تحيا مصر في العلمين
مصرلا تملك فانوساً سحرياً يحول الأحلام إلى حقيقة، لكن الله اختصها بـ«بحر ونيل»، وشعب جميل، وجيش أصيل، وحلم نبيل،أربعة أركان لدولة عظيمة استطاعت أن تقهر المستحيل.
فى إقليم أشعلته الحروب وفككته الثورات ومزقت خرائطه الصراعات بقيت مصر محروسة بفضل الله تقاوم الأخطار، وتسعف الجار، وترشد المحتار، وتقاوم الأشرار، مصر التى تعمل ليل نهار، من أجل الحفاظ على التنمية والاستقرار، مصر التى أعلنت حكومتها الجديدة قبل أيام أن المواطن أولاً على كل مسار، تدبر له الخطط وتحقق من أجله الإنجازات بكل جد وإصرار.
هذا مقال لا يُخفى شاعريته.. احتفاء بالفنون والإبداع، يتراقص على أنغام الموسيقى القادمة من قلب العالم.. من العلمين، يتمايل معها سعيداً بهذا الحدث الراقى ويختال فخوراً باتساع رؤية الشركة المتحدة التى حولته من مهرجان ترفيهى إلى حدث استثنائى، ثقافياً وفنياً ورياضياً، تستعيد فيه مصر روحها المبدعة وقواها الناعمة وأحلامها القادرة، التى حولت حقل ألغام الماضى إلى شاطئ للاسترخاء والاستجمام والرفاهية. لتصبح «العلمين الجديدة» مقصداً للسياحة العالمية وملاذاً للفارين من حرارة الصيف والباحثين عن متعة الإجازة فى أجمل مصايف البحر الأبيض المتوسط.
ناقشت قبل أيام الزميل العزيز مصطفى عمار، خلال مداخلتى الهاتفية معه عبر برنامجه المتميز «بين السطور» على راديو «ONsport FM»، وسألته مندهشاً من سبب عدم إدراك بعض المصريين لقيمة تنظيم مصر هذا الحدث الفريد، برغم ازدحام أجندتها الوطنية خارجياً وداخلياً، اقتصادياً وسياسياً، منكرين على مصر قدراتها ومختزلين الأمر فى أنه حدث لا يخص عموم الناس، مروجين أن فعاليات مهرجان «العالم.. علمين» للمقتدرين والأغنياء فقط، فى الوقت الذى يشيدون فيه بدولة مثل لبنان عندما تقيم حفلاً أو حفلتين تقفز بهما فوق أحزانها، فكان رده قاطعاً: «اللجان يا أستاذ محمد.. شغالة تسخين وتضليل»، وافقته بالطبع، فكل متابع يدرك أن المخطط الإخوانى لإفساد الحياة على المصريين لا يزال مستمراً، حملات مأجورة تشكك فى كل إنجاز وترصد كل حادثة لتتصيد منها ما يفجر الغضب، ويشعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعى، ليبقى العقل المصرى مرتبكاً طوال الوقت، غير مدركين أن الشعب العظيم ليس صيداً سهلاً، تحصّنه فطرته السليمة، مع ما توفره له الدولة ومعها الشركة المتحدة من سبل تنمية الوعى، ونشر المعلومات الصحيحة عبر شبكة إعلامية مهنية قادرة على حماية الأمن المجتمعى والحفاظ على الهوية الوطنية.
لهذا أجدنى مضطراً أن أنشط ذاكرة بعض الحائرين من جيل (زد) وجيل (ألفا)، وأيضاً من نسى من الرفاق (عواجيز جيل إكس)، بدروس الأعوام الثلاثة الفارقة فى تاريخ مصر المعاصر ما بين عامى (٢٠١١ و٢٠١٤)، زمن الفوضى والثورات.. زمن التسخين والتدجين.. زمن غياب الوعى والانتماء وفوران المشاعر الفارغة والاندفاع وراء الهلاوس والأوهام، زمن التعصب لتوافه الأفكار وهوامش المسارات، زمن الهدم ومقاومة كل محاولات البناء.
أقول لهم ولغيرهم إن خلاصة الدرس وكلمة السر وأصل الحكاية، تختزلها كلمتان، هما: «تحيا مصر»، الشعار الذى ردده المصريون بحب وصدق وكأنه قارب نجاة يلوذون به بعيداً عن الخطر، أو كأنه نداء استدعاء لعظمة الوطن من داخل قلب كل مصرى، واستحضار لعبقرية مصر وأمجاد حضارتها.. «تحيا مصر» ليست تحية علم وفخر بوطن بل هى «باركود» المرور إلى جمهورية جديدة تأسست بفضل الله بما يليق بمستقبل مصر، و«العلمين» من ملامح هذا المستقبل الواعد الذى نفخر به جميعاً.
إلى المشككين والمتشككين، مهرجان «العالم.. علمين» لكل المصريين، وأسعار فعالياته فى متناول الجميع، كما أن هناك جانب منها مجانى، ويوجه ٦٠٪ من إيرادات المهرجان لصالح الشعب الفلسطينى، وهو ليس مهرجاناً للحفلات الغنائية فقط بل برنامجاً ثقافياً ورياضياً متكاملاً، درة فعالياته -فى رأيى- هو مهرجان «نبتة» للأطفال، الحدث المميز للدورة الثانية من المهرجان، والإضافة التى تمنحه أبعاداً مؤثرة، وترسخ ملامحه التنويرية الهادفة