كيف تأثر الاقتصاد الإقليمي والدولي بهجمات الحوثيين؟

02:57 م | الأحد 21 يوليو 2024

أثرت هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية العابرة بالبحر الأحمر، خاصة المرتبطة بإسرائيل، ما اضطر بعض الشركات إلى تحويل مسار السفن بعيدا عن قناة السويس ومضيق باب المندب الاستراتيجي، ولجأت إلى طريق أطول وهو رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى زيادة وقت المرور وبالتالي زيادة سعر المنتجات عالميا.

خبير أسواق المال: مضيق باب المندب أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية

الدكتور محمد العطيفي، خبير أسواق المال من لندن، قال إنّ مضيق باب المندب أحد الممرات المائية المهمة والتي تعتمد عليها التجارة العالمية، حيث يربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر وقناة السويس.

وأكد الخبير لـ«الوطن»، أنّ تهديد جماعة الحوثي للممر الملاحي العالمي المهم يعد تهديد للتجارة العالمية، فالممر يغطي التجارة الدولية بنسبة 15% من التجارة العالمية التي تمر من تلك المنطقة، كما أنّ البحر الأحمر أحد الروابط القوية لاقتصاديات العالم، وله دور كبير في توليد النفط والغاز بنسبة 10%، بخلاف مرور 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا من ذلك المكان.

وأضاف أنّ تجنب السفن المرور عبر البحر الأحمر أدى إلى إضافة أسابيع لمدد الرحلات، ما تسبب في رفع التكاليف على المستهلك وزعزعة الاستقرار عبر هجمات الحوثيين، ما ينعكس بدوره على رفع أسعار المنتجات وتأثر سلاسل الإمداد.

وأشار إلى أنّه منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية تزايدت الأزمات الأوروبية بالنسبة للبترول والطاقة المستوردة من الشرق الأوسط، ما عزّز استراتيجية مرور السفن المحملة بمواد الطاقة من البحر الأحمر.

العطيفي: زيادة إقبال الهند والصين على النفط الروسي

وأكد أنّ الهند والصين زاد إقبالهما على النفط الروسي، لأنه يمر بالأساس على منطقة البحر الأحمر التي باتت حاليا تهديدا من قبل الحوثيين، ما يزيد المخاطر على السفن والبضاعة على حد السواء، ويمتد ليطال كلفة تأمين السفن والبضائع.

خبير أسواق النفط: الحوثيون سبب أزمة باب المندب

وقال الدكتور عامر الشوبكي، خبير أسواق النفط من عمان بالأردن، إنّ بداية الأزمة في مضيق باب المندب كانت بسبب استهداف جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية التي تحتوى على مواد غذائية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ونصره، غير أنّ ذلك الاستهداف أدى إلى حدوث تأثير مباشر على دول الإقليم والمنطقة كافة، وامتد ليطال الاقتصاد العالمي.

وأضاف الشوبكي لـ«الوطن»، أنّ ممر مضيق باب المندب البحري مهم ولا يمكن فصله عن الاقتصاد العالمي ومرور سفن الحاويات، كونه يختصر مسافة تقدر من أسبوع لأسبوعين بدلا من المرور من طريق رأس الرجاء الصالح، حيث يؤمن ذلك الممر الملاحي المهم سنويا 4.5 تريليون دولار من حجم التجارة العالمية، و30% من الحاويات التي تعبر دول العالم، و10% من نفط العالم، وقرابه 10 ملايين برميل يمروا من خلال ذلك الممر، وهو ممر مهم للغاية من التجارة العالمية.

الشوبكي: الممر تأثر بنسبة وصلت لـ80% من حركة المرور والتجارة العالمية

وأوضح أنّ الممر تأثر بنسبة 80% من حركة المرور والتجارة العالمية، وأكثر من 90% من منتجات الطاقة كالغاز المسال أو النفط والبترول، ما أثر على أسعار النفط بارتفاع قدر في سعر البرميل الواحد من 3 لـ4 دولارات إضافة إلى سعره، بسبب حاجة السفن الماسة للمرور والالتفاف من طريق رأس الرجاء الصالح، ما أثر على سلاسل الإمداد عالميا.

وشدد على أنّه خلال الفترة الحالية تشهد السفن إضافة في الوقت والوقود بنسبة وصلت لـ40% ككلفة إضافية، بسبب الفترة التي تحتاجها السفن للمرور من رأس الرجاء الصالح وحتى تصل للمستهلك الأخير، ما أثر بشكل كبير على المواني الإقليمية والغربية للملكة العربية السعودية، بخلاف السياحة.