جنون في إسرائيل.. عشرات الجنود ينهون حياتهم وآلاف المرضى النفسيين

كتب: محمود هاني

جنون في إسرائيل.. عشرات الجنود ينهون حياتهم وآلاف المرضى النفسيين

جنون في إسرائيل.. عشرات الجنود ينهون حياتهم وآلاف المرضى النفسيين

أصابت الحرب المستمرة نحو 10 أشهر في قطاع غزة، عددا كبيرا من الإسرائيليين بأمراض نفسية سواء جنود أو مدنيين، وصلت إلى تعرض البعض منهم للجنون، أو الإقدام على الانتحار، الذي وصلت أعداده إلى عشرات الحالات منذ السابع من أكتوبر، فيما تحاول حكومة الاحتلال السيطرة على الوضع بإنشاء  مزيد من مراكز الدعم نفسي، وتخصيص ميزانية أكبر للمرضي لتخفيف أثار الحرب عليهم.

إسرائيلية يصيبها الجنون بسبب الحرب 

وحسب ما كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أصيبت امرأة إسرائيلية بالجنون أثناء الحرب وقتلت ابنها وكلبها، وخرجت إلى الشارع ومعها سلاحا أبيض هاجمت به المارة، وأصابت أحد أفراد شرطة الاحتلال قبل أن يلقى القبض عليها، فيما كشفت التحقيقات أنّها كانت تنوي قتل زوجها الموجود في صفوف جيش الاحتلال بقطاع غزة.

وبحسب اعترافتها للشرطة، فإنّها تناولت جرعة كبيرة من الكحول لتخفيف الأزمة النفسية المصابة بها، وعندما ذهب الكحول بعقلها قتلت ابنها، وكلبها، بعدما تهيأ لها أن كائنات فضائية تريد منها ذلك.

حالات انتحار بعد السابع من أكتوبر

إلى ذلك ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّه منذ السابع من أكتوبر الذي شنت فيه الفصائل الفلسطينية عملية عسكرية على مستوطنات غلاف غزة، عاني جنود الاحتلال من آثار نفسية غير عادية، دفعت العديد منهم إلى الانتحار.

وأكدت هآرتس أنّ جيش الاحتلال على مدار تاريخه أخفى إحصائيات حول حالات الانتحار في صفوف جنوده، ويرفض الكشف عن أسماء المنتحرين.

اقرأ أيضا: شاب فلسطيني واجه فرقة كاملة لجيش الاحتلال بمفرده 12 ساعة.. ماذا فعل بهم؟ 

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أنّ هناك 10 جنود أقدموا على الانتحار بسبب الحالة النفسية السيئة التي أصابتهم بعد السابع من أكتوبر، وحتى مايو المنصرم، فيما قال خبراء للصحيفة إنّ معظم حالات الانتحار يقدم عليهم جنودا صغار في العمر، وأنّ أحداث السابع من أكتوبر كان لها تأثير غير عادي.

50 حالة انتحار بين الناجين من حفل نوفا

وفي السياق ذاته، قال إسرائيلي يدعى جاي بن شمعن، كان حاضرا في حفلة نوفا الموسيقي الذي كان مقام في مستوطات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، أمام جلسة استماع في البرلمان الإسرائيلي، إنّ 50 شخصا من الناجين من الحفل أقدموا على الانتحار بعدما فشلت محاولات تعافيهم من الأثار النفسية التي لحقت بهم وفق موقع «آي 24 نيوز» الإسرائيلي.

وِأشار خلال جلسة الاستماع إلى أنّ أرقام حالات الإقدام على الانتحار التي تم رصدها كانت قبل أشهر من تاريخ الجلسة، ومن المرجح أنّها زادت، موضحا أنّ العديد من الأشخاص الذين كانوا في الحفل أصابتهم أمراض نفسية وحالات اكتئاب، واضطرابات ما بعض الصدمة اعتزلوا العالم جرائها أو التزموا الفراش، والبعض منهم لجأ إلى تلقى الدعم النفسي، في المستشفيات.

وتحدث «بن شمعون» عن تجربته الشخصية قائلا إنّه لا يستطع العودة إلى الحال الذي كان عليه قبل السابع من أكتوبر، ولا يستطيع العمل وتأدية مهامه المعتادة بشكل طبيعي كما أن حالته النفسية السيئة تمنعه من الراحة، حيث قال إنه ينام لساعتين فقط.

70 ألف معاق في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي

فيما كشفت «القناة السابعة الإسرائيلية»  في يونيو الماضي، أن مراكز إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال تقدم الرعاية لأكثر من 70 ألف جندي تعرضوا للإعاقة خلال الحروب التي خاضتها إسرائيل في الأعوام الأخيرة، بينهم نحو 10 آلاف جندي تعرضوا للإعاقة خلال العداون على قطاع غزة، والقتال مع المقاومة الفلسطينية.

وأوضحت أنّ أقسام إعادة التأهيل تتلقى شهريا ما لا يقل عن 1000 معاق منذ السابع من أكتوبر، نحو 40% منهم يواجهون ردود فعل نفسية مختلفة، تتنوع بين القلق، والاكتئاب، وصدمات ما بعد الصدمة، وصعوبات التكيف مع الواقع، وصعوبات التواصل وغيرها.

وأشارت إلى أنّ نحو 9 آلاف جندي من الـ70 ألفا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فيما تحاول حكومة الاحتلال علاجهم وتقديم الرعاية لهم، وبرامج خاصة لمساعدتهم على تجاوز المرض النفسي.

وزيادة على ذلك، ضربت الأمراض النفسية، أسر الجنود المعاقين أيضا، وبحسب آخر إحصائية لإدارة التأهيل النفسي في جيش الاحتلال، فإنّ الجنود ذوي الإعاقة وعائلاتهم تلقوا 138,968 ساعة من الرعاية الصحية النفسية، إضافة إلى 134,688 ساعة من الرعاية البديلة.

ولتقليل مشاكل الصحة العقلية التي تسببها الحرب، رفعت حكومة الاحتلال الميزانية المالية للمنظمات التي تساعد الجنود الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة مع انتهاء خدمتهم العسكرية، وخصصت في هذا العام نحو 6 ملايين شيكل لتوسيع نطاق العلاج.


مواضيع متعلقة