من كلية الألسن لرحالة يجوب العالم.. حكاية عشق محمد حمودة للسفر وأدب الرحلات

كتب: جنة عمرية

من كلية الألسن لرحالة يجوب العالم.. حكاية عشق محمد حمودة للسفر وأدب الرحلات

من كلية الألسن لرحالة يجوب العالم.. حكاية عشق محمد حمودة للسفر وأدب الرحلات

في أدب الرحلات تتجلى التجارب الفردية كأجمل الحكايات، وهذا ما أثبته محمد حمودة مع أولى خطواته في هذا المجال، إذ بدأ ينسج قصصًا تأسر القلوب وتفتح آفاقًا جديدة، من خلال تجاربه الغنية في السفر وكتاباته المتنوعة، حتى أصبحت رحلاته أكثر من مجرد مغامرات على الخريطة؛ لتتحول إلى سردًا يعكس روح الإنسان وعشقه للاستكشاف.

بداية محمد حمودة مع أدب الرحلات

محمد حمودة ابن محافظة السويس، البالغ من العمر 37 عامًا، انطلق في سن العشرين، بعد تخرجه من كلية الألسن جامعة عين شمس، في مجال أدب الرحلات، ففي عام 2012 عند زيارته لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، كان يقف محمد حمودة بين الأجنحة برفقة صديقه، يتنقلان بين أرفف الكتب باحثين عن جديد، جذب انتباهه كتاب بعنوان «هذا ما رأيت في دبي» لطارق عبد العال، ورواية «كل شيء مباح في بيروت» لعلاء مصباح، وكتاب آخر بعنوان «الأولى باريس» لشيرين عادل، وبعد أن اشترى الكتب الثلاثة، سأله صديقه بدهشة إذا كانت كل الكتب عن السفر، فابتسم وشعر بشيء من الأمل بأن يكون له كتاب أو أكثر عن السفر يومًا، وفي عام 2016، تحقق حلمه عندما صدر له أول كتاب أدب رحلات بعنوان «سفرنامة رحلة ابن حموده إلى ماليزيا وسنغافورة».

كان عام 2013 بداية مسيرة الشاب الثلاثيني في السفر والترحال، فكانت وجهته الأولى تركيا، ورغم زيارته لمدينة واحدة فقط وهي إسطنبول، إلا أن الرحلة كانت مميزة بكل تفاصيلها، يحكي «حمودة» لـ«الوطن»: «اكتشفت أنّ تركيا بلد غنية بالتاريخ والعراقة، وخلّتني أحب السفر أكتر، وكما يقول الأديب يوسف إدريس في روايته (النداهة)، بأن فيه حاجات في الحياة ممكن تندهك وتخليك مدمنها بشكل إيجابي، ومن وقتها وأنا أصبحت مدمن للسفر».

واجه «حمودة» خلال رحلاته العديد من المواقف المتنوعة، منها ما كان ممتعًا ولا يُنسى، مثل حضوره العرض الخاص لفيلم «بينيم دنييم» في تركيا رغم عدم وجود دعوة معه، ومنها ما كان مؤسفًا؛ حين تعرض للنصب والخداع في مناسبتين؛ الأولى كانت في العاصمة الصينية بكين، والثانية في لبنان، فضلًا عن إصابته بتسمم غذائي خلال إقامته في تايلاند، ومن بين المواقف الصعبة التي واجهها أيضًا، عدم تمكنه من الوصول إلى بيت الشباب الذي كان قد حجزه للإقامة في بكين، ما اضطره للاستعانة بالشرطة لمساعدته في العثور على العنوان.

وفي زيارته إلى تبليسي عاصمة چورچيا، واجه الشاب الثلاثيني أمرًا غريبًا لأول مرة، فقد لاحظ أن السيارات في المدينة تحتوي على نظامي قيادة مختلفين، حيث يمكن قيادة بعضها من جهة اليمين والبعض الآخر من اليسار، وكان هذا النظام العجيب بالنسبة له أمرًا غير معتاد، خاصة وأنّه لاحظ أنّ نظام عجلة القيادة موحدًا في كل بلد؛ إما على اليسار كما في مصر، أو على اليمين كما في الهند وماليزيا وإنجلترا، ما جعل رؤية النوعين من الأنظمة في بلد واحد تثير دهشته.

أول كتاب له كان بعنوان «سفر نامة»، استخدم فيه تقنية السرد الدائري، ما جعله يحكي للقارئ وكأنه الفرد الرابع لثلاثة في الرحلة، ما جعل القارئ يعيش اللحظات معهم بشكل حي، وهي الطريقة التي لم تُلق استحسان البعض، ما دفعه إلى تغيير أسلوب السرد في الكتب اللاحقة، وبدأ يركز على اختيار المواضيع التي تصلح للحكاية، وتحتوي على تشويق ومعلومات ودروس مستفادة من السفر، وبالإضافة إلى ذلك، كان يحرص على توثيق الجزء الخبري والمعلوماتي عن كل بلد يزورها، بما في ذلك المعالم السياحية.

أحدث ما نُشر للكاتب محمد حمودة

«رحلتي من المطار إلى سوق الخضار» هو أحدث ما نُشر لمحمد حمودة في معرض الكتاب 2024، وتناول خلاله كيف تغيرت ظروف السفر من فترة العزوبية إلى ما بعد الزواج، وفي فصل آخر تناول دليل سياحي اقتصادي التكلفة لأربع بلدان يمكن السفر إليهم بسهولة وبدون تعقيدات، وهم أرمينيا وأذربيجان وماليزيا ودبي، بالإضافة إلى فصل خاص قدم خلاله بعض النصائح للمسافرين.

وعن أكثر الداعمين والمؤثرين في حياة محمد يقول: «أكتر أديب حببني في مجال أدب الرحلات هي الكاتبة شيرين عادل، كنت متأثر بيها جدًا، وبقولها يا عرابتي، ودكتورة إيمان الأمير لأنها من أكتر الناس اللي دعموني في البداية».

ويرى «حمودة» أنّه من الضروري أن يكون كاتب الرحلات محبًا للكتابة وقارئًا نهمًا، فذلك يساعده في التعبير عن أفكاره وتطوير مهاراته اللغوية، ما يمكنه من نقل الصورة بوضوح ودقة من خلال كلماته، وأن يركز على التفاصيل أثناء السفر، ويتجنب أن يكون مثل السائح العادي، ويغوص في التفاصيل بشكل أعمق ليكون قادرًا على تكوين انطباعات دقيقة وصحيحة عن أهل المكان الذي يزوره.

وعن وجهته المقبلة يقول «حمودة»: «أنا طول الوقت بحب أسافر ومش بحدد بلد معينة وعلى حسب مصاريف السفر اللي معايا، بس من البلاد اللي نفسي أزورها إيطاليا ولو تمت وشوفتها هكون مبسوط جدًا».


مواضيع متعلقة