى الشرق الأوسط.

وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئولياتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير بالشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية، واعتبرت مصر أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى مع عدم تحقيق تقدّم فى مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، يزيد تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركاؤها من أجل وقف الحرب فى القطاع ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى. وأفاد مصدر مصرى رفيع المستوى لقناة القاهرة الإخبارية، بأن سياسة الاغتيالات التى تمارسها إسرائيل تهدد الوضع الأمنى الإقليمى، وستؤدى إلى توسيع نطاق الصراع بالمنطقة لوضع يصعب السيطرة عليه.

وجاء رد مصر فى أعقاب اغتيال دولة الاحتلال لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بعدما تعرّض لهجوم فى طهران باستخدام «قذيفة محمولة جواً» فى الساعة الثانية صباحاً بتوقيت إيران، وذلك بعد 299 يوماً من بدء حرب الإبادة الجماعية التى تشنّها على الشعب الفلسطينى الأعزل. وكان وجود «هنية» فى إيران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزشكيان، وكان يقيم بأحد مساكن المحاربين القدامى فى شمال طهران، حسبما ذكرت وكالة أنباء «فارس» الرسمية.

وتوالت ردود الفعل الدولية والإقليمية على عملية اغتيال «هنية» فى طهران، حيث نعى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، واصفاً عملية اغتياله بأنها «عمل جبان، وتطور خطير». وأضاف: «أدعو الشعب الفلسطينى إلى الصمود فى وجه الاحتلال»، كما قرّر الرئيس الفلسطينى تنكيس الأعلام ليوم واحد، حداداً على استشهاد «هنية»، كما أدانت الحكومة الفلسطينية عملية الاغتيال، ودعت الفصائل والقوى وأبناء الشعب الفلسطينى إلى مزيد من الوحدة الوطنية، والصمود فى وجه الاحتلال وجرائمه. ونعت القوى الوطنية الفلسطينية، فى بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، أمس، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، وأكدت أن «هذا الاغتيال الجبان لن يكسر إرادة شعب فلسطين وصموده، بل سيزيده تصميماً وإصراراً على المضى قُدماً بالتمسّك بحقوقه وثوابته الوطنية، حتى الحرية والاستقلال». وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية فى فلسطين الإضراب الشامل، والخروج بمسيرات، تنديداً باغتيال «هنية»، وعلى صعيد حركة «حماس»، قال موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسى للحركة، إن اغتيال هنية «عمل جبان ولن يمر سُدى». وأضاف القيادى فى الحركة، سامى أبوزهرى: «نخوض حرباً مفتوحة لتحرير القدس، وجاهزون لدفع مختلف الأثمان»، بينما أكد مسئول العلاقات الدولية فى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر، أنّ «هنية قدّم أغلى ما يملك من أجل القضية الفلسطينية». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئول فى «حماس» أنّ «اغتيال هنية تصعيد خطير لن يحقّق أهدافه». وأكدت حركة «الجهاد الإسلامى» أنّ «عملية اغتيال هنية لن تُثنى الشعب الفلسطينى عن المقاومة».

وفى الولايات المتحدة، كشف البيت الأبيض عن أن إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، كانت على علم بالتقارير التى تتحدّث عن اغتيال إسماعيل هنية فى إيران. وأكدت شبكة «سى إن إن» أنّ واشنطن على علم بمقتله، بينما وجّه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله على خامنئى، رسالة تعزية فى «هنية»، الذى وصفه بـ«القائد المجاهد الشجاع والمتميز للأمة الإسلامية، ومحور المقاومة للشعب الفلسطينى الأبى». وقال المرشد إن «الكيان الصهيونى قد أعدّ لنفسه عقاباً شديداً». وشدّد على أن «الثأر لدماء الشهيد هنية من واجب إيران، لأنه استُشهد على أرضها». وتابع «خامنئى»، فى بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية «إرنا»، قائلاً: «لقد اغتال الكيان الصهيونى المجرم والإرهابى ضيفنا العزيز فى بيتنا، وأحزننا ذلك، لكن هذا الكيان أعدّ لنفسه أيضاً عقاباً شديداً».

ووصفت الحكومة القطرية عملية اغتيال «هنية» بأنها «جريمة شنيعة، وتصعيد خطير، وانتهاك سافر للقانون الدولى والإنسانى، من شأنه أن يؤدى إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى».

وفى بيروت، أدان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتى، اغتيال رئيس المكتب السياسى لـ«حماس»، وحذّر من تداعيات هذه الجريمة، بقوله: «هذا العمل ينطوى على خطر جدى بتوسيع دائرة الصراع»، كما أدانت الصين عملية الاغتيال، وحذّرت من احتمال أن يؤدى ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار فى الوضع الإقليمى. واعتبرت المملكة الأردنية عملية الاغتيال خرقاً للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، وجريمة تصعيدية، ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى فى المنطقة. وأكد الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية وشئون المغتربين، السفير سفيان القضاة، موقف الأردن الثابت فى رفض خرق سيادة الدول والقانون الدولى، وفى إدانة الاغتيالات السياسية والعنف والإرهاب، مهما كانت دوافعها.

ودعت ماليزيا إلى إجراء تحقيق فورى وشامل فى اغتيال «هنية»، وتقديم مرتكبى هذه الجريمة السياسية إلى العدالة، كما حثّت جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس، وأدانت منظمة التعاون الإسلامى اغتيال القيادى الفلسطينى، معربة عن تعازيها الحارة للقيادة والشعب الفلسطينيين، وأكدت موقفها الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطينى فى نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه الوطنية الثابتة فى العودة، والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس.


مواضيع متعلقة