معادلة ويجز الناجحة
ما المختلف حقا بشأن "ويجز" مقارنة ببقية أقرانه من مغنيي الراب؟ ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 25 فقط، لكنه حظي خلال وقت قصير بجماهيرية جارفة، خاصة في أوساط الشباب.
السبب برأيي أنه يعتنق ما يقول ويفعل حقا كل ما يلزم لأجل ذلك، وهو ما ظهر بوضوح في موقفه من القضية الفلسطينية، حيث لم تكن المسألة مجرد إعلان رأي عبر منشور بصفحته، أو أغنية جماعية مع آخرين وحسب، ولكنه ظهر كموقف متصل ومتواصل، رصدته خطوة بعد أخرى، لكن ما أهمية ذلك حقا؟
الشاب الذي يتابعه قرابة الـ 7 مليون شخص من مصر والعالم، لديه "صوت" حقا، ربما لهذا حين يعلن عن حفلاته يأتيه حضور يتجاوز في بعض الأحيان الـ 50 ألف، لذا حين يتبنى موقفا، ويواصل التعبير عنه في كل مناسبة وبكل طريقة، ينتقل الأمر من مجرد موقف تم إعلانه والسلام، تبرئة للذمة، إلى قضية ودور حقيقي، يبدو أن الفنان الشاب يتقنه حقا، حيث يجيد توظيف فنه لخدمتها.
أتذكر حين قال: "أنا بقى دوري كبني آدم إيه؟ دوري إني أوصل صوتي واتكلم، وأقول إحنا مش مغيبين أو عبط عشان حاجة زي كده تعدي علينا؟" في ذلك المقطع الشهير الذي بدا فيه ويجز غاضبا من تعاطي الإعلام الأمريكي مع ما يحدث في الأراضي المحتلة، لم يكن هذا كل شيء، فقد واصل التعبير عن دعمه للقضية الفلسطينية، مرة بعد أخرى.
ويجز الذي اشتهر بنشاطه الشديد، توقف منذ بداية الأحداث في أكتوبر من العام الماضي، عن إصدار أي أغان جديدة، وقد ظلت صفحته لوقت طويل بلا أخبار جديدة، اللهم إلا ذلك المقطع الذي نشره قبل فترة حول دعمه لمبادرة للحفاظ على اللغة العربية، مؤكدا من جديد، وعيه الاستثنائي بالقضايا الكبرى، ومن بينها قضية اللغة، التي أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بـ "لغة عربية" ولكنه يتعلق بـ "تراث، وهوية وحضارة" مشددا على ضرورة الاهتمام بها خاصة لدى الأجيال الجديدة.
كانت قد سرت أخبارا أن السبب وراء توقف ويجز عن النشر والإنتاج هو حزنه على ما يجري بحق الفلسطنيين، أعتقد أن ذلك صحيح، فمنذ بداية العام لم يشارك الفنان الشاب سوى في حفل واحد فقط داخل مصر، دون أي نشاط آخر يذكر، لا شيء حتى على صفحته الشخصية باستثناء فيديو دعم اللغة العربية، والأخبار التي ظلت تسري منذ جولته الأخيرة بين كندا وأمريكا، قبل 8 أشهر، والتي تضمنت 7 حفلات، قام خلال بعضها برفع العلم الفلسطيني وطلب من الحضور الهتاف لأجل فلسطين، ليس هذا وحسب، فقد نشرت وقتها الشركة المنظمة للحفل عبر صفحتها بيانا باللغتين العربية والإنجليزية يقول: "بينما تنفطر قلوبنا على إخواننا في غزة والعنف المستمر، نعتقد أنه من الضروري استخدام منبرنا وصوتنا للوقوف تضامنًا مع فلسطين خلال هذه الأوقات المأساوية، لقد قررنا استخدام هذه الجولة وصوتنا لرفع مستوى الوعي حول المعاناة المستمرة لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين والتي تحملوها لسنوات، وفي إطار سعينا لتقديم الدعم لشعبنا الفلسطيني وكافة المدنيين في غزة والضفة الغربية، سيتم التبرع بجزء من أرباح جولتنا القادمة لجهود الإغاثة ورفع المعاناة عنهم. نريد أن نقدم أكبر قدر ممكن من المساعدة والوعي"
شارك ويجز أيضا خلال جولته في وقفات احتجاجية ضد القصف، في كل من لندن والولايات المتحدة، ربما لهذا لم يتردد في المشاركة بحفل ختام مهرجان العلمين 2024، ليس فقط لنجاح حفله في العام السابق، بشكل ملحوظ، ولكن أيضا بسبب تخصيص 60% من أرباح الحفل لجهود الإغاثة في فلسطين، فالقضية والهدف واحد، فلسطين.