تقرير: "مسافة السكة" عكست اهتمام السيسي بالأمن القومي العربي

تقرير: "مسافة السكة" عكست اهتمام السيسي بالأمن القومي العربي
قال تقرير للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية إن أن البُعدُ العربي مَثَّلَ الأولوية الأولى في سياسة الرئيس السيسي الخارجية، لا سيما وأن مقولته "مسافة السكة" شكلت طرحًا واضحًا لمحورية التوجه العربي في سياسة مصر الخارجية باعتبار أن الأمن القومي العربي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري.
وتابع: "تجسَّدت ترجمة هذا التوجه في أوجه متعددة من سلوك مصر الخارجي، يتمثل أولها في دعوة مصر لتشكيل قوات عربية مشتركة لمواجهة التهديدات المضاعفة المرتبطة بتنامي التيارات الإرهابية والتكفيرية التي تستهدف تفتيت دول النظام الإقليمي العربي على أسس عرقية ومذهبية ومناطقية، وهو المقترح الذي تبنته القمة العربية التي عُقدت بالقاهرة في أواخر مارس 2015، وجاء ضمن مقرراتها".
وأضاف التقرير أن علاقات مصر مع القوى الكبرى شهدت تبدلًا وتغيرًا في المواقف، لا سيما بعد ثورة 30 يونيو؛ حيث تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الثورة بنوعٍ من الفتور في بداية الأمر انعكس على مواقفها التي تجسدت في قرار الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات العسكرية لمصر، وتعليق مناورات النجم الساطع التي كانت تجري بين البلدين، والتلكؤ في تعيين سفير لها بالقاهرة.
وأوضح أن مع تولي الرئيس السيسي مقاليد السلطة، انتهج إزاء الولايات المتحدة الأمريكية سياسة رشيدة قامت على الموازنة بين استقلالية القرار الداخلي، واحترام إرادة الشعب المصري، والحفاظ على مصالح مصر الحيوية، فضلًا عن تنويع روابط مصر مع القوى الكبرى الصاعدة في النظام الدولي، سواء مع الصين أو روسيا، وهو ما دفع بعض الاتجاهات إلى تأكيد أن توجه مصر شرقًا يمثل تحولا في سياستها الخارجية، لا سيما بعد توقيع شراكة استراتيجية مع هاتين الدولتين، كل على حدة.
وتابع التقرير قائلاً: برغم حدوث هذا الانفراج بين مصر وأمريكا، فإن ثمة قضايا لا تزال عالقة بين الجانبين، مثل: الموقف الأمريكي من جماعة الإخوان المسلمين، والرؤية الأمريكية لمواجهة التنظيمات الإرهابية وقصرها على تنظيمي داعش والقاعدة والتي تختلف عن شمولية الرؤية المصرية، والموقف من البرنامج النووي الإيراني، وتأثير اتفاق لوزان على أمن الخليج العربي. ولا شك أنها متغيرات تمثل تحديات أمام التفاهمات المصرية الأمريكية.