«أهل مصر».. مشروع لمجابهة الغزو الفكري والحفاظ على الهوية

«أهل مصر».. مشروع لمجابهة الغزو الفكري والحفاظ على الهوية
تُكثّف وزارة الثقافة اهتمامها بالمناطق الحدودية عبر مشروع ملتقى «أهل مصر»، الذى يستهدف المرأة والشباب والأطفال، ويُنفّذ ضمن برنامج رئاسى لتشكيل الوعى وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية، بهدف الوقاية من الغزو الفكرى والحفاظ على الهوية المصرية والعادات والتقاليد والموروثات.
ووفقاً لتقارير صادرة عن الوزارة، يتم تنفيذ الملتقيات بمشاركة أبناء المحافظات والمناطق الحدودية، وهى: «شمال سيناء، جنوب سيناء، أسوان، الوادى الجديد، البحر الأحمر، الشلاتين، أبورماد، حلايب، ومطروح»، بالإضافة إلى شباب من حى الأسمرات، وتمتد الاستضافة على مدار أسبوع من خلال إقامة المشاركين والمشرفين والمدربين بأحد الفنادق بهدف توفير مناخ ملائم للاحتكاك والتفاعل الإيجابى بين المشاركين، والتعرّف على عادات وتقاليد أقرانهم فى المحافظات المختلفة، خاصة مع التنوّع التراثى الذى تتميز به المناطق الحدودية، سواء فى سيناء أو الوادى الجديد أو أسوان والبحر الأحمر ومطروح، وهو ما يختلف بصورة ما عن التراث الموجود فى العاصمة، مما يخلق فرصة للتعرّف على ثراء مصر والتنوع الثقافى فى البيئات المختلفة.
وقالت الدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث بقصور الثقافة ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع «أهل مصر»، إن المشروع يهتم فى المقام الأول بأبناء المحافظات والمناطق الحدودية ويركّز على العنصر البشرى، وتتلخص فلسفته فى إثراء فكر الأطفال والمرأة والشباب، باعتبارهم خط الدفاع الأول ضد الغزو الفكرى والحفاظ على الهوية المصرية فى المناطق الحدودية.
وأضافت: «تعمل الدولة على تحسين جودة حياة الإنسان المصرى، من خلال تدريب المشاركين على الحرف، كما يستهدف المشروع توصيل رسالة إلى المشاركين بأنهم فى قلب اهتمام الدولة المصرية، وبعد انتهاء الفعاليات يُصنّف المشاركون بسفراء العاصمة فى المحافظات التى ينتمون إليها». وأكدت أن مركز الدراسات والبحوث يحرص على أن تكون الفعاليات حقيقية وهادفة ومفيدة للجمهور المستهدَف، إلى جانب ربط الإنسان بالوطن، وإتاحة الفرصة له للتعبير عن نفسه، سواء من خلال اللقاءات المفتوحة، أو من خلال اختيار الورشة التى يفضّل المشاركة فيها لاكتساب الخبرة والاستفادة منها بصورة أو بأخرى، والتى قد تصل إلى تحويلها لمشروع اقتصادى يُدر على صاحبه عائداً مادياً، مثل ورشة صناعة الجلود».
وتتضمّن الملتقيات شقاً تدريبياً ومجموعة من الورش الفنية والحرف اليدوية، ومن بينها المشغولات الجلدية، الديكوباج، التصوير الفوتوغرافى، الحلى، الأركت، المسرح، كتابة القصة، النحاس، الخيامية، التطريز، المكرمية، الفن التشكيلى، الإكسسوارات، الجلود الطبيعية، المسرح، والدوبلاج الصوتى، وغيرها، ويتم الاستعانة بالخبرات والمتخصّصين، سواء فى ورش التدريب أو المحاضرات لتكون الفعاليات على أعلى قدر من الجدية والإفادة.
كما تتضمّن عدداً من المحاضرات واللقاءات التوعوية والتثقيفية تشمل محاور نفسية وسلوكية واقتصادية واجتماعية، حسب الفئات المشاركة فى كل فعالية، وتتمحور حول النموذج والقدوة فى الحياة، ومجابهة الإدمان، ومواجهة الأفكار المتطرفة، وفرص العمل التى تمنحها الدولة للشباب، ودمج ذوى القدرات الخاصة فى المجتمع، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الزيارات والجولات الميدانية لأشهر معالم المحافظة المقام بها الملتقى، من بينها متحف الحضارة وأهرامات الجيزة، قصر عائشة فهمى وبانوراما أكتوبر، وزيارات إلى معالم العريش، مثل ميناء العريش البحرى، وبئر العبد، لتعريف الشباب بجهود الدولة فى إعمار سيناء.
كما تستكمل الوزارة العمل على المشروعات التى أطلقتها فى الأقاليم والمحافظات الحدودية وأبرزها مشروع «ابدأ حلمك» لاكتشاف المواهب والتدريب على فنون المسرح، بالتجهيز للمرحلة الثالثة من المشروع وتشمل محافظات قنا والإسماعيلية وأسوان، إلى جانب استكمال تدريب المشتركين فى المشروع بمحافظة شمال سيناء، حيث تستعد الوزارة لتخريج الدفعة الجديدة بالعريش فى أكتوبر المقبل.
وقال المخرج أحمد طه، المدير الفنى لمشروع «ابدأ حلمك»، لـ«الوطن»: عقدت اللجنة العليا لمشروع «ابدأ حلمك» اجتماعها لاستكمال تنفيذ المشروع، ومن الأسبوع المقبل نستأنف تدريب المشاركين فى المشروع بشمال شمال سيناء، وسنعلن موعد بدء الاختبارات لأبناء محافظات المرحلة الثالثة قريباً.
وأوضح أن المشروع يشمل التدريب على جميع الفنون المتعلقة بالمسرح؛ وتشمل ورش رقص وغناء وديكور وإخراج وإلقاء ودراما وتمثيل، ويجرى التدريب على أيدى نخبة من الخبراء والأكاديميين فى مختلف المجالات، ويستمر من 3: 6 أشهر، بعدها تقدم الفرقة عرض الختام وتخريج الفرقة لتعلن فرقة نوعية بهيئة قصور الثقافة، مشيراً إلى أن التدريب يتم على أيدى نخبة من المتخصصين؛ منهم الفنان أحمد السيد والمخرج عصام السيد والمايسترو حسام حسنى والدكتور صلاح مصطفى والكاتب سعيد حجاج والفنان مناضل عنتر وغيرهم، ويتم التدريب على أعلى درجة من الجدية والالتزام.
وأشاد «طه» بالمواهب الموجودة فى كل المحافظات، ومن بينها محافظات الحدود المتعطشة للفنون والثقافة، وبالإقبال الكبير من شباب المحافظات على الالتحاق بهذه الورش من 16 إلى 40 سنة، متابعاً: «تُتاح استثناءات فيما يخص السن للمواهب، وتم قبول سيدة عمرها فوق الـ60 عاماً فى (الخارجة) لأنها موهوبة وعاشقة للمسرح، وتم قبول طفلتين أقل من 16 سنة فى العرض، وكل هذه الأمور لها دلالة يجب الوقوف عندها، وهى أن مصر ثرية بالمواهب من مختلف المجالات وفى جميع المناطق».
وأشار إلى أن المشروع يشهد إقبالاً كبيراً من الفتيات بما يفوق عدد الشباب، وكنت أشهد أولياء الأمور خلال متابعة التدريبات عن بُعد، لم يكن الأمر مراقبة، لكنه تشجيع لهم خلال التدريبات، فقد كان لديهم إحساس بالأمان، وتتضمن الورش جانباً تربوياً، شعر من خلاله الأهالى أن هناك رعاية رسمية من الدولة لأولادهم، فقد كان المدربون يسافرون على بُعد ألف كيلو للوصول إلى الوادى الجديد مرة كل 10 أيام، من أجل التدريب فى هذه الورش ويتم ذلك كله مجاناً.