الأميرة رشا يسري تكتب: ماجدة الرومي وكاظم الساهر.. لقاء العمالقة في حضن مصر
الأميرة رشا يسري تكتب: ماجدة الرومي وكاظم الساهر.. لقاء العمالقة في حضن مصر
لطالما كانت مصر رائدة في مجال الفن والثقافة في العالم العربي، من الأفلام الكلاسيكية إلى الأغاني الخالدة، والمسرحيات التاريخية، ولا تزال قدرة مصر على قيادة وتشكيل الهوية الثقافية للعالم العربي. القاهرة، بما تضمه من مسارح ودور سينما ومراكز ثقافية، لا تزال برغم كل التحدّيات هي عاصمة الفن العربي بلا منازع. هي قبلة الأساطير وديع الصافي وفيروز وفهد بلان ووردة والعديد من النجوم الآخرين، لا يمكن أن تخلو حياتهم الفنية من دون الإشارة إلى دور مصر في مسيرتهم الفنية.
ولأن الطين والرمل والماء والسماء في مصر تنبض فناً، ظهر مهرجان العلمين، الذى يُقام في مدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر المتوسط، ليصبح واحداً من أهم المهرجانات الفنية فى مصر والمنطقة.
فى دورته الثانية، يستضيف المهرجان مجموعة من أبرز النجوم فى العالم العربى، ليقدموا عروضاً فنية ينتظرها المصريون والعرب.
الذين يقولون إن المهرجان يهدف إلى تعزيز الثقافة والفن، وتشجيع السياحة في منطقة العلمين الجديدة، التي تُعد من أحدث وأرقى المناطق السياحية في مصر، محقّون، لكن الأحق: هو أن مهرجان العلمين يأتي دليلاً جديداً على تأكيد زعامة مصر الفنية والثقافية.
ولذلك فعندما يغنى كاظم الساهر وماجدة الرومى فى مهرجان العلمين فى دورته الثانية، تتلاقى الأصالة والرقى فى حدث واحد. ماجدة الرومى واحدة من أعظم المطربات فى العالم العربى، تتميز بصوتها الساحر الذى يأخذك إلى عوالم من الجمال والحنين.
من جهة أخرى، كاظم الساهر، هو أحد أعمدة الغناء العربى، والذى استطاع أن يدمج بين الطرب العربى الأصيل والحداثة فى موسيقاه، ليخلق تجربة فريدة قادرة على الحياة فى قلوب الجماهير، على اختلاف الأجيال.
ظهور كاظم الساهر وماجدة الرومى فى هذا التوقيت يعكس التزامهما بالقيم الفنية والإنسانية، وتقديم فن راقٍ يتجاوز الإغراءات التجارية.
مشاركتهما فى مهرجانات مثل مهرجان العلمين تُعد دليلاً على استمراريتهما فى تقديم الفن العربى الأصيل بأعلى معايير الجودة، مما يعزز مكانتهما كأيقونات فى سماء الطرب العربى.
ماجدة الرومى هى ابنة العائلة الفنية، ابنة الموسيقار حليم الرومى، والتى نشأت فى بيئة موسيقية صقلت موهبتها منذ الصغر. بدأت مسيرتها الفنية فى سبعينات القرن الماضى، واستطاعت من خلال صوتها الفريد وأغانيها المتميزة أن تحفر اسمها فى ذاكرة الطرب العربى.
تُعرف «ماجدة» بأغانيها العاطفية والوطنية، وبأدائها الاستثنائى الذى يلامس القلوب. أغانيها مثل «كلمات» و«اعتزلت الغرام» أصبحت أيقونات موسيقية ترددها الأجيال.
مهرجان العلمين يأتى ليثبت مرة أخرى أن مصر ستظل حاضنة للفن العربى. ومن ذلك فإن استضافة نجوم بحجم ماجدة الرومى وكاظم الساهر فى هذا المهرجان ليست مجرد احتفاء بالأصوات الجميلة، بل هى احتفاء بالثقافة والفن العربى من عاصمة الفن العربى مصر، مصر القادرة دوماً على أن تجمع بين الشعوب وتوحدها.
فى ظل الأوضاع الصعبة التى تمر بها المنطقة، يبقى الفن هو الرابط الأخير الذى يجمع شتات الأمة.
النجمان ماجدة الرومى وكاظم الساهر لا يغنيان فقط، بل يقدمان رسالة حب واتحاد من مصر إلى كل شبر فى الوطن العربى الكبير، ليؤكدا أن الفن هو لغة الشعوب التى لا تعرف الحدود.
فى نهاية المطاف، يبقى مهرجان العلمين نافذة مشرقة على مستقبل الفن العربى، يطل منها الفنانون من مختلف الأجيال والبلدان ليقدموا أعمالهم فى جو من الرحابة والرقى، قلّ أن تجده على نفس القدر الذى فى مصر.
وبهذا يستمر إرث مصر الفنى فى إلهام الأجيال القادمة، ويظل الفن العربى منارة تشع فى سماء الثقافة العالمية.
كاظم الساهر وماجدة الرومى يعتبران من أعمدة الفن العربى الراقى. كلاهما ملتزم بتقديم محتوى موسيقى يجمع بين الجودة والعمق، وهو ما يتطلب الابتعاد عن المغريات التجارية التى قد تقلل من قيمة أعمالهما الفنية.
اختيارهما الدقيق للأعمال التى يقدمانها، سواء كانت حفلات أو أغانى جديدة، يعكس احترامهما للفن والجمهور.
اختيارهما للمشاركة فى مهرجانات مثل مهرجان العلمين ليس صدفة. هذا المهرجان يجمع بين الرقى والتنظيم الجيد، مما يتيح لهما تقديم عروضهما فى بيئة تليق بمكانتهما الفنية.
المهرجانات الكبيرة مثل العلمين توفر لهما المنصة المثالية للوصول إلى جمهورهما بأفضل طريقة ممكنة، وتقديم عروض تعكس مستواهما الفنى.
فى عالم الموسيقى الحالى، هناك العديد من الضغوط التجارية والإغراءات المالية التى قد تؤثر على الفنانين.
ولكن كاظم الساهر وماجدة الرومى يتمتعان باستقلالية فنية، تتيح لهما الابتعاد عن هذه الضغوط، والتركيز على تقديم الفن الذى يؤمنان به. هذه الاستقلالية تتيح لهما اتخاذ قرارات فنية مدروسة دون التأثر بالإغراءات المالية.
الشعبية الكبيرة التى يتمتع بها كلا الفنانين، سواء فى العالم العربى أو خارجه، تتيح لهما الظهور فى أى وقت وأى مكان بثقة. الجمهور ينتظرهما بشغف، مما يجعل ظهورهما حدثاً فنياً كبيراً.
هذه الشعبية تجعلهما يختاران بحذر الأماكن والمناسبات التى يشاركان فيها، لضمان تقديم أفضل تجربة لجمهورهما.
