عقيد متقاعد يكافح التدخين فى الأماكن العامة: «كله بالقرآن والسنة»

عقيد متقاعد يكافح التدخين فى الأماكن العامة: «كله بالقرآن والسنة»
حقيبة تشبه إلى حد بعيد حقيبة الطبيب، يتجول بها فى كل مكان، من البيت إلى المقهى إلى النادى وحتى المترو ووسائل المواصلات، لا تغادر يديه، وما إن تقع عيناه على مدخن، أو علبة سجائر تبرز من جيب أحدهم، حتى يتقمص شخصية المعالج النفسى، ويظهر الجانب الخفى فى شخصيته، ويبدأ فى فتح حقيبته، ليبرز منها أدواته فى مكافحة التدخين، التى تشمل دراسات عن الإصابات وصوراً لما تحدثه السجائر فى جسم الإنسان من آثار سلبية مدمرة، فضلاً عن مطويات لأحاديث شريفة ونصوص قرآنية تنهى عن التدخين وكل ما يضر بصحة وجسم الإنسان.
لا يخلو تقديمه لنفسه من دعابة، فلولاها لما قَبِل الناس حديثه أو استمعوا له، يبدأ بتعريف نفسه: «العقيد متقاعد محمد عوض، ضابط جيش سابق ومش بتاع الكفتة»، ثم يسترسل فى القول: «عمرى 67 سنة، ضيعت 10 سنوات فى علاج الأمراض التى سببها لى التدخين السلبى، ونفسى أعيش لحد ما أشوف السيجارة فى سلة القمامة».. آثار مدمرة تركها التدخين السلبى على رئة الرجل وكليتيه وقلبه، ما زال يعالج منها إلى الآن، لذا لا يصمت على مدخن، يجلس إليه فى محاولة إقناع تنتهى بأحد الأمرين: «إما يقتنع ويرمى علبة السجاير بيديه فى الزبالة، وإما يمشى بس بعد ما أكون زرعت جواه شك أن السيجارة الجاية هتقضى عليه»، لا ينظر الرجل بعين الجدية إلى مبادرات وزارة الصحة، يراها شغل «تقفيل وتحصيل حاصل»، مبرراً: «الناس مالهاش فى النصايح المعلبة، كل واحد يحب يسمع الكلام اللى يشبهه هو، مش اللى بيتقال لكل الناس».
الرجل السبعينى، كرس كل وقته لمهمته الجليلة: «ركبت المترو أقنعت 65 واحد وهما خارجين رموا علب السجاير فى صناديق القمامة، فالتدخين بيسبب أمراض مستعصية واللى قالت عليه وزارة الصحة واحد على 10 من الأمراض دى»، لم تقتصر جهود العقيد السابق على مصر فحسب، تجاوزها لغيرها من دول العالم: «وأنا فى الطيارة سواء مسافر أو رايح عمرة بشرح للناس آثار التدخين والتدخين السلبى عليهم وكثير منهم بيقتنع»، إحساس بالسعادة والثقة يتملكه حين ينجح فى ذلك بدون أى دعم من أى جهة أو خطة مسبقة، متابعاً أنه تتم دعوته من خلال بعض الجامعات وإقامة الندوات داخل وخارج مصر وينجح من خلالها فى دعوة الكثير ليس فقط لإيقاف التدخين ولكن لمحاربته أيضاً، ويقول «عوض»: «الشيشة والسجائر ستنتشر مع دخول رمضان فى الخيام والمولات الشهيرة وخاطبت أصحابها بعدم السماح بها لكنهم لم يستجيبوا».