وعاجل إلى وزارة الكهرباء!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

استكمالاً لهذه السلسلة من النصائح لوزراء الحكومة الجديدة بهدف الارتقاء بمستوى الأداء داخلها.. نقول إنّها كثيرة التصريحات التي تصدر عن وزارة الكهرباء.. ويعتقد مسئولوها بصحتها.. لكن علينا أن ننقل الصورة الحقيقية التي يريدها رجل الشارع أن تصل.. وبعيداً عن حالة تخفيف الأحمال تبقى الملاحظات عديدة ويبقى الفرق كبيراً بين ما يعلن وما يحدث فعلياً.. فمثلاً.. منظومة العداد الذكي تحتاج إلى مراجعة.. يقولون إن الكارت لا يفصل في الإجازات.. وهذا غير صحيح.. يفصل في الإجازات وقبل موعده المحدد بالعاشرة صباحاً وبعد الخامسة مساءً!

أما قصة ضرورة ذهاب المواطن إلى شركة الكهرباء لمراجعة كارت الكهرباء فهو العذاب بعينه.. خصوصاً إن كانت الشركة بعيدة عن منازل الناس. والفكرة أنك أدخلت كوزارة منظومة إلكترونية فيجب أن تكتمل بهذا المعنى ليكون توفير الحلول للناس إلكترونياً أيضاً!

ولا يصح لأرقام تلقي الشكاوى القول إنها مسئولة فقط لتلقيها! بل عليها أن تكمل وساطتها بين الجمهور والوزارة لتتمكن من حل المشكلات إلكترونياً أيضاً خاصة في حال حدوث خلل في العداد بما يظلم المواطن!

كذلك مشكلات العداد القديم قائمة.. المحصلون يذهبون للمواطنين في أي وقت يحددونه.. وهنا يدافعون عن حق الدولة وأموالها التي هي حق وأموال الشعب المصري.. لكن علينا الانتباه أنه ليس بالضرورة أن يكون المواطن على استعداد لتسديد الفاتورة في الحال خاصة عند تراكمها لأكثر من شهر.. ولا يصح في كل مرة يكون التهديد بفصل الكهرباء! ولذلك وإلى حين تغيير كافة عدادات الكهرباء في مصر كلها ولا نعرف كم سيستغرق ذلك.. نقول إلى حين ذلك نحتاج إلى آلية مختلفة.. مرنة وعادلة.. إنسانية وعملية ومتحضرة. تضمن حق الدولة والشعب كما توفر المعاملة اللائقة للمواطن.. ولا نملك اقتراحاً محدداً لكن مثلاً تكون الزيارة الأولى بغير تهديد ولا إنذار والثانية بغرامة كأنها فائدة على مبلغ الفاتورة وهكذا.. دون التهديد بقطع الكهرباء التي هي خدمة أساسية لا غنى عنها للناس وهنا سيتأخر حق الدولة قليلاً لكنه لن يضيع في مقابل أن يشعر الناس بحرص الدولة ووزارة الكهرباء تحديداً على مصالحهم ولن يتهم المتأخرون عن السداد الوزارة بالتربص بهم.. بل ستكون الوزارة راعت ظروفهم ومنحتهم فرصاً للسداد.. وهكذا، أو أي اقتراح آخر يحقق المعادلات السابقة!

كذلك يحق مرور المحصل في أوقات مناسبة.. صحيح لا يعرف المحصلون ظروف كل الناس ولا طبيعة أعمالهم ووظائفهم وبالتالي ظروفهم لكن ما نريده تحديد ساعات معينة لمرور المحصلين تكون من الساعة كذا إلى الساعة كذا.. تكون في معدل متوسط عام لوجود الناس في بيوتهم مع بذل مزيد من الجهد لشرح طرق سداد الفواتير من التطبيقات الإلكترونية المنتشرة الآن في كل مكان بما ييسر عليهم ويرفع العبء عن المحصلين وهم يبذلون جهداً فائقاً خاصة في أشهر الصيف!

كما يصح وجود حلول للمسافرين لفترات قليلة في مسألة العداد الإلكتروني .. من الصعب أن يسافر البعض إلى مدينة أخرى لأي سبب.. تضطره بعض الظروف للبقاء أياماً أخرى فيعود ليجد الكارت الذكي انتهى دون شحن وكل ما في الثلاجة فسد! كثيرون لا يتحملون فساد جرام لحوم وليس مخزون شهر أو أكثر! كيف يمكن عمل ذلك؟ شحن عن بعد؟! إبلاغ جهة معينة أو رقم محدد؟! لا نعرف.. ما نعرفه أن المنظومات الإلكترونية يجب أن توجد حلولاً إلكترونية لكل مشكلاتها!

غير موجود ذلك في البرمجة! نوجده.. نبدأ في تكليف الخبراء والمتخصصين لذلك!

السطور السابقة كان مخططاً أن تستوعب ملاحظات ونصائح لوزارات أخرى.. لكن انفردت واستحوذت الكهرباء وحدها على المساحة كلها!