الشركة المتحدة.. الإنسانية تسبق المهنية

خالد حسين

خالد حسين

كاتب صحفي

إحساس كبير بالفخر يتملكك حينما تجد حشدا من أبناء مهنتك يصفقون للكيان الذي تنتمي إليه بكل احترام، تلحظ نظرات الامتنان والتقدير في عيونهم، على فعل ربما يكون مستغرب وغير مألوف في الوقت الحالي، ولكن الحقيقة أنه تصرف طبيعي ومتكرر من كيان تعبر أفعاله ومواقفه عن تقدير لكل أبناء المهنة والعاملين في المجال الإعلامي، وعلى رأسهم المنتسبين إليه.

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كيان عملاق اقتحم سوق الإعلام في السنوات الأخيرة، وهو كيان ولد كبيرا، وفي الحقيقة أنا لست بصدد الحديث عن إنجازات الشركة في مجال الإعلام، والطفرة الكبيرة التي تحققت سواء على المستوى المحلي، أو على المستوى الخارجي، حتى عادت مصر إلى الريادة وتربعت على عرش الإعلام العربي، بعدما كادت تهوى وتفقد مكانتها الإعلامية الشامخة في السنوات الماضية.

ما أرغب في إبرازه اليوم هو الجانب الإنساني في الشركة المتحدة وقياداتها، الذين يثبتون يوما بعد الآخر أن «الإنسانية أولا»، وأن الاستثمار في الإنسان أهم سمات الكيان، وأن الإنسانية في بعض الأحيان قد تسبق المهنية في فقه الأولويات الإعلامية.

كل تلك الأمور كشف عنها الأستاذ خالد البلشي نقيب الصحفيين خلال حفل توزيع جوائز التفوق الصحفي، وتكريم الزملاء الحاصلين على شهادات الماجستير والدكتوراه، والذي أعلنت الشركة المتحدة عن رعايته وتقديم مليون جنيه كجوائز للزملاء المكرمين، ما ساهم في رفع قيمة التكريم بشكل كبير عن السنوات الماضية.

حادث مأساوي تعرضت له زميلة في إحدى المؤسسات التي لا تتبع الشركة المتحدة، يتبعه تدهور حالتها الصحية بشكل كبير، وتراجع في نسب الشفاء الذي صار يحتاج إلى معجزة إلهية، ليقرر الأطباء ضرورة وضعها على جهاز لتحسين كفاءة القلب والرئة، إلا أن تكلفة نقله واستخدامه تصل إلى مليون جنيه، وهو ما يفوق قدرات نقابة الصحفيين المادية، ليلجأ النقيب إلى كافة الجهات المتعاونة لعله يجد بينها من يساهم في إنقاذ حياة الزميلة ويعيدها إلى طفلتيها.

«جاءني الرد بعد دقيقتين فقط من إرسال الرسالة لأحد قيادات الشركة المتحدة، والذي قال لي نصا: إيه رأيك نحول قيمة الجوائز لعلاج الزميلة ورزقي ورزقك على الله»، 120 ثانية فقط كانت كافية لاتخاذ قرار إنساني بتحويل قيمة الجوائز لعلاج الزميلة، لتؤكد «المتحدة» أن «الإنسانية تسبق المهنية»، وأن إنقاذ حياة أم وعودتها لرعاية ابنتيها هو الجائزة الأسمى التي يحصل عليها الزملاء بالمساهمة في إنقاذ حياة زميلتهم.

القصة لم تنته بعد، ولكن النهاية كانت بحدوث المعجزة وشفاء الزميلة وعودتها إلى طفلتيها، وكذلك قيام الشركة المتحدة بالوفاء بوعدها للنقابة في رعاية الحفل، وتقديم مبلغ مليون جنيه إضافي لتقديم الجوائز للزملاء، وهو ما لاقى تقدير واحترام جميع الزملاء العاملين بالمهنة.

الواقع أن الموقف الذي يبدو مستغربا للبعض هو حدث عادي ومتكرر بشكل دائم من جانب الشركة المتحدة التي تنتصر دائما للإنسانية، وتعلي قيمة رعاية الإنسان قبل أي شيء، وآخر تلك المواقف قرارها برعاية أحد الزملاء العاملين بإدارة الخدمات المعاونة في جريدة «الوطن» بعد تعرضه لأزمة صحية، حيث تكفلت الشركة بكافة مصاريف علاجه، وبعد وفاته تعهدت الشركة برعاية أسرته بشكل لائق تقديرا لجهوده خلال عمله.

ولم يكن ذلك هو الموقف الأول من الشركة المتحدة في رعاية أبنائها أو تقديرها للمهنة والعاملين بها، ولكن سبقه مواقف عديدة لا يتسع المجال لذكرها، كانت فيه الشركة خير داعم لكل العاملين بها، وأثبتت بالفعل أن الإنسانية تسبق المهنية.