يكره "الواسطة".. ويعشق صينية "الفتة" من يد أمه

يكره "الواسطة".. ويعشق صينية "الفتة" من يد أمه
عائلة ميسورة الحال، نشأ والدها الحاج سعيد تاجر الحبوب فى عزبة 17 بقرية طاليا التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، قضى بها عدة سنوات قبل أن ينتقل للعيش والعمل فى حى الجمالية بمصر القديمة، ويفتتح محلاً لتجارة الحبوب، وبازار بمنطقة خان الخليلى، تزوج بعدها من الحاجة «سعاد إبراهيم محمد الشيشى»، زوجته الأولى، التى أنجبت له 4 أولاد، قبل أن يتزوج بأخرى وينجب منها 7 آخرين.
عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى، من مواليد 19 نوفمبر 1954م، الابن الثانى لوالده، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1977، عمل فى سلاح المشاة، وعين قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وتدرج فى المناصب داخل القوات المسلحة حتى أصبح أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تشكل فى أعقاب ثورة 25 يناير، بعد تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك عن الحكم وإسناد إدارة شئون البلاد للمجلس، وبعد تولى الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم أصدر قراراً بترقيته إلى رتبة فريق وتعيينه وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة الرابع والأربعين خلفاً للمشير محمد حسين طنطاوى فى12 أغسطس 2012، وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو أصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور قراراً بترقيته إلى رتبة مشير.
أموال سائلة ومساحة من الأراضى فى منطقتى خان الخليلى والمريوطية، بخلاف منزل كبير تعيش فيه الأسرة فى شارع معز الدولة بمدينة نصر قبل أن يتركه «السيسى» وينتقل للعيش مع زوجته وأولاده فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.[FirstQuote]
قضى طفولته فى 7 حارة «البرقوقية» بين جدران منزل كبير بناه والده بحى الجمالية، قضى دراسته الابتدائية بمدرسة البكرى ثم مدرسة باب الشعرية الإعدادية، وظل منطوياً لا يحب الاختلاط مع من حوله إلى أن انتقل للثانوية العامة بمدرسة خليل أغا، وكان قد بدأ فى لعب كمال الأجسام فاعتاد أهالى الشارع رؤيته أثناء ذهابه وعودته من إحدى صالات الحديد الموجودة بمنطقة الجمالية، ثم عاود الاختفاء عنهم مرة أخرى بسبب التحاقه بالكلية الحربية.
3 أولاد وبنت، ظهروا للمرة الأولى بجوار والدتهم «انتصار» فى حفل تتويج والدهم عبدالفتاح السيسى رئيساً سادساً لمصر، حيث جلس ابنه مصطفى السيسى الذى يعمل ضابطاً بالرقابة الإدارية بجوار زوجته رضا ابنة عمته، وفى الصف الأمامى جلس، حسن السيسى مهندس بجانب زوجته داليا ابنة محمود حجازى رئيس الأركان، وفى الصف الخلفى جلس ابنه محمود ضابط المخابرات بجوار زوجته نهى التهامى، بجوار شقيقته آية وزوجها نجل خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ليصبح ذلك هو الظهور الأول والأخير لأسرة الرئيس الذين لم تلتقطهم عدسات الكاميرات فى أى مناسبة عامة أو خاصة منذ ذلك التاريخ.
شديد الفخر بوالدته يرى أنه «محظوظ» بها، حيث كانت شديدة الحكمة والإيمان بالله، وكان ذلك السبب فى تعليمها له التجرد فى الحكم على الأشياء، فيقول عنها «علمتنى كتير قوى وحتى الآن بتعلمنى لم أجد منها إساءة لأحد من الجيران ولو لمرة على الرغم من إننا ساكنين فى حى شعبى والناس كلها عارفة بعضها، وتعطى العذر للناس كلهم، عمرها ما قالت لى انت مجيتش ليه أو معدتش علىَّ ليه رغم إنى عايش معاها فى بيت واحد».
فى عام 1975 تقدم لخطبة زوجته وكان لا يزال طالباً بالكلية الحربية، وصفها فى المرات القليلة التى تحدث عنها فى وسائل الإعلام بأنها «طيبة وأميرة ومخلصة» وأنه وعدها بالتقدم لخطبتها عندما كان طالباً بالثانوية العامة حال نجاحه ودخول الكلية الحربية، وهو ما حدث بالفعل، خاصة أن قصص زواج كثيرة تمت بتلك الطريقة لشباب كانوا صغاراً فى ذلك الوقت، ولكن قوة القرار وإصرار الشباب على إسعاد زوجاتهم كان سبباً فى نجاح تلك الزيجات.
شديد الكره لـ«الواسطة»، ما دفعه لترك ابنه حسن دون التوصية عليه خلال المرتين اللتين تقدم فيهما للعمل بوزارة الخارجية، واحدة أثناء توليه منصب رئيس جهاز المخابرات الحربية، والثانية وهو وزير للدفاع، ما نتج عنه عدم قبوله لشغل الوظيفة التى تقدم لها.
دائم الزيارة لبيت العائلة الكبير فى حى الحسين للاطمئنان على والدته وأشقائه وأبناء عمه عبدالعزيز السيسى وشقيقه المستشار سعيد السيسى، شديد التواضع ولقبه أهالى قرية طاليا بـ«الشيخ عبدالفتاح» لبراعته فى حفظ القرآن الكريم وتلاوته منذ صغره، وضع فى إحدى شقق منزل مدينة نصر آلات رياضية ومحفظ قرآن كريم لأطفال العائلة لإيمانه القوى بأن التدين والرياضة يقودان الشخص إلى الطريق الصحيح
حكايات كثيرة سردها المقربون من الرئيس عبدالفتاح السيسى وجيرانه فى بيت العائلة بمنطقة الجمالية وقرية والده بمحافظة المنوفية لوسائل الإعلام أثناء ترشحه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث أبدوا مخاوفهم من توليه منصب رئيس الجمهورية حتى لا يتحمل بمفرده الأعباء التى عصفت بالمصريين على مدار عشرات السنين الماضية، أشهر تلك المواقف أنه «كل يوم وهو نازل يصلى الفجر كان بيعدى على كل واحد فى العمارة من إخواته حتى ابن أخوه كان عريس جديد، ونزله ليلة الدخلة عشان يصلى الفجر»، وذات يوم عنّفه أحد أعمامه بسبب رفضه التوسط لأحد أبناء عمومته للخروج من الجيش بقوله «الشجرة اللى ما تضللش على أهلها تستاهل قطعها»، فرد عليه بأنه يكره الواسطة ولا يشجعها مهما كان نوع الخدمة المطلوبة منه، ولعل ذلك ما دفعه لتكرار نفس الأمر حينما رفض التوسط لابن شقيقه لكى يتمكن من دخول الكلية الحربية وقت أن كان يشغل منصب لواء أركان حرب بالمنطقة الشمالية، وكان اسمه معروفاً داخل هيئة القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وعندما قرأ أعضاء لجنة الكشف الطبى اسمه فى القيد العائلى للطالب المتقدم سألوه «وليه سيادة اللوا مكلمناش؟»، فرد عليهم «عمى بيرفض الواسطة ومش بيحبها» وبالفعل تم رفضه بسبب ضعف النظر، قالوا عنه إنه يعشق صينية الفتة من إيدين الحاجة والدته، ويعتبر أقرب أشقائه لشخصية والده (الرجل الحقانى)، ومنذ قبوله فى الكلية الحربية «ماشربش كوباية شاى ولا قهوة، وعمره ما حط سيجارة فى بقه»، اهتمامه بأسرته جعله يستدعى دكتور تحاليل فى مدينة نصر ويسحب عينات من العيلة كلها لكى يطمئن على أن الشباب لا يتعاطون مخدرات، واثق فى خطواته بسبب دعاء والدته (الحاجة سعاد) له «يوقفلك يا بنى ولاد الحلال، وينصرك على مين يعاديك، ويكفيك شر حاكم ظالم».