مصر الشابة.. إبداع منطلق من شرم الشيخ إلى العلمين

محمد شنح

محمد شنح

كاتب صحفي

الشباب قواطر الفكر والخيال فى الأمم، وأمة بلا فكر ولا خيال أمة متحجرة خربة، تعيش فى جهل عصور ظلامية، وتحت وصاية كهول عاتية ومتجبرة، وهذا واقع مسجل ومشهر فى مجلدات تاريخ أمم صارت الآن تتحكم فى النظام العالمى، بعد سنوات فى غياهب الجهل والتخلف، راح ضحيتها كل شاب صاحب فكرة وخيال سعى لكسر وصاية الكهول وأصنام الفكر.

ولكن من أدرك ووعى وسعى نحو كسب ود أفكار الشباب، والوصال مع خيالهم وشغفهم، كان له المستقبل، وهو ما أدركته دولة 30 يونيو، وتركت العنان للشباب ليبدع وينطلق، بعد أن تُركوا لعقود فى غياهب التهميش، منهم من صار حطاماً، ومنهم من كان حطباً لنيران أهل الشر والفتن والتطرف.

«إن مصر دولة شابة وشبابها بقدراتهم وحجمهم الكبير كماً ونوعاً يمثلون ثروة قومية لأمتنا يجب استثمارها وتوظيفها لتكون قوة دافعة لمسيرة التنمية وضلعاً أساسياً من أضلاع منظومة الدولة ورقماً فاعلاً فى معادلاتها»، تعكس كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى أكتوبر 2016 من قلب مدينة السلام شرم الشيخ.

رؤية الدولة المصرية لدور الشباب الفاعل فى بناء الجمهورية الجديدة، ترجمته السنوات اللاحقة لواقع جديد لم تدركه أجيال سابقة، واقع حجر أساسه الشغف والفكرة والخيال، وقواعده العلم والدراسة فى مصنع الشباب الوطنى، الأكاديمية الوطنية للتدريب، وبرنامج وطنى طموح لتأهيل الشباب للقيادة.

ومن وقت التجمع الأول للشباب فى مدينة شرم الشيخ وهم ضلع أساسى فى كل برامج ومبادرات ومشروعات الدولة المصرية، فهم تروس التنمية فى الجمهورية الجديدة، المبادرون نحو حياة كريمة لشعبهم، والأوفياء للعمل الأهلى التنموى، وصناع أول تجمع عالمى شبابى ملهم لأهل الأرض بمختلف انتماءاتهم وأفكارهم وأعراقهم وأجناسهم، ليلتقى المبدعون بأفكارهم وفنهم وشغفهم فى أمان وسلام على أرض مدينة السلام.

ومن مدينة السلام، وقف العالم يحيى أفكار وآراء الشباب وفنهم وإبداعهم فى فعاليات وحدت الأرض نحو مستقبل مستدام، وحقيقة مؤكدة ترجمت الأحلام، ووجد كل مبدع شغوف نفسه فى مصر من الكرام، ولأن دولة الشباب لا تتوقف عن العمل، ولا يعيقها إرهاب، ولا يوقفها نحو تقدمها الألغام، كانت «العلمين الجديدة» ملتقى جديداً لإبداع وانطلاق الشباب، بمبادرات شركة وطنية خرجت من رحم دولة الشباب، وتؤمن بالإبداع والشغف والخيال، هى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الوفية للشباب.

وكما بادرت «المتحدة» من قبل، وقدمت عشرات الأفكار والبرامج والمسلسلات لتشجيع قدرات ومواهب الشباب، فوضعتهم على خريطتها الدرامية بأعمال شهد لها الجمهور المصرى والعربى بالتميز والإبداع، كـ«ريفو، وبالطو، وحالة خاصة» وغيرها، وقدمت مواهبهم الفنية والرياضية للجمهور فى برامجها كـ«الدوم، وكابيتانو مصر»، وقدمت عشرات المواهب الشابة فى الكتابة والإخراج والعمل الإعلامى.

والآن تسعى لإطلاق أكبر مسابقة لتلاوة القرآن الكريم فى جميع محافظات مصر بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، لتكمل مسيرة عظماء دولة التلاوة، ويكون لدينا من يكمل مسيرة العظماء من مشايخنا الكرام: «محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، والحصرى، والطبلاوى، والشحات أنور..»، فهى الآن تفتح المسارح وساحات الإبداع لشباب جامعات مصر ليقدم كل ما لديه من مواهب وأفكار فى مهرجان العلمين.

ومثلما رأينا شباب مصر والعالم يبدع على مسارح منتدى شباب العالم بعروض مسرحية وموسيقية مبهرة، أتاحت «المتحدة»، بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، لكورال شباب جامعات مصر مسارحها للإبداع، فى واحدة من كبرى المسابقات بمهرجان العلمين، كما صارت المدينة متنفساً لترفيه الشباب بإتاحة شاطئ مجانى خاص لطلاب الجامعات، وتذاكر لحفلات المهرجان وعروضه المختلفة.

اليوم، صارت «العلمين» منصة إطلاق جديدة لإبداع الشباب، يوجهون منها أفكارهم وفنونهم ورسائلهم للعالم، ولعل أعظمها ما قدموه من أعمال فنية ورسومات تضامنية مع فلسطين، تحمل ما فى قلوبنا من حب ودعم للقضية، فخطوا بأقلامهم رسالة وفاء وتقدير لشعب يستحق الحياة.

تتوافق مع رسالة مهرجان العلمين من أول يوم له بدعم الشعب الفلسطينى، فعلم فلسطين تاج يزين شعار المهرجان، وأكثر من 60% من أرباحه لصالح أهالينا فى غزة، وفعالياته المتنوعة من عروض فنية وثقافية وغنائية تصدح بحب فلسطين، ولن ينسى الجميع مشهد الشباب وهم يشاركون بقلوبهم وحناجرهم محمد منير، ويتغنون معه بكلمات كريم العراقى على مسرح العلمين: «فجرك يا أمّا يا فلسطين لاحت أنواره للعين»