«تفوق على الشيطان».. محمود الجارحي يكتب: «سفاح التجمع» على منصة العدالة

كتب: محمود الجارحي

«تفوق على الشيطان».. محمود الجارحي يكتب: «سفاح التجمع» على منصة العدالة

«تفوق على الشيطان».. محمود الجارحي يكتب: «سفاح التجمع» على منصة العدالة

سيدي القاضي.. السادة المستشارون.. الحضور الكرام.. السادة المحامون.. السادة المتابعون.. أهلا بحضراتكم جميعا.. سيدي الرئيس.. جئناكم اليوم بمتهم ارتكب الفظائع وانتهك حرمات الله جميعا.. وخالف قواعد الدين.. وخرق ناموس الكون.. هذا المتهم ارتقى بوحشية لمرتبة الشياطين.. بل تفوق عليهم بفكر إجرامي وعقل مُنغمس في غياهب الشهوات.. ونفس صار كل شيء أمامها مُباحا فلا رادع يردعها.. المتهم الماثل ارتكب الموبقات جميعها.. فقد قتل وزنى وأذهب عقلا بيديه إرضاء لشهواته..

سيدي.. أذكِّر حضراتكم بالآية الكريم «ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن».. وقد أمر الله لنا بتجنب ما حرَّم.. والشريعة جاءت بركائز تستند عليها الحياة الإنسانية بكرامة ورفعة.

سيدى الرئيس.. السادة المستشارون.. أشرف بالمثول أمام المحكمة في تلك القضية - المتهم فيها الشاب كريم محمد 37 عاما والمعروف لدى الجميع بسفاح التجمع.. سيدي.. أنا هنا أمامكم أحمل على عاتقي تمثيل النيابة العامة والمجتمع بأسره.. هذا المجتمع المجني عليه يناشدكم وبحق أن تضربوا بيدٍ من حديد على أولئك الضالين الآثمين الذي عاثوا في الأرض فسادا.. انطلقي يا عدالة يا مُتبصرة لتثبتي لمن ظن بكِ الظنون أنكِ أبدا لن تليني وعن درب الحق لن تحيدي.

سيدي.. هذا سفاح آثيم.. يتسلل انعكاس روحه الملتوية.. ينبعث منه رائحة الموت.. يتلوي في الظلام كالثعبان.. ويستمتع بتعذيب الأرواح وانتزاع الحياة بلا رحمة، فهو ليس بإنسان بل وحش يتغذى على عذاب الآخرين..

سيدي الرئيس.. المتهم الماثل أمامكم في قفص الاتهام كائن مشوه.. يمتلك وجها يعكس جليا الشر والفساد.. وعيونا تشتعل بنيران الدمار والخراب.. وجبينا يُخيف الناظرين، وشفاه تتخذ من ابتسامتها طابع الرعب والموت.

سيدي الرئيس.. الحضور الكريم.. سوف أحدثكم عن تفاصيل الجرائم.. المتهم لم تأخذه شفقة ولا رحمة.. بضحيته الأولى نورا.. التي استدرجها إلى مسكنه في دائرة قسم شرطة القطامية.. لتنفيذ مخططه الإجرامي.. حين اختمرت في ذهنه رغبة غير مألوفة لدى المجتمع شاذة بعد قتلها.. إذ قدم لها عقاقير مخدرة حتى يصل إلى ما يريد.. وفعل ما في ذهنه.. ثم جذب عنقها برابط ملابس كان قد أعده سلفًا، جاذبًا طرفيه إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصده.

سيدي.. هناك سيدة عرفته عليها ووصفت له مفاتيحها.. وأفهمت أنها لا تحمل بطاقة هوية ولا أحد يسأل عنها، وحين أصبحت بين فكيه ودلفت لمنزلي قال لها: أنا مش هسيبك تمشي من هنا إلا وأنتِ جثة.

سيدي القاضي.. دعني أحدثك عن الضحية الثانية «رحمة» قتلها عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.. عقد العزم على قتلها لتنفيذ رغبته الشاذة.. إذ قدم لها عقاقير مخدرة لشل مقاومتها وأنهى حياتها بعد أن آواها في مسكنه، مستغلًا ظروفها المعيشية كونها بلا مأوى.. المتهم أطبق على رقبة الضحية رحمة لمدة 10 دقائق أثناء موتها حتى سالت دماؤها.

سيدي.. أما الضحية الثالثة «أميرة» قتلها عمدا مع سبق الإصرار وقدم لها جواهر مخدرة، ولما غابت عن الوعي طوَّق جيدها برابطة عنق كان قد أعدها سلفًا جاذبًا طرفيها ثم علق جسدها إلى أن تيقن من إزهاق روحها وبلغ مقصده، سيدي.. أنت الآن تجلس على هذه المنصة.. انظر داخل القاعة.. تجد الحزن يخيم عليها.. من هول الوقائع والجرائم التي ارتكبها المتهم في الضحايا والمجتمع بأكمله.

سيدي القاضي.. أنت «السيد» هنا في هذه القاعة وأمامك ملف القضية يحتوي على كل الأدلة واعترافات المتهم.. وما فعله بأجسادهن وهن بين يدي الله.. سيدي.. المتهم السفاح أمامك في قفص الاتهام.. سيدي.. الجميع هنا داخل هذه القاعة يمثل أمام حضراتكم..

سيدي.. عزاؤنا الوحيد أن يصدر حكمك العادل ليقتص من المتهم.. سيدي أنظار المجتمع كله تتطلع إلى منصتكم وتنتظر حكمها العادل يوم الثلاثاء 13 أغسطس المقبل..


مواضيع متعلقة