بروفايل| إسلام بحيرى بداية النهاية

بروفايل| إسلام بحيرى بداية النهاية
المصائب لا تأتى فرادى، هكذا تبدل حاله، من ذلك الشاب اليافع الذى يظهر يومياً على شاشات الفضائيات ليتحدث عن «انفصال التراث الإسلامى عن الواقع»، و«جهل الأئمة بالدين»، إلى ذلك الشخص المُطارَد فى المحاكم، والذى صدر ضده حكم بالحبس لمدة 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان.
هو إسلام بحيرى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، صاحب البرنامج التليفزيونى الشهير «مع إسلام»، والذى دائماً يصر على أنه لا يسعى لهدم الدين، وإنما طريقته هى الوسيلة الوحيدة لإصلاحه، خرج ليؤكد فى تصريحات صحفية، فى أعقاب الحكم الصادر بحبسه، أنه مستعد ليحول تلك القضايا القانونية إلى أطروحات فكرية، واثقاً من براءته فيما يتعلق باتهامات ازدراء الأديان.
«بحيرى»، الذى وصف نفسه بـ«المُنتصر» قبل أسابيع حينما رفضت هيئة مفوضى الدولة الدعوة القضائية المرفوعة من شيخ الأزهر بإيقاف برنامجه، يتلقى الصدمة من إدارة قناة القاهرة والناس التى أكدت أن برنامج «مع إسلام» لن يعود للظهور مجدداً، كون إيقاف البرنامج جاء وفقاً لثوابت القناة التى تحض على منع الفتنة واحترام وتقدير رموز الوطن.
«لا يهمنى قرار المنع.. سأظل أبحث عن منفذ لخروج فكرتى ورسالتى»، هكذا تحدى «بحيرى» الجميع، وأعلن أنه سيواصل بث أفكاره مهما كانت الأسباب، مؤكداً أن أى أحكام تصدر بحقه بالحبس ما هى إلا وسيلة ممن سماهم «كهنوت الدين» لمنع أفكار تجديد الخطاب الدينى من الوصول للشعب.
الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، الذى ظهر للمرة الأولى على شاشات الإعلام فى فبراير 2013، فى تلك المناظرة الشهيرة أمام الداعية محمود شعبان حول تكفير رموز جبهة الإنقاذ ومشاركتها السياسية ودورها فى إسقاط الرئيس المعزول مرسى، ظهر بشكل منفصل فى برنامجه ليبدأ مسلسل الهجوم، بدءاً من جماعة الإخوان، مروراً بقيادات التيار السلفى، حتى وصل إلى انتقاد المعتقدات والثوابت الدينية الإسلامية من باب التجديد، بحسب تعبيره.
بطريقته الخاصة واصل بحيرى على مدار 23 شهراً لبرنامج «مع إسلام»، بدءاً من مايو 2013 وحتى أبريل 2015، انتقاد كتب التراث الدينى، مثل كتب صحيح البخارى ومسلم وغيرهما من الكتب، فضلاً عن انتقاده لكيفية التعامل مع الآخر المختلف معك فى العقيدة خاصة شركاء الوطن الأقباط، حتى وصل إلى ذروته فى تلك المناظرة الشهيرة مع الدكتور أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى، حينما وصف الأئمة الأربعة بـ«الخوارج والمفسدين فى الأرض».
«لم يُخطرنى أحد بالحكم.. وكويس إن فيه محاكم شغالة بالليل».. هكذا كان التعليق الأخير لـ«بحيرى» على الحكم بحبسه 5 سنوات، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه كان يتوقع ما يحدث ضده، وسيواصل طريقه الذى رسمه لنفسه منذ سنوات.