مهرجان العلمين.. رؤية استراتيجية!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

تناول مهرجان العلمين مثل الحديث فى السياسة أو الاستراتيجية أو علم الجغرافيا السياسية.. يتطلب النظر إلى الخريطة.. فليس الأمر كما فى النظرة الضيقة التى تعتبر أنه مهرجان ترفيهى وفقط.. وأن الكل يقدم خالص جهده من أجل إنجاح هذا المهرجان الترفيهى.. وفقط!!

النظرة التى ينبغى أن تكون موضوعية وينبغى أن تكون شاملة ترتبط بمخطط الدولة المصرية الاستراتيجى لسنوات طويلة قادمة لا ينبغى أن يبقى فيها شكل خريطة مصر كما هو.. ولا توزيع السكان كما هو.. ولا يصح أن يبقى استغلال قدرات مصر وثرواتها وإمكانياتها كما هو.. ولا يصح أن يظل أفق حكومات مصر بل وأفق شعبها يتوقف عند المتاح من أرض مصر فى الحياة والعمل.

هذا ما دفع القيادة المصرية منذ 2014 إلى التطلع لفتح آفاق جديدة لكل ذلك.. ولذلك مخطط المدن الجديدة لم يكن صدفة.. استيعاب الزيادة السكانية ليس صدفة.. بل وفق رؤية لمصر لعشرات السنوات القادمة.. ولذلك لا ينبغى النظر للعلمين الجديدة كلها منفردة دون الاعتبار لما يجرى بجوارها فى مشروع «الدلتا الجديدة» والاهتمام الكبير بواحة سيوة.. هذا المثلث، الذى يكبر ويتطور سكانياً وزراعياً وسياحياً ثم صناعياً، قادر على استيعاب عشرات الملايين من المصريين فى المستقبل، ولكى يتم ذلك لا بد من خلق فرص عمل ليستقر الناس فيه، ولكى يتم ذلك لا بد من جذب عشرات المليارات من الدولارات للتعمير والبناء وللزراعة وللتصنيع.. ولكى يتم ذلك لا بد أن تقوم الدولة بتذليل أى عقبات وأيضاً تشجيع أصحاب الأموال على المجىء للاستثمار فى مصر، وتذليل العقبات قامت به الدولة بالتخطيط وإنفاق أموال هائلة فى البنية التحتية من طرق واستصلاح وتوصيل المياه ورفعها ومعالجتها، وكذلك شبكات الكهرباء والغاز وغيرها يتبقى الترويج لما يجرى، ومن هنا تتم افتتاحات الرئيس عبدالفتاح السيسى ومناقشاته مع المسئولين وشرحه وكذلك مهرجان العلمين. الذى يلفت نظر الدنيا أن هنا يمكن أن يجد المواطن فى مصر والدول العربية الشقيقة كل شىء.. من فرص الاستثمار والعمل وتشغيل الأموال إلى الإقامة إلى التسوق والترفيه وتغيير «الجو».

وللأمانة فالدولة المصرية تحشد إمكانياتها لإنجاح المهرجان.. على كل المستويات. أمنياً وفنياً وتسويقياً وسياحياً واقتصادياً ولوجيستياً وعلى كافة المستويات والمسارات. ومع ذلك كانت اللفتة الرائعة بتخصيص النسبة الأكبر من عائد المهرجان لدعم الأشقاء فى غزة! لتكون مصر وهى تبنى وتنهض بنفسها لا تنسى إخوتها ولا مسئولياتها الأخوية والقومية والتاريخية والسياسية الاستراتيجية الإنسانية!

كل الأمنيات والدعوات بل والتوقعات بنجاح باهر لمهرجان العلمين.. ليتصدر مهرجانات التسوق والترفيه فى منطقتنا وقارتنا والعالم كله!