آمال عثمان تكتب من "وهران": وثيقة عشق فوق البساط الأحمر

كتب: أمال عثمان - وهران

آمال عثمان تكتب من "وهران": وثيقة عشق فوق البساط الأحمر

آمال عثمان تكتب من "وهران": وثيقة عشق فوق البساط الأحمر

وثيقة عشق كتبها الجمهور الجزائرى لنجوم الفن المصري في "مهرجان وهران السينمائي".. وصفحة جديدة من علاقات الأخوة ومشاعر الحب والتقدير لمصر وشعبها سطرها نجوم الفن السابع فوق البساط الأحمر بحروف من الإبداع وبلغة فن السينما.. هذا الفن الساحر الذي تتلاشي أمامه الحدود .. وتتلاقي عنده الشعوب ويتحاور كل البشر.. وذلك الإبداع الراقي الذي تتعانق فيه المشاعر وتتلاقى الأفكار النبيلة .. وتطوى صفحات الجغرافيا والحساب .. ويصبح الإنسان هو المبتدأ والخبر والجملة المفيدة والهدف . [SecondImage] منذ لحظة الوصول إلى مطار هواري بوميدين في العاصمة الجزائرية، والحشود تحيط نجوم مصر بمشاعر حب فياضة، ويستقبلهم الجمهور بعبارات الترحيب والإعجاب الحارة التي زادتها التلقائية والعفوية جمالا، كما كانت صيحات الإعجاب وعبارات الحب التي انطلقت من جانبي قاعة حفل الافتتاح، لتعكس مدى قوة وتأثير تلك القوة الناعمة لسفراء الفن والإبداع في الشارع العربي، هؤلاء الذين حبى الله مصر بهم وحباهم بها، وجعل الجماهير العربية تمنحهم تأشيرة ولوج إلى أزقة قلوبهم ودهاليز أفئدتهم، وهذا الدور المهم الذي لا بد أن تلعبه الدبلوماسية الفنية بقوة في هذه الفترة الصعبة، هو ما جعل النجم يحي الفخراني يوقف بروفات مسرحيته الجديدة "ليلة من ألف ليلة" ويشد الرحال إلى مدينة وهران، وبصحبته زوجته الدكتورة لميس جابر، وهو ما دفع الكاتب والإعلامي الكبير مفيد فوزي لتأجيل تصوير برنامجه ليلبي الدعوة، وهو أيضا ما جعل النجمة الجميلة ليلي علوى تتناسي أوجاع وآلام العنق الملازمة لها منذ أكثر من شهرين، وتتجاهل حالتها الصحية وتعليمات وتحذيرات الأطباء، وتتحايل على التزاماتها وارتباطاتها الفنية التي تفرض عليها السفر أسبوعيا إلى بيروت للتصوير، كل هذا لكي تلبي دعوة مهرجان وهران، ونداء الجمهور الجزائري الذي منحهم استقبالا لم يسبق أن منحه لنجم آخر طوال سنوات عمر المهرجان الثمانية. [ThirdImage] وقد بدا هذا الحب والحفاوة والترحيب الاستثنائي واضحا أيضا من المسؤولين في حفل افتتاح المهرجان الذي حمل هذا العام شعار "الواقع في دور البطولة"، حيث لم يتوقف تكريم النجمة المصرية على منحها درع المهرجان تكريما لمشوارها السينمائي وعطائها الفني، والذي قام بتسليمه لها وزير الإعلام والاتصال الجزائري عبد الحميد قرين، في حضور وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، وإنما كان هناك أيضا تكريم استثنائي من محافظ وهران، الذي أهداها وشاحا جزائريا مصنوعة من خيوط الذهب تقديرا وترحيبا بزيارتها الأولى لمدينة وهران وحضورها إلى الجزائر لأول مرة، وقد حرصت النجمة المصرية على أن تعبر عن سعادتها بتلك الحفاوة والترحيب، وبهذا التكريم الاستثنائي، وأن تنقل أيضا من خلال كلمتها مشاعر الأخوة والحب والتقدير التي يحملها المصريون للجزائر ولشعبها ولتاريخها النضالي الذي كانت مصر حاضرة ومشاركة فيه بقوة، كما عبرت في كلماتها عن إعجابها وتقديرها لنضال المرأة الجزائرية، وكيف أنها استطاعت عبر السينما التعرف على شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، والتي صارت رمزا للنضال والتحدي، ونموذجا لقوة وصلابة المرأة العربية وصمودها، وأنها أدركت منذ طفولتها الدور العظيم الذي لعبته المناضلات الجزائريات من خلال فيلم "جميلة بوحريد" للفنان القدير الراحل يوسف شاهين، وفيلم "وقائع سنوات الجمر" للمخرج محمد الأخضر حامينا، أول مخرج عربي يحصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، والرئيس الشرفي لدورة المهرجان الثامنة، والذي عرض فيلمه "غروب الظلال" في حفل الافتتاح، كما تم اختيار فيلم "لطفي" للمخرج الجزائري الكبير محمد راشدي ليعرض في حفل الختام الدورة الثامنة، التي تقدم 38 فيلما روائيا ووثائقيا، قصيرا وطويلا، التي تواكب مرور أربعين عاما على حصول السينما الجزائرية على السعفة الذهبية. والأهمية التي يمثلها المهرجان هذا العام ليست على المستوى الفني فقط، فقد حرص جميع النجوم والسينمائيين على المشاركة، ولم يعتذر عن عدم الحضور من النجوم سوى المخرج علي بدرخان رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، والفنان القدير نور الشريف الذي كان الغائب الحاضر في الهرجان، وقد ضجت القاعة بالتصفيق وعلت الصيحات بالترحيب حين ظهر على شاشة الحفل من خلال لقطات فيلمه "بتوقيت القاهرة"، الفيلم المصري الوحيد الذي يشارك ضمن 12 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما تشارك مصر في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة بفيلم "سكر أبيض" للمخرج أحمد خالد، وتشارك أيضا في مسابقة الأفلام الوثائقية بفيلم "نون" للمخرجة العراقية عايدة تشليبفر، وفيلم التسجيلي "الفاتنة" الذي يقدم مجموعة أحاديث نادرة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وشهادات ممن عاصروها، كما يعرض الفيلم آخر كلمات كانت سجلتها الفنانة الراحلة لمهرجان محافظة المنصورة الذي يحمل اسمها، وذلك قبل ساعات من رحيلها. يأتي عرض فيلم "الفاتنة" أيضا في إطار تكريم مجموعة من المبدعين الراحلين، حيث منح المهرجان في احتفالية، بخاصة مساء اليوم التالي تكريما لاسم الفنانة فاتن حمامة، واسم الروائية الجزائرية الراحلة آسيا جبار، والناقد السورى الراحل قصي درويش، والمخرج عمار العسكري والفنان سيد علي كويرات، وعدد آخر من المبدعين. كما ينظم المهرجان ملتقى للرواية والسينما يحمل اسم "من القلم إلى الشاشة" يشارك فيه مجموعة من الروائيين والباحثين، ويناقش مجموعة من القضايا المتعلقة بالأدب والسينما، منها المقاربة بين العمل الروائي والعمل السينمائي، والنرجسية الحرفية بين الروائي والسيناريست والمخرج، وإشكاليات أفلمة النص الروائي في الجزائر، ودلالات ثورات الشعوب في الرواية والسينما، والسيناريو بين التآمر على واقع الرواية والتعبير عنه، وشاعرية السرد السينمائي وآلياته.