د. مصطفى الفقي: «الإخوان» كانت خارج دائرة المجتمع الدولي والحياة السياسية الطبيعية

د. مصطفى الفقي: «الإخوان» كانت خارج دائرة المجتمع الدولي والحياة السياسية الطبيعية
- ثورة 30 يونيو
- الحياة السياسية
- المجتمع الدولى
- لم يفهم الإخوان الفرق بين حياة الجماعة وحياة الشعو
- ثورة 30 يونيو
- الحياة السياسية
- المجتمع الدولى
- لم يفهم الإخوان الفرق بين حياة الجماعة وحياة الشعو
قال د. مصطفى الفقى، المفكر السياسى، إن فترة حكم جماعة الإخوان اتّسمت بالكثير من المشاهد السوداء، كان من شأنها أن تؤدى بالبلاد إلى منحدر خطر، فالإخوان لم يكن لديهم أى خبرة فى الحياة السياسية، حيث قضوا حياتهم فى المنافى والسجون، ولا يعرفون طريقة التعامل مع الشعوب.
«التنظيم» لم يدرك مدى عمق وتاريخ العلاقات الخارجية للدولة مع الدول المجاورة
ما أبرز المشاهد السوداء فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية فى وجهة نظرك؟
- مشهد لن أنساه أبداً، وهو عندما أعلن الرئيس المعزول محمد مرسى قطع العلاقات مع سوريا، مما يؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تُدرك أبعاد الدولة المصرية وطبيعة علاقاتها الخارجية مع الدول الشقيقة والمجاورة، وهو مشهد لن أنساه أبداً فى حياتى.
وتحدث حينها «مرسى» بلغة ومنطق فكرى غريبين مخالفين للتيار العام فى تاريخ مصر الحديث، وكأن جماعة الإخوان دولة مستقلة داخل الدولة لا تحترم مصر وثقافتها وتاريخها، بالإضافة إلى الاجتماع فى القاعة المغطاة الذى تم برئاسة «مرسى» مع عدد من قيادات «الإخوان»، حينها أدركت أن الدولة المصرية تتّجه نحو منحدر خطير من الجانب السياسى، وآمنت أن الأمر لن يطول وأن النهاية قريبة.
ما دلالة هذا المشهد بالنسبة لك؟
- حمل هذا المشهد الكثير من الدلائل، وأكد أن جماعة الإخوان كانت خارج دائرة المجتمع الدولى والحياة السياسية الطبيعية وغير واعين بالعالم من حولهم، فالإخوان لم يكن لديهم أى خبرة فى الحياة السياسية، حيث قضوا حياتهم فى المنافى والسجون ولا يعرفون طريقة التعامل مع الشعوب.
كيف رأيت سياسات الإخوان فى حكم البلاد؟
- لم يتسم تعامل جماعة الإخوان الإرهابية مع الشعب المصرى بالذكاء، بل أدى إلى استفزاز كل قطاعات الشعب المصرى وخروجه فى 30 يونيو، ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تنفيذ حركة محافظين، ولم تكن الجماعة قادرة على ترتيب الوظائف واتخاذ قرارات على مستوى الدولة.
كما أن جماعة الإخوان لا تمتلك أى رجال دولة، فلم يسبق وسمعنا عن أديب أو مثقف أو عالم ذى بصمة ينتمى إلى تلك الجماعة، مما يؤكد أن الإخوان لم يتمرّسوا بالحياة السياسية ولم يفهموا حقيقة الشعب المصرى، ولم يفهموا أن حياة الشعوب تختلف عن حياة القبائل المغلقة، فالشعوب كيان مفتوح لا يمكن إغلاقه، لذا فـ«الإخوان» لم تتفهم هذا الأمر.
ما أبرز الأخطاء التى وقعت فيها «الإخوان» خلال حكم مصر؟
- لم يفهم الإخوان الفرق بين حياة الجماعة وحياة الشعوب إلى حد كبير، إلى جانب عدم فهمهم شخصية وطبيعة الشعب المصرى والتعدّدية فيه واختلاف الرأى بين أفراده، وفى داخله، وأقاموا حكمهم على الطريقة المعتادة لديهم، وهى السمع والطاعة، وهذه الطريقة لا تصلح مع الشعوب، فقد تصلح مع أحزاب أو جماعات أو منظمات وغيره، ولكنها لا تمضى مع الشعوب إلى النهاية.
المفكر السياسى: الجماعة استفزّت كل المصريين ولم تكن على دراية بطبيعة الشعب المصرى وشخصيته
ما سياسة الجماعة الخارجية؟
- أخطاء الجماعة كثيرة فى هذا الملف، منها أنهم لم يدركوا طبيعة العلاقات بين مصر والقضية الفلسطينية على سبيل المثال، وهى واحدة من أكبر خطاياهم فى ملف العلاقات الخارجية، إذ اقتصرت معرفة الجماعة بعلاقات مصر مع فلسطين على العلاقة بين جماعة الإخوان وإحدى الحركات الخاصة بالمقاومة الإسلامية، ولم يفهموا أبداً أن العلاقة بين مصر وفلسطين تعود إلى سنوات طويلة، فهى علاقات تاريخية، وفيها الكثير من التضحيات والجهاد، وتختلف تماماً عن علاقة الجماعة بالقضية الفلسطينية.
وكانوا فقط يفكّرون فى علاقة الجماعة بالقضية، كما أن هناك فصيلاً معيناً من الجماعة يعمل مع المقاومة، وهو الوحيد المعترَف به بالنسبة لهم فى علاقتهم مع فلسطين والقضية.. كل تلك الأمور أدت إلى تراكمات كانت واضحة جداً قُبيل «30 يونيو»، حيث إن الجميع كان يشعر بأن الأمر يصل إلى منتهاه.
كيف تبرر فشل الإخوان فى المنطقة العربية بشكل عام؟
- إنهم فى جماعة الإخوان الإرهابية يزعمون أنهم جماعة دينية، إلا أن معظم الشعوب العربية لا تميل إليهم. وقد فشلوا فى تونس مثلما فشلوا فى مصر، وذلك لكونهم جماعة منغلقة على نفسها، ولديها فقر فى آليات إدارة الدول، بالتالى فشلت فى كل الاختبارات التى دخلت فيها، وما حدث فى تونس ليس انقلاباً وفقاً للدستور التونسى، بل من صلاحيات الرئيس، وقد تساقط حكمهم بهذه الصورة نتيجة للفشل بعد شعور الشعب التونسى بالخديعة الكبرى.
ما أكثر القطاعات التى تأثرت سلباً نتيجة حكم الإخوان؟
- ملف حقوق الإنسان من أكثر الملفات التى تدهور حالها بسبب سياسة الجماعة، فعندما تواجه الدولة الإرهاب فمن الطبيعى أن تكون هناك ملاحظات على حقوق الإنسان، وأدت تلك الفترة إلى تدهور حقيقى فى الملف، فكان هناك انتهاك لحقوق المرأة والطفل وذوى الإعاقة، فضلاً عن أن الجماعة خلال فترة حكمها لم تولِ اهتماماً للمواطن.
وبدأت فى تغيير الوزراء بآخرين ينتمون لأفكارها، فشهدنا تعدياً على الحقوق الثقافية للمواطن المصرى والحق فى التعليم والحق فى السكن والحق فى الصحة وغيرها من حقوق الإنسان الأساسية التى لا بد أن تكفلها الدولة للمواطن، وانشغلت الجماعة فقط بالعمل على تحقيق أهدافها الهدامة والاستحواذ على الدولة المصرية ككل وأخونتها.
لو لم تقم ثورة 30 يونيو
الدولة ولّادة للكوادر الكبيرة فى شتى المجالات الفنية والأدبية والسياسية وغيرها، فى حين أن الجماعة تفتقر للكوادر والمؤثرين، بالتالى كانت مصر ستفقد مكانتها فى هذا الأمر، وكانت ستعيش سنوات قاتمة، وكنا سنكون اليوم أمام احتلال حقيقى للدولة المصرية وتحويلها من مكان آمن إلى ساحة لسفك الدماء والعنف، والذى بدوره سوف يؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.