مصري يخوض مغامرة مثيرة في باطن الأرض.. غاص 120 مترا داخل بركان أيسلندا

كتب: أمنية سعيد

مصري يخوض مغامرة مثيرة في باطن الأرض.. غاص 120 مترا داخل بركان أيسلندا

مصري يخوض مغامرة مثيرة في باطن الأرض.. غاص 120 مترا داخل بركان أيسلندا

منذ فجر التاريخ، سحرت البراكين البشر بجمالها المدمر وقوتها الهائلة، ولهذا السبب لم يستطع المغامر المصري إسلام شريف، مقاومة نداء استكشاف بركان خامد في أيسلندا، ودخول غرفة الحمم البركانية الضخمة بأمان، موثقا هذه التجربة بمقطع فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على «إنستجرام».

معلومات عن بركان أيسلندا الخامد

البركان الذي خاض إسلام شريف، داخله المغامرة يعرف باسم بركان Thrihnukagigur الذي يعرف أيضًا باسم «فوهة القمم الثلاثة»، وبحسب موقع «inside the volcano»، يقع البركان الخامد في جنوب العاصمة ريكيافيك، وهو بركان آمن ثار نحو ثلاثة مرات، وقد خلف الثوران الأخير الذي حدث منذ حوالي 4500 عام، ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها وهي غرفة الحمم البركانية الوحيدة التي يمكن الوصول إليها على وجه الأرض، وفي الداخل تمثل الألوان الجميلة والتكوينات الصخرية الفريدة جميع ظلال وأشكال الأرض، حيث يكون حجمها هائلاً ومخيفًا إلى حد ما.

البركان الخامد تشكلت به ثلاثة انفجارات بركانية منفصلة، وتصطف القمم على مسافة بضع مئات من الأمتار من بعضها البعض، بحيث يمكن تمييزها بوضوح من بعيد، ومن هنا جاءت تسميتها، ويصل ارتفاع القمم الثلاث إلى حوالي 550 مترًا، وهي على نفس الارتفاع تقريبًا، وعلى الرغم من كل هذا النشاط، لا توجد مؤشرات على أن ثوران البركان قد يتجدد مرة أخرى في المستقبل القريب.

وفي أحد أيام الشتاء المشرقة من عام 1974، كان مستكشف الكهوف أرني ستيفانسون أول إنسان يدخل إلى أعماق البركان، إذ تم إنزاله من قبل عدد قليل من أصدقائه في استكشاف مغامر لهذه الظاهرة، وظل لسنوات طويلة بمساعدة أصدقائه ينزلون بالحبال إلى البركان ويتم تعليقهم بالأحزمة ويستعينون بالمصابيح الأمامية والرافعات وأجهزة التثبيت، حتى أصبحت الفكرة متاحة أمام الجمهور، وفي عام 2004 قدم «أرني» الفكرة الأولى لإنشاء نفق داخل الغرفة.

وفي عام 2010 جاءت بعثة من ناشيونال جيوغرافيك للتصوير داخل البركان، وكانت عملية كبيرة تتطلب أسلوبًا مختلفًا عن استخدام حبال التسلق للدخول والخروج، وبدأ المؤسسون في ابتكار كيفية إنزال الأشخاص والمعدات في البركان، فكان الحل هو استخدام مصعد تنظيف النوافذ المعدل بشكل كبير حتى نجح الأمر، ومنذ عام 2012 أصبح الناس الآن قادرين على الذهاب داخل البركان لتجربة رائعة في قلب الطبيعة الأم.

وتعتبر أيسلندا هي نقطة جيولوجية ساخنة عملاقة، إذ تعد واحدة من أكثر المناطق البركانية نشاطًا في العالم، حيث تحدث ثورانات بركانية كل 3 إلى 4 سنوات في المتوسط، ويرجع نشاطها في الغالب إلى موقعها على سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي، حيث تتحرك الصفائح الأوراسية والأمريكية الشمالية بعيدًا عن بعضها البعض، وبالتالي تتفتح القشرة الأرضية.

مغامرة إسلام شريف داخل البركان

ولم يكن المغامر المصري غريبًا على المخاطر، فقد خاض العديد من المغامرات المثيرة في أرجاء مصر والعالم، لكن هذه الرحلة كانت مختلفة، خاصة أنّه يعلم أن دخول بركان خامد ينطوي على مخاطر جسيمة، لكن شغفه بالمغامرة دفعه إلى تجاهل الخوف.

جهّز إسلام نفسه بعناية لرحلته، وتأكد من حصوله على جميع المعدات اللازمة، بما في ذلك مصعد كابل مفتوح إلى عمق 120 مترًا داخل البركان، وخوذة مقاومة للحرارة، كما حرص على دراسة تاريخ مكان البركان وطبيعته الجيولوجية، محاولاً فهم المخاطر التي قد يواجهها، إذ كان الثوران الأخير للبركان منذ حوالي 4500 عام.

وفي صباح يومٍ غائم، انطلق إسلام شريف في رحلته، سار لمدة 45 دقيقة داخل التضاريس الوعرة، ثم سار لمدة ساعة تقريبا في الجليد مع مجموعة ترافقه، متسلّقًا الصخور البركانية السوداء حتى وصل إلى المصعد الذي استغرق داخله حوالي 7 دقائق تقرييا، للنزول إلى عمق 120 كيلومترا داخل البركان.


مواضيع متعلقة