مهرجان العلمين.. ساحل على ذوق كل المصريين

محمد شنح

محمد شنح

كاتب صحفي

 بين الطيب والشرير، تفرقت سمعة الساحل الشمالى بين المصريين، فالحياة قبل ساحل الألفية الجديدة صارت ذكرى لأجيال تستعيدها من ألبوم صور التقطه مصور «البلاج»، حجز مكانه فى رف مكتبة، تنفض التراب عنه عندما تريد أن تتخلص من هموم الحياة، وتعود بالذاكرة لـ«أيام ما كنا عيال»، نلعب على رملة جمصة ورأس البر والإسكندرية بمضارب «الراكيت الخشب» على البحر، ولما أصابنا التطور والتكنولوجيا الحديثة، صرنا نسير بجهاز التسجيل و«الووكمان» على الشاطئ بشريط «كوكتيل» أحدث موديل لنجوم جيل «الكاسيت» وقتها «حكيم وحميد وهشام عباس ومحمد فؤاد ومصطفى قمر وإيهاب توفيق».

حياة بسيطة وبدون عقد، وأعظم متعها الاستجمام تحت الشمسية بعد العصارى، وسط لذائذ العصر وقتها من بطيخ وتين شوكى و«جيلاتى» وهو المسمى الأكثر شيوعاً لـ«الآيس كريم» وقتها، وعندما تغرب الشمس عن البحر، تعيش ليالى المصيف مع العائلة مع متعة «الكوتشينة والدومينو»، وركوب الدراجات على كورنيش البحر، ومع تطور الزمن صار «البلايستيشن» يغزو المصيف، وأصبح ساحة تنافُس بين نجوم «الكرة اليابانية» وقتها، ذكريات لن يعرفها إلا جيل من الكادحين فى الأرض الآن من أبناء الثمانينات والتسعينات.

وحتى طل علينا الساحل فى الألفية الجديدة، وتغير شكل الحياة تماماً مع تطور العصر والتكنولوجيا، وتبدلت الأحوال، فبديل «الووكمان» صار الـ«IPAD وIPOD»، والترفيه صار مع ألعاب «Teqball، padel، Paintball»، وشرائط الكاسيت صارت حفلات ومهرجانات خاصة على الشاطئ، ولكن «العلمين» قررت أن تعيدنا لزمن المصيف الجميل بفعاليات لأصحاب الذوق الرفيع.

المتابع للنسخة الثانية من المهرجان يعرف أننا أمام حدث استثنائى بكل المقاييس فى مدينة عمرانية من الجيل الرابع، كانت قبل سنوات الجمهورية الجديدة شريطاً ساحلياً مهجوراً ومنطقة موت محقق، ولكن مع النهضة العمرانية الهائلة، ورؤية الدولة المصرية للتنمية الشاملة، أتت فكرة المهرجان الذى ترعاه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتعيد الساحل لكل المصريين بمعنى الكلمة بفعاليات تناسب كافة الأذواق وتواكب التطور مع الحفاظ على أصالة مصر الرائدة فى الحضارة والثقافة والفن.

مهرجان لكل الأسرة المصرية، يُنزل سكينة وطمأنينة على قلب كل أم وأب، يخشى على أبنائه من مخاطر وأمراض العصر الحديث التى قتلت الأخلاقيات والذوق العام، مهرجان ستجد فيه المتعة والثقافة والذوق وأخلاقيات وإبداعات الزمن الجميل، وهنا سنصحبك فى جولة لفعاليات المهرجان، وضعها المنظمون فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية باحترافية وجودة عالمية، ووعى يتسق مع رؤية الدولة المصرية لبناء الإنسان والحفاظ على هوية المجتمع المصرى، ولعل أعظم قرارات المهرجان هذا العام، والتى تؤكد إدراك إدارة المهرجان للقضايا التى تشكل نبض ووعى المواطن المصرى، وفى مقدمتها قضية قلب العروبة النابض فلسطين، ما أعلنته الشركة المتحدة بتخصيص 60% من أرباح المهرجان لصالح أشقائنا فى غزة.

أجندة مهرجان العلمين تضم فعاليات تعيدنا لزمن المصيف الجميل والفن الرفيع، لا تخلو من المتعة والترفيه، فلا مكان فيها للإسفاف والفعاليات الهابطة وأصحاب التريندات المزيفة، بل «العلمين» مملكة يُتوَّج على عرشها ملوك الفن والغناء والثقافة فى مصر والوطن العربى، ولنا فى حفل الملك محمد منير مع انطلاق فعاليات النسخة الثانية من المهرجان أعظم مثال للفن الراقى وسط تفاعل وحضور جماهيرى طاغٍ من مختلف الأعمار.

برنامج حفلات العلمين الغنائى والموسيقى له مذاق خاص، فنانون من أصحاب المقام الرفيع، يتشوق الجمهور لسماعهم ويتلهف لإطلالتهم فى مصر وكل ربوع العالم العربى، فعشاق الطرب الأصيل وقصائد العشق والرومانسية يعيشون مع القيصر كاظم الساهر فى العلمين، الذى يعيدنا لحفلاته فى مصر بمنتصف التسعينات، وتسترجع معه الذكريات فى «ليالى أضواء العلمين»، ومن بعده تقف على مسرح المهرجان القيثارة ماجدة الرومى صاحبة صوت يحمل ذكريات جميلة لا تنتهى، فالبرنامج حافل بنجوم الطرب والغناء من أصحاب الصدارة فى قلوب الجماهير كالهضبة عمرو دياب ونجم الجيل تامر حسنى وأمير الغناء العربى هانى شاكر، والقائمة تطول، وتشمل مختلف الأذواق، ففى العلمين ستكون على موعد أيضاً مع حمزة نمرة وسعاد ماسى وويجز، كما يستمتع الجمهور بموسيقى عمر خيرت ونادر العباسى فى حفلات ذات مذاق خاص.

تحظى فعاليات العلمين هذا العام بتنوع كبير ثقافى وفنى ورياضى، ولأول مرة يضم برنامج النسخة الثانية عروضاً مسرحية متنوعة من بطولة نجوم لهم بريقهم ومكانتهم لدى الجمهور المصرى والعربى، ونجوم صاعدين حجزوا بأفكارهم وموهبتهم مكاناً فى مهرجان المدينة الساحرة، ومن أبرز هذه العروض مسرحية السندباد للنجم كريم عبدالعزيز والنجمة نيللى كريم، كما تعيد أضواء مسرح العلمين الفنانة إيمى سمير غانم لجمهورها بعد غياب بمسرحية «التليفزيون»، التى يشاركها بطولتها الفنان حسن الرداد، وأكثر من 10 مسرحيات أخرى يضمها برنامج المهرجان.

ودائماً ما كان الأطفال فى مقدمة اهتمام الشركة المتحدة فى إنتاجاتها الفنية خلال السنوات الماضية، ولذا اهتمت هذا العام بمهرجان خاص لهم فى قلب العلمين هو «نبتة»، الذى يشرف عليه الفنان أحمد أمين، ويقدم فعاليات خاصة وعروضاً فنية ومسرحية للأطفال يزينها عرض مسرحى للنجمة دنيا سمير غانم، كما يضم المهرجان هذا العام فعاليات ومعارض ثقافية وأحداثاً رياضية مميزة تعيد عشق الصيف للكبار والصغار.

رحلة المتعة إلى «العلمين» لكل المصريين بمختلف ثقافاتهم وتنوعاتهم وطبقاتهم، وهنا عظمة أن يكون مهرجان تنظمه كيانات وطنية، تتسق رؤيتها مع رؤية الدولة المصرية، التى تضع المواطن فى مقدمة أولوياتها، وتدرك حجم التحديات والأعباء التى يمر بها، فخصصت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لأول مرة شاطئاً مجانياً للمصطافين فى العلمين، فلا تحتاج إلى «QR Code» أو «pass code» أو توصية لدخول مدينة السحر والجمال، كما قدمت الشركة المتحدة حفلات بأسعار تناسب مختلف الطبقات، كما أتاحت عروض الممشى السياحى بالمدينة للجميع مجاناً، لتكون «العلمين» مصيفاً لكل المصريين للاستمتاع بعظمة بلدهم