ماجدة الرومي.. «فراشة لبنان» العاشقة لمصر

ماجدة الرومي.. «فراشة لبنان» العاشقة لمصر
«غنَّى لنا يا ماجدة»، كان هذا طلب جيرانها الدائم فى طفولتها، «ماجدة» الفتاة الصغيرة، التى وهبها الله صوتاً عذباً، كان واضحاً وجلياً للجميع واكتشفه كل المقربين منها، قبل أن تصبح ماجدة الرومى واحدة من أيقونات الغناء اللبنانى والعربى فى العصر الحديث، ولمَ لا وهى ابنة حليم الرومى، الموسيقار اللبنانى الكبير ومُكتشف جارة القمر فيروز، ووالدتها إحدى عضوات فريق الكورال بالكنيسة؟!
ماجدة الرومى فنانة وموهبة استثنائية، لأكثر من سبب، فبخلاف صوتها المميز، وحنجرتها الماسية، فهى صاحبة طلَّة مسرحية لا يملكها سواها، تجمع فيها بين الكثير من الأناقة والكثير من الرقة، لذا سُميت «فراشة لبنان»، بسبب وقفتها على المسرح.
دخول «ماجدة» عالم الغناء، وبداية معرفتها من قِبل الجمهور مرتبط بالحرب اللبنانية التى اندلعت عام 1975، حينما وقعت مجزرة فى بلدة عين الرمانة، تِلك البلدة المجاورة لبلدتها، ولقربها الشديد، قرر أهلها الهروب من بلدتهم والانتقال للعيش فى بلدة أخرى، ففى نفس هذا العام الملىء بالمصاعب، كانت انطلاقة صوت ماجدة الرومى حيث سجلت فى نفس العام أول أغنية لها وهى أغنية «عم بحلمك يا حلم يا لبنان» وهى أغنية من كلمات سعيد عقل وألحان إلياس الرحبانى.
بدأت «الرومى» فى الانتشار، وبدأ يصدر لها أول ألبوم وأسطوانة فى أوائل الثمانينات، وكانت تحمل اسم ترانيم، وغنت فيها «يا نبع المحبة وعم يسألونى عليك الناس، وكل شىء عم يخلص»، وتمكنت وتميزت خلال مسيرتها بإجادتها غناء الترانيم الكنسية، فأول أغنية قدمتها على تليفزيون لبنان واشتهرت بها فى الأساس كانت ترنيمة «ميلادك».
ماجدة الرومى واحدة من المطربين العرب، المرتبطين ارتباطاً شديداً بمصر، فبخلاف أنها تربت على صوت محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وأسمهان، وعشقت الغناء منهم وتعلمته أيضاً، إلا أن والدها أحد خريجى معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، بل كان لها تصريح سابق قالت فيه: «مصر واجهة العالم العربى، على أرضها يوجد المجد والعظمة والهيبة التى أتمناها لكل أوطاننا العربية، دولة ذات سيادة واستقلالية وأشعر فى مصر بأننى حرة».
لذا لا تفوت ماجدة الرومى فرصة على الوجود بجوار الجمهور المصرى إلا واستغلتها، واليوم ننتظر أن تشدو لنا فراشة لبنان ماجدة الرومى على أرض السحر والجمال بمدينة العلمين الجديدة فى مهرجان العلمين.