محمود فوزي السيد يكتب: مهرجان العلمين.. قصة حلم وأسرار نجاح

البحث عن أسباب النجاح يبقى دائماً هو الشغل الشاغل للجميع بعد أى عملية نجاح أو تميز أو تفوق تتم على أرض الواقع.. وبعد النجاح الكبير الذى حققته الدورة الأولى من مهرجان العلمين صاحب الشعار الأجمل «العالم.. علمين»، فى إشارة واضحة إلى أن الهدف الرئيسى من المهرجان أن يتحول إلى مقصد سياحى جديد على خريطة السياحة العالمية.. بدأت الكثير من التحليلات من المهتمين بالأمر حول أسباب هذا النجاح، والتى طالما عددناها خلال فترة إقامة الدورة الأولى من المهرجان العام الماضى.

ولأن الطبيعة الإنسانية قائمة على فكرة التطور والنضج يوماً بعد الآخر؛ فكانت عوامل التطور التى من المقرر أن تشهدها الدورة الثانية من المهرجان التى تنطلق خلال ساعات قليلة هى أهم ما يشغل تفكيرنا خلال الفترة الحالية، مع اتجاه كل العيون والأنظار إلى «العلمين» بمجرد بدء إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن انطلاق الدورة الجديدة.. وفيما يلى عدد من النقاط والأسباب التى أرى فيها أسرار وعوامل نجاح المهرجان.

أبدأها بفكرة «الشمولية»، التى أعتقد أنها الفكرة الأهم فى المهرجان؛ فالعلمين ليس فقط مهرجاناً غنائياً ضخماً تتم صناعته بطراز عالمى ويستقطب كبار نجوم الأغنية المصرية والعربية لإحياء حفلات غنائية ضمن فعالياته؛ وإنما هو فكرة مهرجان صيفى شامل متعدد الفعاليات والأهداف؛ حيث يعد فى الوقت ذاته مهرجاناً ثقافياً يحمل العديد من الفعاليات الثقافية، وعلى رأسها هذا العام إقامة «مهرجان نبتة» لمحتوى الطفل والنشء وهو المهرجان المهتم فى الأساس بالطفل المصرى وتنمية قدراته الإبداعية من خلال ورش الحكى وصناعة الرسوم المتحركة وورش ريادة الأعمال للأطفال؛ وهى المهمة التى تتصدى لها إدارة المهرجان هذا العام، والتى تستحق التوقف أمامها طويلاً لما لها من تأثير إيجابى على فكرة الاهتمام بملف الطفل المصرى.

ثم يأتى دور الحفلات الغنائية التى تعد سبباً وسراً آخر فى نجاح المهرجان؛ حيث أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن خريطة حفلات المهرجان هذا العام، والتى شهدت تنوعاً كبيراً أجمل ما فيه هو مراعاة اختلاف الأذواق لتناسب كل أنواع وأعمار الجمهور؛ فهناك كبار النجوم أمثال محمد منير وعمرو دياب وكاظم الساهر وهانى شاكر ومدحت صالح وتامر حسنى، وغيرهم الكثيرون؛ فى الوقت الذى تجد فيه حفلات شبابية أبطالها حمزة نمرة وفريق مسار إجبارى وسعاد ماسى ورامى جمال وفريق كايروكى وويجز.. واستكمالاً لحالة التنوع تجد حفلات موسيقية للموسيقار عمر خيرت وحفلاً آخر تقدمه الإعلامية الكبيرة إسعاد يونس ضمن برنامجها الكبير «صاحبة السعادة» عن موسيقى عمار الشريعى بقيادة المايسترو العالمى نادر عباسى، وهى من ضمن الأفكار المبتكرة التى يقدمها المهرجان، حيث يسمح للجمهور بحضور حلقة على الهواء من برنامج «صاحبة السعادة» على المسرح، ومعها الاستمتاع بموسيقى عمار الشريعى.

وكذلك من أسباب نجاح المهرجان فى دورته الثانية هى الفكرة الجديدة التى تم الإعلان عنها بعرض عدد من المسرحيات الجديدة ضمن فعاليات المهرجان؛ وهو ما يؤكد فكرة «الشمولية» بالاعتماد على تقديم عدد من الأنشطة الفنية المختلفة على اعتبار وجود كل أشكال الفن والثقافة ضمن فعاليات المهرجان.. كما يتضمن المهرجان عدداً من الأنشطة الرياضية والبطولات فى عدد من الألعاب، وهو ما كان سبباً فى نجاح الدورة الأولى أيضاً وكان من بين البطولات بطولة لعبة «البادل»، التى شارك فيها عدد كبير من أبطال العالم فى اللعبة وكذلك الكرة الشاطئية وغيرها من الرياضات.

كل ذلك يأتى ضمن حرص الشركة المتحدة على أن تكون الأيادى العاملة فى المهرجان والعقول التى تتولى إدارته مصرية خالصة، وهو ما يساهم فى الوقت ذاته فى حركة اقتصادية مهمة فى مدينة العلمين الجديدة، وتخلق الآلاف من فرص العمل للشباب هناك؛ وربما يعد هذا الدور من الأهداف الرئيسية فى اعتقادى لفكرة المهرجان من الأصل.

كل ما سبق يأتى مغلفا بورق سوليفان مختوم بختم «ريادة مصر»؛ فالحفاظ على قوى مصر الناعمة وريادتها الفنية والثقافية والرياضية أرى فيه من بين أهم الأهداف المحققة من ظهور مهرجان العلمين إلى النور وتحقيقه للنجاح عاماً تلو الآخر؛ فعلى مدار السنين كانت مصر ولا تزال هى الرائدة فى مجالات الفن والموسيقى والثقافة وطالما صدرت تلك القوى إلى كل أنحاء المنطقة؛ ومن البديهى أن تستمر فى دورها التنويرى الثقافى والفنى من خلال مهرجان بمواصفات خاصة وعالمية لن تجدها فى كل أنحاء العالم العربى سوى فى «العلمين»