محمد العبار..من إماراتي "بلا منزل" إلى صاحب "العاصمة الإدارية الجديدة"

محمد العبار..من إماراتي "بلا منزل" إلى صاحب "العاصمة الإدارية الجديدة"
"سألت أمي عن تاريخ ميلادي فقالت إني أتذكر أنه عندما وضعتك كان أحد الجيران اشترى سيارة (لاندروفر) وبالتقصي من الجيران أتضح أنه يوم 8 نوفمبر 1956"، جملة ذكرها رجل الأعمال الأشهر في الوطن العربي محمد العبار، والذي يعتبر من أهم داعمي ومؤسسي إمارة دبي بشكلها الحالي، خلال أحد لقاءاته الصحفية، ليدلل على مدى الفقر المدقع الذي تربى فيه، مشيرا إلى أن والديه لم يكونا يعرفان القراءة أو الكتابة، أو يمتلكان منزلا، وأن والده كان يعمل قبطانا لمركب صغير.
رغم البداية البسيطة، إلا أن إصرار العبار على التغيير وإرادته الصلبة مكنته من تحقيق الكثير من الإنجازات في مدة قصيرة جدا، بل أهلته ليكون صديقا للرجل الأول في دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم الإمارة ليتمكن من السيطرة على سوق العقارات في الوطن العربي.
محمد علي العبار أو أبو راشد، 59 عاما، إماراتي، بدأ نجاحه من خلال الحياة العلمية، وتخرج في جامعة سياتل بأمريكا، وحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال عام 1981 في المصرف المركزي، وتولى منصب مدير عام الخليج للاستثمارات، وشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم دبي المحدودة "دوبال"، ثم نائبا لرئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي.
صاحب فكرة مهرجان دبي للسياحة والتسوق الذي اجتذبت الملايين سنويا إلى دبي، وفتح الأنظار في المنطقة على أهمية سياحة التسوق، هو رئيس مجموعة "إعمار" العقارية، مدير الدائرة الاقتصادية بإمارة دبي وعضو مجلس دبي التنفيذي وعضو مجلس هيئة الأوراق المالية والسلع في الحكومة الاتحادية.
"الإنسان العربي تربى في بيئة مزروعة بنبات الخوف منذ ولادته وحتى وفاته، كيف يفكر المواطن العربي وكيف يبدع وقد تربى على ثقافة النواهي والخوف والقهر، لقد آن الأوان للتحرر من كل ذلك"، يُشير العبار، خلال حورا سابق له مع وكالة الشرق الأوسط، إلى أن من أبرز أصدقائه الودودين "رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والمستشار الألماني السابق شرودر، والراحل بيل جيتس، والرئيس الهندي".
العبار صاحب أكبر مشاريع استثمارية عقارية في مصر من خلال مؤسسة "إعمار"، حصل خلال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، على مشروع "العاصمة الإدارية الجديدة" من خلال شركته "إيجل هيلز"، إلا أن المشروع مهدد الآن بالإرجاء أو استبدال العبار بمستثمر آخر.
مصدر حكومي رفيع المستوى لـ«الوطن»، كشف أن خلافات حادة تفجّرت خلال الأيام الماضية، بين الحكومة المصرية والمستثمر الإماراتي على المخطط الرئيسي لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
المسؤول البارز في لجنة وزارة الاستثمار لمتابعة مشروعات المؤتمر الاقتصادي الذى عُقد في شهر مارس الماضي، قال إن المشروع مهدد بالإرجاء أو اختيار مستثمر جديد حال استمرار الخلافات، خاصة أن المفاوضات التي أُجريت بين الحكومة و"العبار" على مدار عدة أيام لم تسفر عن جديد، رغم ضرورة تحويل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ إلى عقد استثماري خلال 3 أشهر من التوقيع، أي منتصف يونيو الحالي.
وأوضح المصدر -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن مجلس الوزراء أحال المفاوضات المتعثّرة مع "العبار" إلى وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي، بعد أن طلب المستثمر الإماراتي تعديل الاتفاق، بحيث لا تمتلك الحكومة المصرية أي نسبة من المشروع، وأن تحصل فقط على نسبة من الأرباح، مشيراً إلى أن ذلك يتناقض مع الاتفاق المبدئي بأن تمتلك الحكومة 24٪ من أسهم الشركة "كابيتال مصر"، وأن يتم تمثيلها في مجلس الإدارة، مقابل تخصيصها 17 ألف فدان لإقامة المشروع.