طفلة فلسطينية تستكمل مشروع «أسورة الصداقة» في مصر: نفسي أبني بيت جديد

طفلة فلسطينية تستكمل مشروع «أسورة الصداقة» في مصر: نفسي أبني بيت جديد
أصوات القنابل تزلزل المكان، قتلت الآلاف، والباقون يرتجفون خوفا من الأذى، الكبار يتشبثون بصغارهم خشية الفقد، وإن غفلت أعينهم لبرهة، لا يعلمون هل ستفتح مرة أخرى أم هي النظرة الأخيرة؟، في حياة غير آدمية يعيشها أهالي قطاع غزة بفلسطين.
الأمر بالنسبة للطفلة مريم وحيد البالغة 8 سنوات، كان مختلفا بعض الشئ، وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات القصف الشديد، كانت تجلس داخل بيتها ممسكة حبات «الخرز» مع أطراف الخيوط وتحولها لأشكال مختلفة، ثم تقوم بتلوينها بشكل متناسق لتظهر بطريقة مبهرة، كأن من صنعها فنان محترف.
بعد أشهر من بداية الحرب في غزة، بدأت «مريم» تصنع «أسورة» من الغرز لجميع أفراد أسرتها، حتى أقاربها مثل خالها وعمها وجدها، وغيرهم من أفراد العائلة، أطلقت عليها اسم «أسورة الصداقة»، صنعتها رغبة في ترك شيئا من رائحتها.
كانت «مريم» الطفلة المدللة لدى أسرتها الفلسطينية، لأنها الابنة الوحيدة لأبويها وجميع طلباتها مجابة، لكن فجأة فقدت كل شئ، الألعاب والخرز والألوان حتى البيت دُمر تماما إثر تعرضه لقصف الاحتلال الإسرائيلي.
«نفسي أكون مهندسة علشان أبني بيت بجنينة بدل اللي راح، وأبني بيوت كتير بسبب اللي اتهدت في الحرب»، قالتلها «مريم» بأصوات بريئة خلال حديثها مع «الوطن»، موضحة أنها تعلمت صنع الأشكال من مشاهدة فيديوهات «يوتيوب».
الطفلة تصل مصر رفقة والدتها وجدها
في شهر أبريل الماضي، جاءت «مريم» إلى مصر رفقة جدها المريض، ووالدتها آلاء جبور التي تعمل أخصائية التحاليل الطبية، ومن وقتها تحولت الموهوبة إلى مشروع لربح الأموال.
الأم تروي التفاصيل لـ«الوطن»
تروي الأم لـ«الوطن»، أن ابنتها تحب الرسم والفنون منذ الصغر، وتصنع أشكال عدة باستخدام الخرز والصلصال، ومع بداية الحرب قررت الأم أن تلهي ابنتها عن أصوات القصف، وتطور «مريم» من موهبتها البسيطة، مضيفة: «الحرب هي السبب إنها تتعلم، كانت بتشوف فيديوهات من يوتيوب وتجربها على الأرض الواقع، وأنا كنت بحاول أخليها متركزش مع أصوات القصف».
بداية مشروع «مريم»
عادة الأم لا تنزع أسورة ابنتها من يديها حتى أن بعض صديقاتها بدأ يسألها عنها، وعندما حكت لهن أنها من صنع ابنتها، شجعها بعضهن لتبدأ مشروعا خاصا من صنع «مريم»، وبالفعل قامت الأم بتدشين صفحة عبر موقع «إنستجرام»، ونشرت عليه بعضًا من الأشكال التي صنعتها الطفلة، وبدأ المصريون يشترون «أساور» الطفلة الفلسطينية.
الطفلة تحاول تعويض حياتها السابقة
وبحسب حديث الأم: «ضاع من مريم أشياء كتير، لكن نفسها تعوض كل شئ راح من مشروعها الجديد، لأنها كانت البنت المدللة اللي كل حاجة عندها ودلوقتي كل حاجة راحت، ونفسها تبني بيت بجنينة لما تكبر، وبسمعها دايما بتقول إنها هتعوض اللي راح في غزة، وأنا بحس إن تفكيرها أكبر من سنها».