يصيب 6 أشخاص بإنجلترا سنويا.. مرض نادر يلتهم عين رضيعة وتتكيف معه بطريقة مبتكرة

كتب: جنة عمرية

يصيب 6 أشخاص بإنجلترا سنويا.. مرض نادر يلتهم عين رضيعة وتتكيف معه بطريقة مبتكرة

يصيب 6 أشخاص بإنجلترا سنويا.. مرض نادر يلتهم عين رضيعة وتتكيف معه بطريقة مبتكرة

في أوقات معينة، تبدو الحياة وكأنها تعطي الإنسان اختبارًا لا يستطيع مواجهته ليثبت قدرته على التكيف مع أصعب الظروف وتخطي أشد العوائق، فالطفلة نوالا مولولاند، واجهت مرضًا نادرًا شديد الخطورة، وحين اجتمع العلم والتكنولوجيا مع الأمل والشجاعة، استطاعت بمساعدة الأطباء وأسرتها، أن تتكيف مع وضعها الجديد، وتثبت أن الأمل لا حدود له.

سرطان نادر يلتهم عين طفلة

بدأت قصة «نوالا» الطفلة البالغة من العمر 20 شهرًا والتي تعيش في ليفربول، عندما لاحظت والدتها ميجان مولولاند، أن هناك شيئًا غير طبيعي في عين ابنتها الصغيرة التي لم تتجاوز العشرة أشهر آنذاك، وتظهر علامات احمرار واحتقان في عينها، وفي البداية اعتقدت الأسرة أن الأمر بسيط، ربما نزيف تحت الملتحمة، وهي حالة غير ضارة تحدث بسبب كسر وعاء دموي صغير تحت سطح العين، بحسب موقع «Sky News».

لكن الوضع لم يبق على حاله؛ إذ بدأت عين «نوالا» بالانتفاخ بشكل مقلق، ما دفع والدتها لنقلها إلى المستشفى، وهناك تم إجراء سلسلة من الفحوصات، وكانت الصدمة عندما علمت الأسرة بأن «نوالا» مصابة بنوع نادر من السرطان يسمى «ساركوما الأجزاء اللينة من الحويصلات الهوائية»، إذ يُصيب هذا المرض النادر نحو ستة أشخاص فقط في إنجلترا سنويًا.

بين المطرقة والسندان.. اتخاذ القرار الصعب

وجدت الأسرة نفسها أمام خيارين مؤسفين، إما إزالة العين المصابة أو اللجوء إلى العلاج الإشعاعي، وكان العلاج الإشعاعي خيارًا معقدًا بسبب صغر سن «نوالا»، إذ من الممكن أن يتسبب في تأثيرات جانبية دائمة، لذا كانت إزالة العين حلاً جراحيًا نهائيًا، لكن مع مخاطر أقل على المدى الطويل.

وقالت السيدة «مولولاند» والدة الصغيرة: «لقد شعرت وكأنّ الأمر بين المطرقة والسندان، وعلينا أن نتخذ القرار الأفضل لها»، وفي نهاية المطاف؛ قررت الأسرة بالتشاور مع الأطباء إزالة العين المصابة، وتوجهوا لإجراء العملية في يناير من العام الحالي.

تصميم العين الاصطناعية

واجهت «نوالا» بعد العملية تحديًا جديدًا يتمثل في التكيف مع الطرف الاصطناعي، ولكن بفضل التكنولوجيا الحديثة، تمكّن الأطباء من تصميم عين اصطناعية خاصة باستخدام تقنيات مبتكرة، أجراها الدكتور أنكور راج، استشاري طب عيون الأطفال في مستشفى ألدر هي، وفريق الأطراف الاصطناعية في مستشفى جامعة إينتري، واستخدموا مسح الوجه بالأشعة المغناطيسية والتصوير المقطعي المحوسب لإنشاء نموذج دقيق للعين الاصطناعية.

وبدلاً من الطريقة التقليدية التي تتطلب أخذ قالب الشمع من مقبس العين، والتي يمكن أن تكون مرهقة ومؤلمة للطفل، جرى استخدام تقنيات تصوير متقدمة لتشكيل الطرف الاصطناعي ومطابقة للون بشرة «نوالا» مع العين الأخرى، وهذه العملية كانت أقل تدخلاً وأكثر دقة، ما ساعد في تجنب تخدير «نوالا» مرة أخرى بعد أن خضعت للتخدير حوالي 15 مرة.

وبدأت «نوالا» بالتكيف مع عينها الاصطناعية الجديدة بسرعة مذهلة، إذ قالت والدتها: «تكيفت نوالا مع كل شيء بشكل جيد، إنها تتعامل مع الكثير من الأمور بسهولة»، وبالرغم من صغر سنها، أظهرت «نوالا» مرونة كبيرة وقدرة على التأقلم مع الظروف الجديدة، وكانت تتبع تعليمات الأطباء بارتداء العين الاصطناعية لعدة ساعات يوميًا لتعتاد عليها، ونجحت في التأقلم مع الحياة الجديدة.


مواضيع متعلقة