حازم الجندي يكتب: مبادرة «حياة كريمة».. تعزيز حقوق الإنسان واستثمار في البشر

حازم الجندي يكتب: مبادرة «حياة كريمة».. تعزيز حقوق الإنسان واستثمار في البشر
تبنت القيادة السياسية مشروعا قوميا هو الأضخم في تاريخ العمل التنموي بإطلاق المشروع القومي لتطوير الريف المصري «حياة كريمة»، هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ للارتقاء بالظروف المعيشية للمواطن المصري في إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر.
«حياة كريمة»، من اسمها العظيم وهدفها النبيل هو توفير حياة كريمة للمواطن المصري في الريف، مبادرة تتعلق بأكثر من أربعة آلاف قرية مصرية على مستوى الجمهورية، ويستفيد منها نحو 60 مليون مواطن، تهدف إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات الصحية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، وتستهدف تحسين حياة الإنسان فى الريف المصرى، وعملت على توفير فرص العمل ومواجهة البطالة من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وغيرها بهدف تحقيق التمكين الاقتصادي للفئات المستهدفة وهم الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية، وذلك يأتي في ضوء بناء جمهورية جديدة تصنع المستقبل لأبناء الوطن وتحفظ وتصون الأجيال القادمة.
استهدفت المرحلة الأولى من المبادرة تطوير القرى الأكثر فقرا، وفي يناير 2019 تم إطلاق مبادرة «حياة كريمة» واستهدفت 375 قرية في 14 محافظة باستفادة 4.5 مليون مواطن، والهدف هو تطوير شامل للريف، وفى يوليو 2021 تم إطلاق المشروع القومي لتطوير قرى مصر باستهداف 4500 قرية بـ22 محافظة باستهداف 60 مليون مواطن يسكنون الريف المصري، وتجاوزت التكلفة التقديرية للمشروع أكثر من تريليون جنيه، ويتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى خلال 2021 _2023 لـ 52 مركزا والمرحلة الثانية خلال 2023_2025 والمرحلة الثالثة خلال 2025 _ 2027 وتستهدف 71 مركزا.
وما يدعو للفخر بهذه المبادرة التنموية العملاقة أنه رغم العقبات المالية بسبب الظروف والأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها على مصر إلا أنها مستمرة وتواصل عملها بإرادة قوية وتحدي، وما يسعدني أن نسبة تنفيذ المرحلة الأولى وفقا للحكومة تجاوزت 82% وتنهي خلال أشهر قليلة، وجملة تكلفة المرحلة الأولى تجاوزت 350 مليار جنيه، وأنه تم رصد 150 مليار للمرحلة الثانية في خطة العام المالي الحالي 2024 - 2025، ولأول مرة تكون مشروعات حياة كريمة ضمن الاستثمارات الحكومية بالموازنة الجديدة.
المشروع القومى لتطوير الريف المصرى يستهدف إحداث تطوير شامل لكافة القطاعات الخدمية بالقرى وتقديم خدمات أفضل للمواطنين وتحقيق تنمية حقيقية غير مسبوقة على أرض الواقع باستثمارات كبيرة خاصة بالقرى والمناطق الأكثر احتياجاً، مبادرة غيرت وجه الحياة في القرى والريف، ووضعت الريف المصري على خريطة التنمية بعدما عانى على مدار عقود من التهميش بسبب عدم قدرة الدولة وغياب الإرادة السياسية، الأمر الذي يعكس حرص الرئيس السيسي على توفير حياة كريمة لكل مواطن.
وفي ظل هذا المشروع القومي، يشهد الصعيد اهتماما غير مسبوقا من قبل الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، فهناك جهود كبيرة مبذولة لإحداث التنمية فى مختلف محافظات الصعيد، ومنها المشروع القومي لتطوير الريف المصري "حياة كريمة" والذي يشمل الجزء الأكبر منه مراكز وقرى محافظات الصعيد، لتطوير هذه القرى وتحسين الخدمات فى مختلف المجالات، لإحداث طفرة تنموية كبيرة فيها وتوفير حياة كريمة للمواطنين.
المبادرة الرئاسية حياة كريمة ساهمت في إحداث نقلة وطفرة تنموية وحضارية في القري المصرية؛ إنها تشمل تحقيق تنمية مستدامة وتوفير حياة لائقة للمواطن في الريف المصري، وتوفير كل الخدمات والاحتياجات الرئيسية والمرافق، وإنشاء وتأهيل منازل لتوفير مسكن مناسب، بجانب إقامة مشروعات صغيرة ومجمعات صناعية حرفية وغيرها، لخلق فرص عمل، ودعم وتمكين المرأة.
كما تأتى المبادرة في إطار استراتيجية بناء الإنسان المصري، من خلال الاهتمام بكل تفاصيل حياة المواطن، في كل المجالات، تعليم وصحة وخدمات اجتماعية وثقافية واقتصادية، وتوفير كل مقومات الحياة، والحد من معدلات البطالة بتوفير فرص عمل للملايين من الشباب، ورفع معدلات التشغيل، والحد من الفقر، فالمبادرة ارتكزت على ثلاثة محاور، الأول هو البنية التحتية من صرف ومباني ومياه وغيرها، أما المحور الثاني فهو التنمية المجتمعية، والمحور الثالث هو التنمية الاقتصادية، وتستهدف إنشاء مجمعات صناعية في كل قرية وفي كل مجمع يوجد مصانع صغيرة وبها ساحة عرض، لتحويل القرية المصرية إلى قرية منتجة.
إن حياة كريمة هى مبادرة خلاقة، وما يتم تنفيذه علي الأرض يعد إنجازاً كبيراً بتحويل قرى محرومة من الخدمات إلى قرى تتوفر بها خدمات وسكن كريم لتحسين مستوي معيشة المواطن، وتعمل على تنمية ودعم المراكز والقرى الأكثر احتياجا، وهى فرصة للنهوض بالمناطق الأكثر فقرا، حيث إنها ستساعد على الحد من البطالة من خلال إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومشروعات إنتاجية، توفر آلاف فرص العمل للمواطنين، وكذلك دعم المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، وتتضمن إنشاء مدارس للقضاء على كثافة الفصول، وإنشاء وتطوير مستشفيات ووحدات صحية، لدعم المنظومة الصحية وتقديم خدمة لائقة للمواطن، وكذلك تأهيل المنازل للأسر الأكثر احتياجا، لتوفير مسكن كريم للمواطنين.
إنها مبادرة تنموية شاملة، تستهدف بناء الإنسان المصري والاستثمار في البشر، بتوفير حقوق المواطن في الصحة والتعليم والسكن وغيرها، ولا يسعني إلا أنه أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطلق هذه المبادرة ويصر على استكمالها، وكذلك الشكر موصول لكل الأيادي والأبطال الذين يشاركون في تنفيذ مشروعات حياة كريمة في كل شبر في مصر.
بقلم: المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ