عفوا أستاذ محمد صبحي.. أخطأت وخسرت كثيرا
تابعت وغيرى كثيرون المنشور الذى كتبه الفنان الكبير محمد صبحى، والذى يكيل فيه الاتهامات للشركة المتحدة ويتحدث عن أمور كثيرة، زاعماً أنها حدثت مع مسرحيته الأخيرة «عيلة اتعمل لها بلوك»، سواء حذف مشاهد أو عرض إعلانات خلالها أو حتى موعد عرضها على الشاشة، وهى أمور غريبة جداً أن تصدر من فنان كبير بحجم محمد صبحى.
ولمن لا يعلم فإن الشركة المتحدة تعاقدت مع الفنان محمد صبحى على تقديم 3 مسرحيات، وقدمت كل الدعم والتمويل اللازم، ولم تبخل على الفنان الكبير وفريق العمل معه بأى شىء، بالرغم من تغيير نصوص فى المشاهد بغير المتفق عليه دون الرجوع للشركة المتعاقد معها، وكما يحدث فى كل التعاقدات الفنية، وبالرغم من ذلك لم تقدم الشركة على أى إجراء احتراماً للفنان وتاريخه الفنى الكبير.
الأمور كانت تسير على ما يرام، حتى فاجأ الفنان محمد صبحى الجميع بمنشور -لا يليق- به وبتاريخه الفنى، وبدلاً من أن يجلس مع الشركة المتعاقد معها ويبحث الأمور التعاقدية المتفق عليها، لجأ للسوشيال ميديا ليكيل الاتهامات للشركة وبدون أى دليل، فى محاولة منه لإشراك الجمهور فى أمور فنية وتنظيمية وتعاقدية لا علاقة له بها، حتى إن الفنان لم يطلع الجمهور على المبالغ الضخمة التى حصل عليها من الشركة المتحدة مقابل تقديم مسرحياته.
عفواً أستاذ محمد صبحى.. ما فعلته خطأ كبير وبعيد كل البعد عن أخلاقيات وأدبيات الفنان، الذى طالما تابعنا رسائله عن القيم والمبادئ عبر أعماله الفنية القديمة، من مسلسل عائلة ونيس وفيلم هنا القاهرة ومسرحية ماما أمريكا أو وجهة نظر، وغيرها كثير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، حتى ظن الفنان الكبير أن دوره يتجاوز دور الفنان ليصبح فيلسوفاً ومصلحاً اجتماعياً وخبيراً فى كل مناحى الحياة.
وأقول للفنان الكبير الذى طالما صفقت له ولأعماله الفنية.. ألم تتعرض أعمالك الفنية ومسرحياتك السابقة للرقابة؟ والإجابة بكل تأكيد.. نعم.. تعرضت للرقابة.. فلماذا لم تخرج وقتها للرأى العام وتتحدث كما تحدثت الآن؟ أم أنك تحاول افتعال أزمة من لا شىء لجلب المزيد من الجمهور وتدعى دور الضحية للتلاعب بمشاعر الكثيرين ممن لا يعلمون الحقائق ولا التفاصيل الصغيرة وراء ما حدث.
الأستاذ محمد صبحى، بقدر ما أسعدتنى بأعمال سابقة، بقدر ما صدمنى المنشور الذى لا يليق أبداً بمن كتبه ولا بمن تناوله بالاتهامات والتشهير، فأنت فنان كبير والشركة المتحدة كيان كبير، تقدم كل ما بوسعها لخدمة الفن فى مصر والارتقاء به، لكن ما فعلته لا يرقى لأفعال الكبار، فإذا كان ما حدث يختلف فى وجهات النظر، كان من السهل جداً حله وتقريب وجهات النظر بجلسة ودية، كما حدث فى الاتفاقات السابقة.
وكما تابعت ما كتبه الفنان محمد صبحى، تابعت أيضاً البيان المتزن والموضوعى للشركة المتحدة، الذى كشف عن مغالطات كثيرة من جانب الفنان، وتفاصيل تم الاتفاق عليها وخالفها هو ولم يكتبها فى منشوره، منها مثلاً أنه غير نص المسرحية دون الرجوع للشركة، كما سرب مقاطع من المسرحية تحمل ألفاظاً وإيحاءات مخالفة للأكواد والقواعد الإعلامية التى يعلمها الفنان جيداً، بل إنه كان ينادى باحترامها.
الحقيقة تقول إن الفنان محمد صبحى قرر أن يقوم بدور آخر غير دوره كفنان، فالفنان صاحب رسالة.. فما هى الرسالة التى قدمها محمد صبحى خلال السنوات الـ15 الأخيرة؟ فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، رأيت الفنان محمد صبحى يحلل ويفسر ويفند الأمور السياسية، ليزاحم المحللين وخبراء السياسة، مبتعداً عن دوره الفنى وعمله الذى تنتظره الجماهير، وبعدها بسنوات ظل يتحدث عن المثل والقيم والأخلاقيات، ويحث الجماهير على أن «تفعل.. ولا تفعل» مبتعداً أيضاً عن دوره وعمله، ولما وجد تجاوباً من جمهور السوشيال ميديا قرر أن تكون منصته التى يلجأ إليها لجلب المؤيدين والداعمين.
حتى إنه عندما ذهب بنفسه واتفق مع الشركة المتحدة على أعمال فنية، وجد كل الدعم والتمويل والمساندة، لكنه رايح يعدل ويغير ويسرب المقاطع لاستقطاب الجمهور، بالمخالفة للاتفاق المبرم بينهما، ثم راح يشكو للجمهور من عرض إعلانات وسط المسرحية.. هل هذا يُعقل؟ هل يمكن أن يخبرنا الفنان الكبير عن عمل فنى واحد يعرض على الجمهور بدون عرض إعلانات؟ هل هناك جهة تشارك فى الإنتاج ولا تبحث عن ربح مادى؟ لماذا إذن تقوم الشركات بالإنتاج إن لم تجد العائد؟
عزيزى الأستاذ الكبير.. لقد أخطأت كثيراً بهذا المنشور الذى قلت وأكرر أنه -لا يليق- بك ولا بالشركة المتحدة، وأعتقد أنك خسرت كثيراً من ذلك المنشور، فكيف للجمهور أن يصدق تلك الادعاءات المبنية على وجهة نظر بلا دليل واحد، وصادرة عن فنان تقاضى أجراً كبيراً من الشركة المنتجة لذلك العمل، هل المطلوب أن تتربح وحدك ولا يعود للشركة أى ربح من وراء إنتاجها؟ أسئلة كثيرة وراء ما كتبه الفنان الكبير محمد صبحى تحتاج للتفسير، بدلاً من ترك خيالات المتابعين والجماهير للتحليل والتفسير المبنى على منشور يحمل ادعاءات لا تمت للحقيقة بشىء.