«التُلًي» حرفة صعيدية عريقة تزين عالم الموضة

كتب: حبيبة فرج  

«التُلًي» حرفة صعيدية عريقة تزين عالم الموضة

«التُلًي» حرفة صعيدية عريقة تزين عالم الموضة

منذ فجر الحضارة المصرية القديمة، برزت حرفة التلى كعنصر أساسى فى زينة الملابس والأزياء، حكاية من حكايات الإبداع والجمال، فكل رمز فى قطعة الملابس غُزل بعناية شديدة ليحمل فى طياته معنى معيناً ويعبر عن شىء ما، ففى نهاية الأمر تخرج لوحة فنية تمكنت السيدات من صنع قطع مميزة ناتجة من امتزاج عناصر البيئة مع خيوط من الذهب والفضة، لتصبح هذه الحرفة معروفة باسم «التلى».

على أقمشة قطنية أو حريرية أو شبكية، تحيك سيدات سوهاج وتحديداً قرية «شندويل»، التى تعتبر مركزاً رئيسياً لصناعة التلى منذ آلاف السنين، أشرطة معدنية من الفضة أو الذهب بدقة وعناية فائقة لخلق تصاميم هندسية ونقوش بديعة مستوحاة من الطبيعة لتُضفى على أى قطعة سحراً خاصاً.

وتعود أصول التلى إلى مصر القديمة، واستخدمها الفراعنة فى زخرفة الملابس، وعلى الرغم من تحديات النسيان والاندثار، إلا أن الحرفة تمكنت من المحافظة على وجودها وشقت طريقها نحو الحضارة و«الموضة» لمواكبة العصر الحالى ونجحت فى فرض ذاتها فى عالم الأزياء، بفضل فنانيها المبدعين، ليشهد الجميع اليوم تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر «التلِّى السوهاجى» أو ما يعرف بـ«تلِّى شندويل».

«الوطن» سلطت الضوء على الحرفة الأثرية التى تحوّلت إلى باب رزق، تمكنت من خلاله العديد من السيدات فى الجزيرة الصعيدية من الوصول إلى الاستقرار المادى، وتحدثت إلى العاملات فى المهنة اليدوية لحماية هذا التراث من الاندثار من خلال تنظيم ورش لتعليم حرفة التلى والمشاركة فى المعارض المختلفة محلياً ودولياً.

 


مواضيع متعلقة