وعاجل إلى وزارة الصناعة!
إصرار القيادة السياسية والحكومة المصرية على دفع العمل بوزارة الصناعة إلى أقصى مدى يدعو فى ذاته للتفاؤل.. لماذا؟ لأن ذلك يعنى فشل كل محاولات إقناع بلادنا بأننا بلد زراعى لا مستقبل له فى الصناعة على عكس المنطق الذى يقول إنه لا مكان لنا بين الأمم إلا بالصناعة والتصنيع.
ثم تتم عملية الدفع بقوة عمل كبيرة جديدة فى الوزارة باختيار المهندس كامل الوزير للإشراف على الوزارة وإدارتها بصلاحيات نائب رئيس وزراء بما يؤكد التوجه بالاعتماد على الصناعة كأحد أسس التقدم فى مصر وأحد دعائم الاقتصاد المصرى.
لكن، ورغم ذلك، تبقى ملاحظات واقتراحات نراها مهمة يجب أن تصل إلى الوزارة ووزيرها ومسئوليها.. بمنطق أنها بلدنا وعلينا أن نتشارك فى التفكير فى سبل تقدمها.. ومن بين ذلك الأمل فى زيادة الاهتمام -زيادة الاهتمام- بمعاهد التدريب المهنى التى كانت تمد المصانع المصرية بالكوادر المدربة والتى تم الاعتماد عليها لفترات طويلة ثم تراجع الاهتمام بها بعد تراجُع الصناعة نفسها. اليوم يحدث العكس وعادت معاهد التدريب المهنى فعلاً للعمل، لكننا نريد لها دفعة كبيرة تتحول معها إلى واقع فى حياة المصريين وثقافتهم.
الأمر الثانى الدعوة إلى التركيز على الصناعات ذات المزايا النسبية. أولى هذه المزايا النسبية هى التخصص.. وهو تخصص وطن هذه الصناعة من زمن.. وهذا يتطلب فى بعض الصناعات قرارات جريئة شديدة السرعة لتعويض ما فات من وقت كان بالسلب على هذه الصناعات والعاملين بها.
أولى هذه الصناعات هى «الأثاث»، وسمعة مصر وتاريخها فيه جيد جداً، وليس الأمل أن تعود دمياط مركزاً مهماً لهذه الصناعة فقط وإنما الأمل تذليل جميع عقبات الصناعة وأن نرى أكثر من مدينة -أو منطقة- أخرى بالإضافة إلى دمياط.
وبخلاف الأثاث تحتاج مصر إلى انطلاقة أسرع فى الصناعات الغذائية، وكذلك الملابس الجاهزة، والنسيج فى طريقه إلى العودة بعد اكتمال خطة استنهاضه، لكن نبقى فى حاجة للبحث عن حلول لصناعات السكر وما يحتاجه من مياه، لكن تبقى ميزة الصناعات التكاملية المحيطة به من بين الكلفة النهائية بما فيها المياه.
لكن فى الوقت نفسه، إلى جانب الأثاث، نحتاج إلى النظر إلى الصناعات اليدوية التى تميزت مصر وتفردت بها لمئات السنين، وبعض الاهتمام ينقلها إلى صناعات مهمة بتكنولوجيا حديثة ومتطورة.. هذه الصناعات من عمقها فى مصر وجذورها الضاربة بقوة عند المصريين جعلت أحياء كاملة تحمل اسمها.. هناك فى أحياء النحاسين والخيامية.. حيث صناعات النحاس وصناعات الخيام والسرادقات لجميع المناسبات، ويمكن فتح أسواق مهمة لمنتجات هذه الصناعات فى بلادنا العربية وأفريقيا!
صناعات التمور مع صناعات النسيج اليدوي والكليم يمكنها أيضاً توفير فرص عمل محلية عديدة.
وأخيراً صناعات الجلود.. وقد لاقت بالفعل اهتماماً كبيراً من الدولة إلى حد إنشاء مدينة لهذه الصناعات بالروبيكى، لكن كان الأمر يحتاج إلى دراسه شاملة، ولذلك الاستعجال أدى إلى وجود مشكلات عديدة ينبغي حلها على وجه السرعة، خاصة بُعد الورش عن المجازر المورد الأساسي للجلود.. وإلى الأمام يا وطنى.